إسرائيل تلجأ للتجربة المصرية للتخلص من كابوس الأنفاق

بدأ الجيش الإسرائيلي يفكر فى استخدام نفس التجربة التى استخدمتها القوات المسلحة المصرية علم 2015 ، لتدمير الأنفاق التى كان يستخدمها الإرهابيين فى تهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية من قطاع غزة لسيناء والعكس ، حيث لجأت مصر إلى إقامة ممر مائى عملاق تمكنت من خلاله من غمر جميع الأنفاق بمياه البحر وتدميرها بشكل كامل وتخلصت من هذا الكابوس المزعج ، مما ساهم فى التخلص من الإرهاب.

أنفاق حماس كابوس يطارد الجيش الإسرائيلى

ومن هنا بدأ الجيش الإسرائيلى يحاول تكرار التجربة المصرية ، و الاستفادة بخمسة مضخات ضخمة تم إنشائها سابقاً  تقع على بعد ميل واحد شمال مخيم الشاطئ بشمال قطاع غزة ، وعلى بعد كيلو و500 ألف متر من مياه البحر ، قادرة على إغراق الأنفاق داخل القطاع  بآلاف اللترات من مياه البحر ، حيث ترى إسرائيل أن ذلك سوف يجبر عناصر حركة حماس على الخروج من تلك الأنفاق وعدم الاعتماد عليها فى الهجوم على القوات الإسرائيلية  ، وأشارت صحيفة " وويل ستريت جورنال " بأن الجيش الإسرائيلى استعان بخبراء أمريكان بهدف انجاز تلك المهمة ، لاسيما بعدما فشلت كل محاولات جيش الاحتلال لتدمير الأنفاق.

 

قيادات الجيش الإسرائيلى أعلنت عبر وسائل إعلام عبرية ، أن شبكة أنفاق حماس تحتاج إلى عدة شهور لتدميرها ، حيث وصفوها بأنها تصل لحجم مدينة كاملة تحت الأرض ومتشعبة بشكل معقد ومليئة بالفتحات للدخول والخروج السريع ،  ويصل عمقها إلى 70 متراً تحت الأرض ، وأشاروا إلى أن حركة حماس بدأت فى التوسع فى تلك الأنفاق خلال حصار الجيش الإسرائيلى لقطاع غزة عام 2007 ، حتى أصبحت تلك الممرات عابرة للحدود المصرية حتى قطاع غزة ، واستخدمتها حماس لتهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والوقود ، وذلك كله عبر سكة حديدية داخل تلك الأنفاق.

 

وأكد خبراء عسكريين إسرائيليين ، أن صعوبة تدمير أنفاق حماس عن طريق سلاح الطيران يرجع لتصميمها بجدارات خرسانية مسلحة ترتفع لحوالى مترين ونصف ،  لتكون مضادة للقصف ، وأشاروا إلى أن تفكيك تلك الأنفاق مهمة شاقة جداً ومعقدة بسبب المداخل والكمائن ، حيث يوجد بعضها تحت الركام واكتشافها يحتاج إلى دقة كبيرة فى عملية التمشيط للبحث عنها ، فضلاً عن أن بعض مداخل الأنفاق تكون مفخخة ويتم تفجيرها عن بعد ، وهذا حسب تأكيداتهم أدى لسقوط عدد من القتلى بين صفوف الجيش الإسرائيلى.

فشل الطائرات المسيرة

 

وأوضح الخبراء ، أن الجيش الإسرائيلى حاول التخلص من تلك الأنفاق عن طريق استخدام الطائرات المسيرة ، ولكن واجهته عقبة ضيق محيط الأنفاق الذى من شأنه أن يؤدى إلى تحطيم مراوح تلك الطائرات ، كما أن نظام تحديد المواقع سوف يصاب بالعطل تحت الأرض بسبب فقدان موجات الراديو المسئولة عن مشغل الاتصال ، وأكدوا أن كل هذه الصعاب دفعت الجيش الإسرائيلى للتفكير فى استخدام نفس الأسلوب المصرى لتدمير شبكة أنفاق حماس ، عن طريق غمرها بمياه البحر بالمضخات الخمس.

 

ميك مولروى ، نائب وزير الدفاع الأمريكى السابق ، أكد أن عملية اغراق الأنفاق بالمياه عملية ممكنة ومن المتوقع انهاء أزمة الأنفاق بتلك الطريقة ، ولكنه حذر عبر صحيفة " الوشطن بوست " بأن تلك الطريقة يهدد بآثار بيئية ضارة ولاسيما فيما يتعلق بمياه الشرب ، فضلاً عن خطورته على البنية الأساسية بالكامل ، مشيراً إلى أن مصر عندما استخدمت تلك الطريقة فى 2015 تسبب ذلك فى اتلاف المحاصيل بالأراضى المجاورة ، لاسيما وأن استخدام المضخات الإسرائيلية سيكون عن طريق سحب آلاف اللترات من البحر المتوسط وضخها كل ساعة داخل الأنفاق.

 

ومن جانبها سخرت حركة حماس من تلك الفكرة التى ربما يلجأ إليها الجيش الإسرائيلى للتخلص من الأنفاق ، وأكدت قيادات تابعة للحركة بأن عملية اغراق الأنفاق بالمياه لن تجدى وأن الحركة استعدت لمواجهة هذا الأمر دون أن يفصحوا عن طريقة التصدى لهذا المخطط.