مملكة إسرائيل تمحو فلسطين من خريطة العالم

يبدو أن الحكومة الإسرائيلية بدأت خطوات محو الدولة الفلسطينية بشكل كامل من على خريطة العالم ، وإقامة ما أطلقوا عليه " مملكة إسرائيل " فى ظل صمت كامل من العالم ضد ما يتعرض له الفلسطينيين من انتهاكات سواء داخل قطاع غزة أو حتى فى الضفة الغربية ، حيث شرعت إسرائيل فى بناء مستوطنة جديدة تقتطع جزء كبير من أراضى القدس الشرقية ، وبدأ عدد من النشطاء الإسرائيليين ينشروا عبر وسائل التواصل الاجتماعى خريطة للعالم الجديد تضم ما أطلقوا عليه " مملكة إسرائيل " ومحو أى تواجد للدولة الفلسطينية من الخريطة المزعومة.

الضفة الغربية تحولت لجحيم يحاصر الفلسطينيين

كانت الحكومة الإسرائيلية قد صدقت خلال الساعات الأخيرة على قرار البدء فى بناء مستوطنة جديدة تحتوى على 1738 وحدة سكنية ، يقع نصفها فى القدس الشرقية ، وهى بداية مرحلة توسيع المستوطنات ، كما أن نصف تلك المستوطنة سوف يقع خارج حدود الخط الأخضر الفاصل بين القدس الغربية والشرقية ، والذى احتلته إسرائيل خلال عام 1967 فى تصرف أدانه المجتمع الدولى ولم يتعرف به

وأعلنت حاغيت غفران عضو منظمة " السلام الآن " أن توجه إسرائيل لبناء تلك المستوطنة يعد إشكالية كبيرة ، ولولا الحرب على غزة وانشغال الجميع بها لأثيرة ضجة كبيرة حول مشروع تلك المستوطنة لأنها تستقطع جزء من امتداد الدولة الفلسطينية بين جنوب الضفة الغربية والقدس الغربية ، فضلاً عن أن نصف المشروع تقع نصف مساحته خارج الخط الأخضر.

فيما خرجت الخارجية الفلسطينية لتعلن رفضها لهذا المشروع الكارثى ، وطالبت الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأمن بسرعة التدخل لوقف التنفيذ على اعتبار أن المشروع الإسرائيلى ينتهك بشكل واضح اتفاقية أوسلوا وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ، وأن هذا المشروع الإسرائيلى يهدف لمحو أى تواجد فى المستقبل للدولة الفلسطينية ، ويؤكد ذلك ما يحدث ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية.

مملكة إسرائيل دعوات المليشيات بالضفة

مع اندلاع الحرب على قطاع غزة ، يتعرض الفلسطينيين بالضفة الغربية لجميع أنواع التنكيل والإرهاب لإجبارهم على ترك منازلهم والهجرة من الضفة الغربية لتحقيق أمنية إسرائيلية أعلن عنها من قبل أكثر من مسئول إسرائيلى ، حيث قامت الحكومة الإسرائيلية بتسليح ما يقرب من 10 آلاف إسرائيلى بالضفة ليقوموا بكل أنواع التنكيل والقتل والتعذيب ضد المدنيين بالقطاع وذلك تحت غطاء أمنى من قوات الجيش والشرطة بإسرائيل.

وأكد شهود عيان بعدد من المستوطنات بالضفة الغربية ، أن إسرائيل شكلت عصابات مسلحة داخل الضفة ، يقتحمون المنازل ويقومون التعدى بشكل غير آدمى على المدنيين حتى الشيوخ والنساء منهم ، ويقومون بهدم منازل وحرق أخرى ، واغتصاب أراضى الفلاحين بالمنطقة ، واستخدام كافة أساليب التضييق على سكان الضفة من أجل إجبارهم على ترك منازلهم والهجرة إلى الأردن ، يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه الحكومة الأردنية أكثر من مرة رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين الغربية لأراضيها.

وتابع شهود العيان ، أن ما يقرب من 1200 فلسطينى بالضفة ، تركوا بالفعل منازلهم وهجروها خلال الفترة الأخيرة ، بسبب ما يتعرضون له من انتهاكات ليل نهار ومقتل عدد من أبناء الضفة على يد الأمن أو الميلشيات المسلحة الإسرائيلية ، فضلاً عن اعتقال أكثر من 3 آلاف مواطن فلسطيني بالضفة ، حيث استغلت إسرائيل الهدنة مع حماس وكثفت من عمليات الاعتقال للشباب والفتيات الصغار بالضفة الغربية

وفى نفس الإطار أطلقت تلك الميلشيات المسلحة حساب لها على موقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك " بهدف تهديد وإرهاب الفلسطينيين بالضفة الغربية ، وإجبارهم على ترك منازلهم ، تحمل عنوان " هاجروا الآن " تحمل منشوراتها كل معانى التهديد والإرهاب للفلسطينيين بالضفة ، من بين تلك المنشورات منشور قالوا فيه " إلى العرب فى يهودا وسامرة بالضفة الغربية هاجروا الآن إلى الأردن قبل فوات الآوان " ونشرت تلك الصفحة خريطة للعالم لا يوجد بها دولة فلسطين ووضعوا الضفة وقطاع غزة ضمن الأرض الإسرائيلية وكتبوا عليها " مملكة إسرائيل "

الجدير بالذكر ، أن تهجير سكان الضفة ليست فكرة وليدة اليوم ، ولكن عدد من المسئولين الإسرائيليين مهدوا لها من خلال تصريحات سابقة كلها تدور فى فلك ضرورة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية بالكامل ، وعلى رأس هؤلاء المسئولين بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الإسرائيلى