google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

الإنسان يعيش مرة واحدة

 



الإنسان يعيش مرة واحدة


بقلم - محمد مقلد



" دكتورة .. الحياة بنعيشها مرة واحدة ، حرام نضيعها فى الحزن على اللى راح " جملة حوارية قالها النجم عادل إمام للفنانة يسرا قبل نهاية فيلمهما الشهير " الانسان يعيش مرة واحدة " ، يحتاج لفهمها وتطبيق ما تحمله من معنى ، السواد الأعظم من الناس ، فى ظل حالة الإحباط والاكتئاب العام والاضطراب النفسى  التى أصابت الجميع ، ودفعتهم لاختيار الجانب المظلم من الحياة.

 


وتختلف المقدمات التى تقود لتلك الحالة القاسية ، فالبعض يفقد عزيز عليه ويرى الدنيا من حوله مظلمة وكأنها تحولت لقبر لا يختلف عن القبر الذى يضم جثمان من افتقد ، وتظل الستارة السوداء تحجب عنه الدنيا ومن عليها ، لا يشعر بوجوده ، أنفاسه توقفت وحواسه تجمدت وشعوره تلبد ،  فيرسم بيدية خط النهاية لحياته وكأن روحه رافقت من افتقده دون رجعة ، ويظل داخل العربة المظلمة بقطار العمر حتى يصل لمحطة نزوله وقد أفنى حياته فى الحزن وقسوة الألم.    

 


وهناك من أحكمت الظروف الاقتصادية الصعبة قبضتها عليهم ، وزجت بهم  لسجن الديون بما يحمله من مطاردات بشرية ونفسية جعلتهم يعيشون فى دوامة تعكر عليهم صفو حياتهم ، فيحاولوا التخفيف من آلامهم وأحزانهم بنغمات شعبية عن ظلم الدنيا وغدر الزمان

 

ومن الطبيعى أن الشباب والفتيات هم أكثر فصيل مجتمعى سقط فى غياهب جانب الحياة المظلم ، أسرى المراهقة والمشاعر والأحاسيس المرهفة ، لاعتناقهم عقيدة أن الحب هو الحياة نفسها ، واختفاءه من حياتهم بمثابة خروج الروح من الجسد ، فهؤلاء تتحكم فيهم مشاعر نفسية معقدة بحكم المرحلة  التى وصلوا إليها ، فيشعرون بالتشتت بمجرد الوصول لتلك المحطة العمرية ، ولا يجدون طريقاً للتخلص من تلك الحالة إلا بالحب الذى سيطر عليهم سيطرة كاملة ، ويعتقدون أن الحياة خلقت للحب ، و الحب خلق من أجل الحياة ، لذلك تكون الصدمة أشد وطأة علي نفوسهم ، فيسقطون فى فخ " وصل العمر لمحطة النهاية " فيغلفوا حياتهم بالحزن والألم والاحباط الكامل ، يزيد من تأثيره النفسى عليهم أغانى الفراق والوداع والخيانة التى يلجئون إليها ، معتقدين أنها ستخفف عنهم آلامهم وأحزانهم ، ولكنها للأسف تزيد من أوجاع قلوبهم والضغط أكثر على مشاعرهم.

 


ولكن هل إغراق أنفسنا فى بحر الآلام والأحزان وأمواج الاحباط والكبت ، هو الحل لما نتعرض له من أزمات فى حياتنا سواء اقتصادية أو اجتماعية أو حتى عاطفية ، سؤال وجيه لابد أن نسأله لأنفسنا ، ولكن قبل أن نجيب عليه ، علينا أن نختار العقل ليكون وسيلتنا الوحيدة للإجابة بعيداً عن العواطف والمشاعر والضغوط المتنوعة ، فإذا تركنا أنفسنا فريسة بين فكى تلك الحالة ، وأفنينا عمرنا نبكى على أيام انقضت ، سنقدم بأيدينا أيامنا القادمة لقمة سائغة يلتهمها الحزن والاكتئاب.

 


ونستيقظ على كابوس سنوات جديدة ضاعت من عمرنا دون أن ندرى ، فيجب علينا أن نتذكر ونضع نصب أعيننا عنوان الفيلم الذى استهليت به مقالى هذا " الانسان يعيش مرة واحدة " ، فإذا قرأت بعقلك قبل قلبك هذا العنوان بعناية شديدة ، ستطرح كل آلامك وأحزانك جانباً ، وتفتح الباب أمام التفاؤل لتعيد ترتيب أوراقك ونظرتك لمستقبل أيامك

وصدق الكاتب الساخر شريف عرفة عندما قال فى كتابه " لماذا كل من حولك أغبياء ؟  " ، ( نحن نعيش فى هذه الدنيا حياة واحدة فقط ، فدعنا نجعلها أفضل حياة ممكنة )   

 

x

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف