بدأ عدد من كبار الساسة المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية التابعين لعدد 6 ولايات متأرجحة ، يكثفون من تحركاتهم فى جميع الاتجاهات بهدف إسقاط الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن ، خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة ، والمقرر لها نوفمبر القادم ، وذلك اعتراضاً منهم على سياسية بايدن تجاه حرب إسرائيل على قطاع غزة ، وتأييده الأعمى لحرب الإبادة ضد المدنيين وعلى رأسهم النساء والأطفال
الولايات الست المتأرجحة تمثل أهمية قصوى وحاسمة في انتخابات الرئاسة الأمريكية ، ولها تأثير قوى
فى تلك الانتخابات ، من هنا بدأ الساسة المسلمين فى الولايات الست ، بحشد الأوساط
والمناطق المسيطرين عليها ، لعمل جبهة قوية معارضة للرئيس بايدن ، والعمل بكل قوة
على عدم إعادة انتخابه مرة أخرى ، بسبب
دعمه للحرب الإسرائيلية في غزة.
وأكد عدد من المراقبين ، أن الولايات الست المتأرجحة
تعتبر من بين الولايات التي منحت لبايدن الفوز في انتخابات الرئاسة الماضية ، وأن معارضتهم له وتأجيج التجمعات العربية والإسلامية فى
أمريكا ضده ، ستمثل عائق كبير أمام فوزه بالانتخابات المقبلة ، وهذا ما دفع أعضاء
بالكونجرس والتجمعات اليهودية للتحرك بشكل مكثف للتصدى لتحركات المسلمين بالولايات
المتأرجحة لرد الجميل لبايدن وتأييده فى الانتخابات .
ما هى الولايات المتأرجحة ؟
الولايات المتأرجحة هي عبارة عن الولايات التي تتساوى
فيها شعبية أكبر حزبين فى الولايات المتحدة الأمريكية ، وهما الحزبين الديمقراطى
والجمهورى ، ولكلا الحزبين فى تلك الولايات نسب دعم متشابهة لأقصى درجة ، وتعتبر من
الولايات المؤثرة بصورة كبيرة عند فرز الأصوات النهائية حيث أنها تساهم بـ 66 صوتاً
من إجمالى الأصوات بالانتخابات الأمريكية.
الولايات المتأرجحة فى أمريكا تتمثل فى ولاية فلوريدا
وتمتلك وحدها 29 صوتاً ، وولاية كارولاينا الشمالية وتمتلك 15 صوتاً، أريزونا التي
تملك 11 صوتا انتخابيا ، ونيفادا وتمتلك 6 أصوات ، وولاية نيوهامشر وتمتلك 4 أصوات
، بينما ولاية نبراسكا فتمتلك صوتاً
واحداً فقط ، ومن المعروف أن الفائز بالانتخابات الرئاسية يحتاج إلى الحصول على
270 صوتاً من جميع الولايات.
ومن جانبه أعلن جيلاني حسين، مدير فرع مجلس العلاقات الأمريكية
الإسلامية في مينيسوتا ، خلال مؤتمر صحافي
بمدينة ديربورن بولاية ميشيغان ، عندما سئل عن بدائل بايدن ، أن لديهم أكثر من
بديل لبايدن ، مشدداً على أنهم لا يساندون الرئيس السابق دونالد ترامب خلال تلك
الانتخابات ، وأن التجمعات الإسلامية والعربية
، سوف ستقرر كيفية إجراء مقابلات مع المرشحين الآخرين .
وأكد جيلانى ، أنهم أطلقوا فى ولاية مينيسوتا حملة موسعة تحت شعار "
التخلى عن بايدن " عندما رفض بايدن
تنفيذ طلب الأمريكيون المسلمون في مينيسوتا ، بأن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة
خلال مؤتمر عقد فى 31 أكتوبر الماضي، وأشار
إلى أن تعنت بايدن ساهم فى امتداد الحملة لباقى
الولايات الخمسة للولايات المتأرجحة فى ميشيغان وفلوريدا وويسكونسن وأريزونا وبنسلفانيا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يرفض فيه الأمريكيون المسلمون إعادة انتخاب الرئيس السابق
ترامب ، لأنهم لا يتوقعون منه معاملة لمجتمعهم بشكل أفضل إذا أعيد انتخابه ، لكنهم رأوا أن حرمان بايدن من أصواتهم هو
الوسيلة الوحيدة للرد على تعنته فى الحرب على غزة ، لاسيما وأن بايدن فاز فى
الانتخابات السابقة بعدد أصوات ضئيل بسبب الولايات المتأرجحة.
وأظهر استطلاع حديث للرأي أقامه المعهد العربى الأمريكى
، أن شعبية بايدن بين الأمريكيين العرب والمسلمين ، انخفضت من 85% خلال عام 2020 إلى 17 % فقط حالياً ، مما يؤكد
على أنه سيتأثر بالسلب خلال الانتخابات المقبلة ، لاسيما وأن ولاية ميشيغان على
سبيل المثال التى فاز فيها بايدن بنسبة 2,8
% ، ويمثل العرب الأمريكيون وحدهم بها 5 %
من الأصوات ، ربما لا يحصل منها بايدن على نفس النسبة بالانتخابات المقبلة .
وكشف تقرير صادر عن المعهد ، أن ولاية ويسكونسن بها 25 ألف ناخب مسلم ، حصل
بايدن فى الانتخابات السابقة على 20 ألف صوتاً ، والتغير الأخير سوف يؤثر عليه
وستكون الأصوات متأرجحة وستغير الموقف
النهائى ، بينما فى ولاية أريزونا فاز بايدن بنحو 10 آلاف و500 صوت من
أصل 25 ألف ناخب مسلم مسجلين بالولاية.
كيف يتم انتخاب الرئيس الأمريكى ؟
يتم انتخاب الرئيس الأمريكي ونائبه كل أربع سنوات ، فالناخبون
الأمريكيون لا يقومون بانتخاب رئيسهم مباشرة ، بل يتم حسم الانتخابات عن طريق الهيئات
الانتخابية أو المجمع الانتخابي ، التي تتكون من 538 مندوباً ، وهذا العدد يوازي عدد أعضاء الكونغرس الأمريكي
بمجلسيه النواب والشيوخ ، علاوة على ثلاثة أعضاء من مقاطعة كولومبيا ، التي يوجد
بها العاصمة واشنطن على الرغم من أنها لا تملك أى تمثيل انتخابي فى الكونجرس. حيث
يكون لكل ولاية أمريكية داخل هذا المجمع الانتخابي عدد معين من الأصوات بحسب عدد
سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونجرس.
ويجرى الانتخاب وفقاً لقاعدة أن الولاية تعتبر دائرة
انتخابية واحدة ، بحيث أن المرشح الذي يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في إحدى
الولايات يحصل على جميع أصوات أعضاء المجمع الانتخابي الممثلين لهذه الولاية ، بغض النظر عن نسبة الأصوات الشعبية التي حصل
عليها في تلك الولاية ، فعلى سبيل المثال: إذا حصل أحد المرشحين على أغلبية بسيطة
في ولاية كاليفورنيا، فإنه يفوز بجميع أصوات المجمع الانتخابي للولاية البالغ
عددها 55 صوتاً ، وذلك باستثناء ولايتي نبراسكا وماين، اللتين تطبقان نظاما نسبيا
، بحيث يحصل كل مرشح على عدد من أصوات
أعضاء المجمع الانتخابي يتناسب مع عدد ما حصل عليه من أصوات الناخبين.
x