تكثف القيادة السياسية في مصر بتكليفات من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية من جهودها ، لوقف إطلاق النار في غزة من أجل ادخال المساعدات للفلسطينيين المحاصرين داخل القطاع ، فضلاً عن اطلاق مبادرة لتبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة ، وقدمت مصر مقترح في هذا الشأن ما زال الغموض يحيط به من حيث التنفيذ من عدمه في ظل تعنت الطرفان ورفض إسرائيل التعليق على المبادرة بشكل كامل .
الرئيس عبد الفتاح السيسى |
المقترح
المصري لوقف إطلاق النار فى غزة ، تم تعديله أكثر من مرة ، نتيجة لاعتراض كل جانب
على نقاط محددة بالمقترح ، حيث يرى الجانب
المصرى ، أن طرح تنفيذ هدن إنسانية مؤقتة لفترات زمنية قصيرة ، يتم خلالها وقف إطلاق النار إدخال المساعدات
بشكل أكبر في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطينى من معاناة حقيقية ، هذا بجانب الاتفاق على تنفيذ صفقات لتبادل الأسرى
بين الجانبين .
يقوم
المقترح المصرى على ثلاثة مراحل ، المرحلة
الأولى تقضى بعقد هدنة إنسانية لمدة 10
أيام ، يتم من خلالها إفراج حركة حماس عن جميع الأسرى المحتجزين لديها من نساء
وأطفال ومرضى ، مقابل إفراج إسرائيل عن
عدد مناسب يُتَفق عليه من السجناء الفلسطينيين لديها.
وأكدت
مصادر خاصة ، أن المرحلة الأولى تتضمن وقف إطلاق النار بشكل كامل في قطاع غزة من
الجانبين ، على أن يتم إعادة نشر قوات
الجيش الإسرائيلى بعيداً عن محيط المناطق السكانية ، مع السماح للمواطنين
الفلسطينيين بحرية الحركة من جنوب قطاع غزة للشمال، ويتضمن ذلك حرية تنقل السيارات والشاحنات التى تحمل المساعدات
الإنسانية لأهالى القطاع ، على أن تلتزم حركة حماس بوقف كافة أشكال العمليات
العسكرية ضد جنود وآليات الجيش الإسرائيلى.
وفى
نفس الإطار ، على إسرائيل أن تلتزم بوقف جميع أنواع العمليات العسكرية داخل قطاع
غزة ، سواء عمليات برية أو جوية ، بتوقف كامل للطيران الحربى الإسرائيلى عن شن أى
غارات ، بما في ذلك طائرات الاستطلاع والمُسيرات
، وذلك بهدف إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تشمل الأغذية
والأدوية والمستلزمات الطبية و المحروقات دون استثناء شمال القطاع.
وأضافت
المصادر ، أن المرحلة الثانية من المبادرة المصرية ، مدتها تصل إلى أسبوع، وفى هذه المرحلة يتم تنفيذ
عمليات الإفراج عن كافة المُجندات
الإسرائيليات المحتجزات لدى حركة حماس ، مقابل
إفراج الجانب الإسرائيلى على عدد من
الأسرى بسجونها يتم الاتفاق عليه من الجانبين ، وتتضمن أيضاً تسليم كافة الجثامين المحتجزة لدى كل جانب منهم
، والذين قتلوا مع بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضى.
وبالنسبة
للمرحلة الثالثة من المبادرة المصرية ، فقد أكدت المصادر، أنها تمتد لفترة أطول
للهدنة ، حيث تصل إلى نحو شهر كامل ، يجري خلاله التفاوض حول إفراج حماس عن جميع
الجنود الإسرائيليين لديها مقابل قيام إسرائيل بالإفراج عن عدد يُتَفق عليه بين
الجانبين من السجناء الفلسطينيين في إسرائيل ، على أن يُعاد خلال هذه المرحلة
انتشار القوات الإسرائيلية خارج حدود القطاع، ويستمر وقف جميع الأنشطة الجوية
وتلتزم حماس بوقف كافة الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل.
صمت إسرائيلى وشروط المقاومة.
الحكومة
الإسرائيلية حتى الآن لم ترد على المبادرة المصرية ، وإن كانت تصريحات القادة
بدولة الاحتلال تؤكد على إصرارهم في استئناف الحرب دون توقف ، مدعين أنهم يحاصروا
المقاومة ، وأن الوقت فقط هو ما يفصلهم عن القضاء عليهم ، بينما رحبت الحكومة الفلسطينية بالمبادرة المصرية فيما رفضت منظمة التحرير الفلسطينية مناقشة
المقترح ، في الوقت الذى طالبت فيه المقاومة الفلسطينية ، أن تتوقف الحرب بشكل كامل
على قطاع غزة بعيداً عن " الوقف المؤقت " ، مع انسحاب الجيش الإسرائيلى من من قطاع غزة ، والسماح
بدخول كميات كبيرة وبشكل فورى من المساعدات الإنسانية للمدنيين داخل القطاع ،
واشترطت المقاومة تنيذ تلك المطالب الأولية ، حتى يتم تنفيذ المرحلة الأخيرة
والخاصة بالمفاوضات لتبادل الأسرى بين الجانبين
ومن
جانبها علقت القيادة السياسية في مصر ، عقب موقف كل جانب من المبادرة ، بأن شروط
المبادرة ليست نهائية ، وأن تعديل البنود بها أمر وارد وفقاً لما يراه الجانبين
للوصول للحلول الوسطية التى ترضى أطراف الصراع.
x