كتبت – مروة عامر
عبرت
منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها من ارتفاع معدل الانتحار في دول العالم والذى قفز
إلى انتحار 800 ألف شخص في العام الواحد ، بعد أن كان 700 ألف خلال عام 2021 ،
وأشارت المنظمة أن مصر تحتل المرتبة الأولى عربيا من ناحية معدلات الانتحار،
متفوقة في ذلك على دول تشهد نزاعات مسلحة وحروبا أهلية وتليها السودان ثم اليمن
فالجزائر.
مرصد الأزهر الشريف
فقد
أصدرت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان ، تقرير يرصد حالات الانتحار
في مصر خلال الفترة من أكتوبر 2022، حتى مارس 2023، وأظهر الرصد تكرار
حالات الانتحار فى مصر، لتصل إلى 147 حالة صنفها التقرير وفق النوع والمهنة
والعمر.
فقد
كشف التقرير، أن هناك 11 وسيلة تستخدم في الانتحار
، والوسيلة الأولى التى تتصدر المشهد ، الانتحار شنقا في المرتبة الأولى بـ 61
حالة ، يليها في الترتيب الثاني الانتحار بالقفز من طابق عال بمنازل
المنتحرين بـ 33 حالة ، وفى المرتبة
الثالثة من حيث وسيلة الانتحار، جاءت حالات
تناول أقراص غلة سامة أو كيماوي أو مبيد حشري أو أقراص دوائية زائدة بـ 28
حالة، يليها في الترتيب الرابع الانتحار غرقا في مجرى مياه
النيل أو أحد فروعه بـ 10 حالات .
ومن
حيث طبيعة العمل للمنتحرين ، فقد أكد التقرير ، أن ربات البيوت يأتين في المركز
الأول بين المنتحرين بـ 23 حالة ، يليها في الترتيب الثاني العامل الأرزقى بـ17
حالة ، يليها في الترتيب الثالث الطلاب والطالبات بمراحلهم التعليمية المختلفة ،
حيث أقدم خلال عام 2023 ، 9 طلاب وطالبات على التخلص من حياتهم في محافظات
مصر المختلفة ، بسبب الرسوب في بعض المواد، أو عدم حصولهم على الدرجات التى تؤهلهم
للكليات التى يتطلعون للالتحاق بها
ومن
حيث العمر، كان المنتحرون أعلى فى المراحل
العمرية التى تضم الشريحة من (21 ـ 30 عاما) بـ 45 حالة، وفي
الترتيب التالي جاءت الشريحة العمرية حتى الـ 18 عاما، بـ 28 حالة وجاء في الترتيب الثالث الشريحة (31ـ 40
عاما) بـ 20 حالة انتحار.
الأزهر وأسباب الانتحار
المرصد
التابع للأزهر الشريف ، حدد أسباب الاقدام على الانتحار إلى 4 أسباب ، حيث أكد
تقرير المرصد ، أن السبب الأول للانتحار نتيجة ضغوط ومشكلات اجتماعية ناتجة عن اختلال النظام
الأسري في التعامل مع الأبناء ، بداية من الشدة في التعامل واستخدام العنف
والصرامة في إرشادهم ، وممارسة أساليب الضغط عليهم في المراحل التعليمية المختلفة ،
دون الأخذ في الاعتبار اختلاف درجة استيعاب كل طالب.
وأضاف
التقرير أن تلك المعاملة تأتي بنتائج عكسية خطيرة على الأبناء ، من بينها انعدام
الثقة بالنفس والاكتئاب، والإحباط القاتل الذي قد يدفع به إلى الانتحار، خوفًا من
الرسوب أو الفشل، مشيرا إلى أن الأسرة وباعتبارها نواة المجتمع والمؤسسة التربوية
الأولى للفرد ، فإن على الوالدين وأولياء
الأمور تحمل المسؤولية الأكبر في تقديم الدعم المعنوي والنفسي لأبنائهم وذويهم،
وعليهم أن يبحثوا عن مواهب وقدرات أخرى يتقنها المتعثرون دراسيًّا دون أن يجعلوا
رسوبهم وصمة عار تلحق بالأسرة.
أما
السبب الثاني حسب ما ورد بالتقرير ، يرجع إلى الابتزاز الإلكتروني ، حيث أكد مرصد
الأزهر ، أن الابتزاز الإلكتروني خاصة
للفتيات خلال السنوات الماضية ، أسفر عن وقوع بعض حالات الانتحار، حيث يتم تهديد
الضحية بنشر صور، أو مقاطع فيديو، أو تسريب بيانات شخصية أو معلومات خاصة بها من
أجل الحصول على مكاسب مادية أو إجبار الضحية على القيام بأعمال منافية للقيم
والأخلاق ، مما يدفع الفتاة إلى اعتبار أن الانتحار هو المخرج الوحيد من هذه
الأزمة.
وأرجع
الأزهر السبب الثالث ، إلى غياب الوازع الديني والأخلاقي، حيث أشار التقرير إلى أن ضعف الوازع الديني والتردي الأخلاقي ، من أهم أسباب الانتحار الناتج عن اليأس والقنوط
والجزع ، وأن المؤمن يدرك تمام الإدراك أن الحياة مزيج من الخير والشر، واليسر
والعسر، فحين تواجهه عقبة من عقبات الحياة، فإنه يحاول التغلب عليها بسلاح الصبر
على الشدائد وتحمل المكاره.
أما السبب الرابع للانتحار فيرجع إلى الظروف
الاجتماعية المختلفة ، مثل الظروف الاقتصادية
الصعبة ، وفقدان الأحباب ، والأمراض
النفسية ، وهو ما يطالب الأزهر بمواجهتها والبحث عن حلول لها مدعومة بالإيمان
والصبر.
الجدير
بالذكر ، أنه مع انتشار حالات الانتحار حول العالم ، تم اختيار يوم 10 سبتمبر من كل عام ، أطلقوا عليه " اليوم العالمي لمنع الانتحار " ،
تحت شعار "خَلْق الأمل من خلال العمل"