يبدو أن الجيش الإسرائيلى أصابته العشوائية ، ويقوم الطيران الصهيونى بقصف كل منطقة بقطاع غزة دون مراعاة لأى اتفاقيات أو معاهدات ، حتى وصلت الأمور إلى قصف محور الحدود بين مصر وقطاع غزة والذى يطلق عليه " محور فيلادلفيا " رغم تحذير الحكومة المصرية للجانب الإسرائيلى أكثر من مرة ، بعدم قصف تلك المنطقة أو القيام بأى عملية عسكرية فيها تحت أى ادعاء.
نتنياهو |
وعندما قامت الأجهزة الاستخباراتية المصرية بمطالبة
إسرائيل بتفسير أسباب قصف محور " فيلادلفيا " أدعت عبر وسائل إعلام
عبرية ، أن هناك مخاوف من الجانب الإسرائيلى من قيام كتائب المقاومة الفلسطينية بتهريب الأسرى الإسرائيليين عبر الأنفاق التى
تمر أسفل محور " فيلادلفيا " إلى شبه جزيرة سيناء ، وهو الأمر الذى نفته
السلطات المصرية ، مؤكدة على عدم صحة ادعاءات الإعلام الإسرائيلي ، وأن تلك
المنطقة لا يتواجد بها أى أنفاق على الإطلاق.
المخطط الإسرائيلى للسيطرة على الحدود مع مصر
كشفت مصادر خاصة ، أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية نقلت
لنظيراتها فى إسرائيل ، أن أمن الدولة الصهيونية لن يتحقق إلا بعد عودة إسرائيل
مرة أخرى للسيطرة على كافة المعابر والمنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة ، والتى
سيطرة عليه حركة حماس منذ عام 2007 ، وأدعت المخابرات الأمريكية ، أن السلاح يدخل
لكتائب المقاومة ، عن طريق الأنفاق بين مصر وغزة ، مما دفع الطيران الإسرائيلى
لقصف المنطقة الحدودية من الجانب الفلسطينى أكثر من مرة.
وهذا ما أكده بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية ، عندما
خرج أكثر من مرة مع اندلاع الحرب على قطاع غزة ، عبر وسائل إعلام عبرية وعالمية بعدة تصريحات ،
مفادها أن إسرائيل تنتوى تغيير خريطة قطاع غزة عقب انتهاء الحرب ، وأن هناك اتجاه
قوى لعودة السيطرة مرة أخرى لإسرائيل على المعابر والحدود ما بين مصر وقطاع غزة ، وذلك
عقب التخلص من حركة حماس وكتائب المقاومة بالقطاع ، وهو الأمر الذى يرى معظم
الخبراء العسكريين ، أنه ليس من السهل تحقيقه ، لأن القضاء على كتائب المقاومة
بالقطاع ليس بالسهولة التى تراها إسرائيل ، كما أن الدولة المصرية ربما تعترض على
مثل هذه التصرفات ، لاسيما وأن السلطة المصرية ، أكدت أكثر من مرة أنه لا يوجد
أنفاق فى الوقت الحالى تربط قطاع غزة بسيناء ، لذلك من المستحيل تهريب السلاح من
سيناء للمقاومة داخل القطاع
وكشف خبراء عسكريين ، أن سيطرة إسرائيل على الحدود بين
قطاع غزة ومصر يعد بمثابة كارثة حقيقية ، ومن شأنه أن يؤدى لحرب بين الدولتين
عاجلاً أم آجلاً ، بالنظر إلى الاستفزازات التى دائماً ما يلجأ إليها الجيش الإسرائيلى
، هذا بجانب المخاوف المصرية من سيطرة إسرائيل على الحدود ، مما يجعلها قادرة على إحياء
الإرهاب مرة أخرى داخل سيناء ، عقب قضاء الجيش المصرى عليه فى السنوات الأخيرة
، وذلك عن طريق تهريب السلاح للإرهابيين
داخل سيناء ، بل وتهريب العناصر الإرهابية نفسها ، لافتعال مشكلة مستقبلاً ، تجعل
للجيش الإسرائيلي الذريعة للتدخل عسكرياً فى سيناء.
وأكد الخبراء ، أن إعمار سيناء والمشروعات التنموية التى
تتم حالياً على أرضها ، تصيب إسرائيل بالغضب ، لأنها تريد أن تظل تلك المنطقة فى
توتر دائم ، تجعل لها الفرصة فى تحقيق حلمها المكبوت بالعودة لاحتلال سيناء مرة
أخرى مستقبلاً ، لذلك طرحت إسرائيل فى البداية فكرة تهجير الفلسطينيين لقطاع غزة ،
وعندما فشل مخططهم هذا ، بدأوا فى التفكير للسيطرة مرة أخرى على الحدود المباشرة
مع مصر للعمل بأى طريقة على إيقاف المشروعات التنموية التى تقام على أرض الفيروز ،
ولفت الخبراء إلى أن مخطط إسرائيل دفع السلطة المصرية إلى الإصرار على تنمية سيناء
بالشكل المناسب وعدم الالتفات لأى اعتراضات تخص هذا الشأن سواء من البدو أو غيرهم.
محور فيلادلفيا
محور فيلادلفيا يعتبر خط الحدود بين مصر وقطاع غزة ، بشريط
طولى يربط ما بين البحر المتوسط و معبر كرم أبو سالم ، كان يطلق عليه سابقاً محور
صلاح الدين ، ويبلغ طول المحور 16 كيلو مترات تقريباً ،وعرضه لا يتعدى مئات
الأمتار ، وهو المحور الذى ظهر مع معاهدة
" كامب ديفيد " عام 79 وكان
عبارة عن منطقة عازلة بين مصر وإسرائيل ، وعقب انسحاب الاحتلال الإسرائيلى من قطاع
غزة ، أصبح هذا المحور تحت إشراف كامل للسلطة الفلسطينية ، وبمراقبة كاملة من
الاتحاد الأوروبى وفقاً لاتفاقية المعابر التى تم إبرامها بين مصر وإسرائيل.