يبدو أن علماء وشيوخ المملكة العربية السعودية يسيرون على نهج واحد ، وهو الهجوم الغير مبرر على المقاومة الفلسطينية ، فقد خرج مؤخراً الداعية السعودى الشيخ إبراهيم المحيميد ليدافع عن إسرائيل ويدين بشكل واضح وصريح ما قامت به المقاومة الفلسطينية من هجوم على المستعمرات الإسرائيلية فى السابع من أكتوبر الماضى ، الأمر الذى أغضب رواد السوشيال ميديا ، وتناقلوا مقطع الفيديو الذى تتضمن تصريحاته ، وطالبوه بأن يذهب للإقامة فى تل أبيب ويحصل على الجنسية الإسرائيلية ، ويكف عن خداع الناس.
فقد فاجئ الداعية إبراهيم المحيميد ،العالم العربى بمقطع
فيديو تناولته وسائل الإعلام العبرية وهللت له ، شن من خلاله هجوم لاذع على المقاومة ، حيث
قال " إن الهجوم الذى شنته عناصر المقاومة على المستعمرات الإسرائيلية ليس
جهاد ، هذا جهاد فى سبيل الشيطان ، ولا يغرنكم اليوم التطبيل لما يحدث فى قطاع غزة
، والذى يقول أن الذى حدث فى فلسطين اليوم انتصار ، فليراجع عقله لأنه بذلك عقل أصابه الخلل"
وتابع " فأى انتصار هذا الذى يتكلمون عنه ، فالآن
ما الذى استفاده المسلمون من هجوم 7 أكتوبر ، ولا أحد يقول لى الانتصار متمثل فى أن حماس فرضت شروطها ، وطلبوا اطلاق 100 أسير من
السجون الإسرائيلية ، ألم يشاهدوا أن هناك ما يقرب من 7 آلاف أسير جدد تم القبض
عليهم من جراء تلك العملية ، وأقسم
المحيميد ، أنه يفضل أن يظل 10 آلاف أسير
فى السجون الإسرائيلية ولا يقتل مسلم واحد ، فهذا القتال الذى بدأته المقاومة فتنة
وليس قتال شرعى ، حسب وصفه.
رواد السوشيال ميديا شنوا هجوم لاذع على الداعية السعودى
، ووصفوه بالعمالة وطالبوه بالإقامة فى تل أبيب والحصول على الجنسية الإسرائيلية ،
ووجهوا له حديث قاسى ، عندما أكدوا أن هجوم حماس جاء بعد عدة أيام من قيام الأمن
الإسرائيلى بطرد المسلمين أثناء الصلاة فى المسجد الأقصى ، وقيامهم بأحذيتهم القذزة بدهس قداسة بيت الله ، وسمحوا بدخول الأغنام داخل المسجد ، فضلاً عن عمليات القتل
والاعتقال التى تتم يومياً ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية ةوالتدمير بين الحين والآخر لقطاع غزة .
وطالبه أحد المعترضين على تصريحاته ، بأن يفسر معنى
الجهاد الحقيقى ، متهماً أياه بأنه داعية لقباً فقط ولا يفقه شئ عن الفقه الإسلامى
والسيرة النبوية ، واستكمل متسائلاً ، أليست إسرائيل يا شيخنا الجليل محتلة لأرض
إسلامية؟ ألم ترى المذابح التى ترتكب بين الحين والآخر ضد إخواننا المسلمين فى فلسطين
سواء بقطاع غزة أو الضفة ؟ ألم تشاهد بعينيك أن كنت ترى حقاً ، كم الاعتقالات التى
تتم فى حق شباب صغير السن وفتيات قاصرات فى الضفة الغربية ، حتى امتلأت بهم السجون
الإسرائيلية ، أنت بالفعل عار على الإسلام والمسلمين.
الجدير بالذكر أن الداعية المحيميد لم يكن أول ولن يكون
أخر سعودى يدافع عن إسرائيل ، فالبداية كانت مع اللواء عبد الله غانم القحطانى ، الخبير
العسكرى والاستراتيجي السعودي ، والذى نشر عبر حساباته الشخصية تحليل مقتضب قال
فيه " إن هذه الطوفانات التخريبية بالمنطقة العربية تكررت وتعاظمت ، ولا سبيل
لمنعها وإيقاف مسلسلها الخطير إلاّ بقرار عربي من خلال الجامعة العربية ، هدفه
القضاء على جميع منظمات المحور الإرهابية ، واعتبارها تهديداً لحياة شعوب المنطقة
واستقرارها، وتصنيفها إرهابية كتنظيمات القاعدة وداعش وبوكو حرام وحزب الله ،
وتجريم أي مواطن يتعاطف معها أو يؤيدها بأي شكل مباشر أو بالإيحاء ، وهو التصريح
الذى نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية واتخذت منه ذريعة لما يحدث من الجيش
الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى.
x