إسرائيل في معركتها في غزة ، لا تستخدم سلاحي الطيران والمدفعية فقط لإبادة المدنيين ، ولكنها تفننت وعلى رأسها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في سلاح الكذب والتلفيق والادعاءات الباطلة ، من بينها الادعاء الخاص بالبطاقة الشخصية لإسماعيل هنية ، وقصة معرض الشباشب للأسرى والقتلى الإسرائيليين ، وحكاية اتصال نتنياهو بالرئيس الروسى بوتين.
بدأت
تلك الأكاذيب بتصوير فيديو خاص لأحد المجندين في الجيش الإسرائيلى ، في أحد
المناطق بقطاع غزة ، وهو يرفع بطاقة ويدعى أنها البطاقة الشخصية الخاصة بإسماعيل
هنية ، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس والادعاء بأن هنية كان متواجد بأحد المنازل بالمنطقة ، وفر هارباً بعد اقتحامها من قبل قوات الجيش الإسرائيلي
، علماً بأن هنية غير متواجد في الأصل داخل قطاع غزة ومقيم بشكل شبه دائم في الأردن
، كما أن هنية نفسه أكد أن البطاقة التى عثر عليها الجيش الإسرائيلي بطاقة ائتمانية
خاصة بأحد البنوك وصلاحيتها منتهية منذ عامين.
ووصلت
الأكاذيب إلى نتنياهو نفسه والذى ، أدعى من خلال بيان له نشرته وسائل الإعلام
العبرية ، أنه خلال الأيام الأخيرة ، قام العشرات من عناصر حماس بتسليم أنفسهم لقوات
الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة ، مشيراً إلى أن تلك العناصر الحمساوية ، تخلوا عن أسلحتهم وسلموا أنفسهم إلى قوات الجيش البواسل ، حسب
وصفه ، والغريب أن هذه التصريحات الكاذبة ، جاءت بعد ساعات من تصريحه الذى قال فيه
حرفياً " الحرب في ذروتها لكن بداية النهاية لحماس ، وانا أقول لمخربي حماس ،
الأمر انتهى لا تموتوا من اجل سنوار استسلموا
الآن ، وكأن عناصر المقاومة أصيبوا بالرعب عقب مطالبته لهم بتسليم أنفسهم ، فسلموا
أنفسهم على الفور.
كما
أدعى نتنياهو ، بأنه قام بالاتصال هاتفياً بالرئيس الروسى بوتين ، عبر من خلالها عن
استيائه من المواقف الروسية المناهضة لإسرائيل ، التي أعرب عنها مندوبو روسيا لدى الأمم
المتحدة وغيرها من المحافل ، وأنه خلال حديثه للرئيس بوتين اعترض على التعاون
الخطير القائم بين روسيا وإيران ، علماً بأن الخارجية الروسية نفت كل تصريحات
نتنياهو حول هذا الأمر.
شباشب إسرائيل وجهاز التنفس
أما
قمة التلفيق الذى تتبعه دولة إسرائيل ، ما تداولته وسائل الإعلام العبرية ، حول حضور
رئيس الدولة " اسحاق هيرتسوغ " مراسم افتتاح معرض تخليد ذكرى ضحايا الهجوم
الحمساوى في 7 أكتوبر الماضى على المستعمرات بغلاف غزة ، ووصف ما حدث بالمجزرة
التى ارتكبها برابرة حماس حسب وصفهم ، وخلال الاحتفال تم عرض مجموعة من الأحذية
معظمها شباشب يرتديها الفلاحون في أراضيهم ، مما يوحى بمدى كذب تلك الروايات ،
فالصور التى تتضمن تلك الأحذية لا تنم على الإطلاق أن الضحايا كانوا في حفل موسيقى
كما تدعى إسرائيل
واستكمل
رئيس إسرائيل تلك المسرحية الهزلية بتصريحات للحضور قال فيها ، أعزائي أبناء
العائلات الثكلى والناجين من االمذبحه ، رغم هذه المأساة الكبرى والهاوية التي
تفرق بين الحياة ما قبل السابع من أكتوبر وما بعدها ، علينا ان نتعامل مع هذا
الواقع الجديد ، ونتعلم كيف نتكيف معه ونستعيد قدراتنا ونختار الخير ونتمسك
بالحياة.
وأضاف
، فهذا المعرض يذكرنا بكل هؤلاء الذين تجمعوا ليحتفلوا بحبهم للموسيقى والرقص ، ونحن
في هذا المعرض نتعهد بالا ننسى أبداً جمالهم ولطفهم ، كما نحن نتعاطف معكم أيها الناجون وشعب إسرائيل
بأسره يقف معكم ، وكلنا نشعر بالألم ونقلق لمصير المختطفين المحتجزين بأيدي عدو
شيطاني ، وقلوبنا مع جنودنا البواسل الذين يقاتلون من أجل بيتنا الوحيد.
وتابع
رئيس إسرائيل ، علينا بعد هذه المأساة ، أن ندعم الجيل الناشئ ونرافقه في طريقه ، ونتعهد
بأن نعود ونقيم الحفلات الموسيقية ، ونحتفل بالحياة ونقف مرفوعي الرأس في أرضنا ، إننا
سنتغلب على هذه المحنة بدون أي شك، وذكرى أحبابنا الذين قتلوا في هذا الحفل ، وفي
هذه الحرب ستكون محفورة في قلوبنا الى الابد.
وواصلت
إسرائيل أكاذيبها بأكذوبة أخرى ، تتعلق بأن الحياة عادت لقرى غلاف غزة ، وأن مزارعو
تلك المنطقة من الفلسطينيين عادوا لحراثة الارض وزراعة القمح ، بينما الدخان
يتصاعد من غزة ، هذا ما آلت اليه مغامرة
حماس داعش التعيسة حسب وصفهم ، علماً بأن شهود العيان من الفلاحين أنفسهم ، أكدوا في
أكثر من موضع أن الأمن الإسرائيلي يغتصب أراضيهم سواء في غلاف غزة أو بالضفة
الغربية
كما
خرجت وسائل إعلام عبرية ، لتدعى أن "
مرغليت موزيس 77 عاماً ، تحررت من قبضة
حماس بعد 49 يوما بدون نوم ، وأن هذه المرأة المسنة من " كيبوتس نير عوز
" في غلاف غزة ، حملت معها جهاز الاكسجين ليساعدها على التنفس ،
عندما تم اختطافها في هجوم السابع من أكتوبر ، وأن حماس قامت بمصادرة الجهاز بكل قسوة
، حتى بعد ما شرحت لهم أهمية هذا الجهاز بالعربية ، وهذه الرواية كما يتضح تختلف
تماماً عن تصريحات معظم الأسرى الإسرائيليين أنفسهم ممن أفرج عنهم ، حول حسن تعامل كتائب المقاومة معهم وتوفير
الأطباء للكشف الدورى على المرضى وكبار السن.
.
x