يبدو أن عمليات الهجرة الجماعية للإسرائيليين من المستوطنات ، بدأت تصيب حكومة الاحتلال بالقلق البالغ ، فى ظل تزايد الأعداد التى تترك منازلها بالمستوطنات القريبة من قطاع غزة هرباً من صواريخ كتائب المقاومة ، وتهجرها أما لتل أبيب وغيرها بينما بعضهم يفضل الهجرة خارج إسرائيل بشكل كامل ، لذلك بدأت الحكومة الإسرائيلية تعلن عن دفع مبالغ مالية لمن يصمد ولا يترك منزله بتلك المناطق ، والتى وصفها بعض الإسرائيليين أنفسهم بالرشوة التى تقدمها الحكومة للمواطنين للعدول عن فكرة ترك منازلهم وهجرها لمناطق آمنة بعيدة عن رحى الحرب
فقد خرجت وسائل الإعلام العبرية وعلى رأسها هيئة البث الإسرائيلية ، لتعلن
عن قرار صادر من الحكومة بمباركة الكنيست ، يقضى بمنح سكان المستوطنات التى تبعد
ما بين 4 إلى 7 كيلومترات عن قطاع غزة ، منحة مالية تصل إلى 5600 دولار شهرياً ،
شريطة ألا يتركوا منازلهم بالمستوطنات ، وشمل القرار دعوة من هجر منزله للعودة مرة
أخرى ، مع وعد بمنحهم امتيازات مالية أكبر ، فيما قابل عدد كبير ممن هجروا منازلهم
بتلك المناطق هذا القرار باستهجان شديد ، معلقين على قرار الحكومة بسؤالهم "
وهل تلك الأموال ستحمينا من صواريخ حماس ؟ "
ورغم ما تقدمه إسرائيل من إغراءات لمواطنيها سواء القاطنين بالقرب من قطاع
غزة أو بعيداً عنه ، بهدف تمسكهم بمنازلهم وببقائهم بإسرائيل وعدم الهجرة خارج
البلاد ، إلا أن الاحصائيات الصادرة من هيئات إسرائيلية تؤكد أن أكثر من 2800 أسرة
إسرائيلية تركوا إسرائيل بالكامل وهجروها لخارج البلاد ومعظمهم توجه للإقامة
بفرنسا وبلجيكا هرباً من الحرب وتداعياتها ، فضلاً عن ترك أكثر من 12 ألف إسرائيلى
لمنازلهم بالمستوطنات القريبة من قطاع غزة واتجهوا للإقامة داخل تل أبيب.
وكشف مراقبون ، أن هجرة الإسرائيليين من المناطق القريبة من مسرح الأحداث
للعمق الإسرائيلي يكلف حكومة نتنياهو مبالغ مالية باهظة ، حيث تضطر إلى استضافة
معظم النازحين فى فنادق سياحية بتل أبيب وغيرها من المدن على نفقة الدولة ، بخلاف
توفير كافة الاحتياجات الخاصة لهم ، وهو الأمر الذى اشتكت منه الحكومة الإسرائيلية
مؤكدة أن هذا النزوح تحول لكابوس يزيد من الضغوط الرهيبة التى يتعرض لها الاقتصاد
الإسرائيلى مع اندلاع الحرب على قطاع غزة ، لاسيما إذا استمرت الحرب لوقت أطول.
جواسيس نتنياهو
ومن ناحية أخرى بدأ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى ، يلجأ للجواسيس سواء داخل الجيش الإسرائيلى نفسه
أو بين الخونة من بدو العرب ، لتحقيق أهدافه من تلك الحرب ، حيث بدأ نتنياهو يعتمد
على بعض الجواسيس داخل الجيش الإسرائيلى نفسه ، للتجسس على زملائهم ونقل أخبار الجنود له أول
بأول ، وذلك بهدف القضاء على أى فتنة بين صفوف الجيش ، والأخطر من ذلك أن جواسيس
نتنياهو عندما ينقلوا له اعتراض أى مجند داخل الجيش على تلك الحرب يأمر بقتله
أثناء الاشتباكات ، حتى يظهر وكأنه قتل بنيران كتائب المقاومة .
وأرجع مراقبون السبب فى اتخاذ نتنياهو تلك الخطوة ، بعد قيام العشرات من
الجنود الإسرائيليين بالهرب من ساحة المعركة ورفضهم الاستمرار فيها فى ظل ما
يتعرضون له على يد كتائب المقاومة ، لدرجة أن كتيبة كاملة أعلنت الانسحاب من الحرب
بشكل كامل ، ومن هنا بدأ نتنياهو يخشى أن تنتشر الفتنة بين الجنود ، ويهرب أعداد
أكبر من الجيش لاسيما وأن الجيش الإسرائيلى لم يتعود على الحرب طويلة الأمد ونسبة
ليست بالقليلة بين جنوده من المرتزقة والبدو.
وفى نفس الإطار بدأ نتنياهو يعتمد على عدد من الخونة من مواطنى البدو بقطاع
غزة وما حولها من مناطق ، وينشرهم كجواسيس
له لنقل تحركات كتائب المقاومة واكتشاف أماكن الأنفاق ، ويمنحهم مقابل ذلك
امتيازات مادية كبيرة ، وذلك حتى يتثنى
للجيش الإسرائيلى تحديد أماكن بعض عناصر المقاومة والوقوف على فتحات الأنفاق
الحقيقية لتدميرها والقضاء عليها ، فيما تمكنت كتائب المقاومة من كشف عدد من هؤلاء
الجواسيس وقامت بقتلهم فى الحال نتيجة لخيانتهم.
x