يبدو أن التوترات العسكرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ، تتصاعد يوماً تلو الأخير ، فى ظل تهديد إيرانى صريح بأن إقامة قوة بحرية مشتركة لمواجهة الحوثيين الذين يستهدفون السفن بالبحر الأحمر ، من شأنه أن يدفعنا للحرب المباشرة مع الولايات المتحدة ، لأن الحرس الثورى الإيرانى ، لن يسمح بأى حال التعرض للحوثيين.
بايدن |
ورداً على التوجه الأمريكى ، بتشكيل قوة مشتركة بحرية
للتصدى للحوثيين ، أعلن قائد القوة البحرية في " الحرس الثوري " الإيراني
علي رضا تنغسيري تشكيل وحدة باسيج بحرية ، تضم 55 ألف شخص و33 ألف سفينة ، يمكنها
القيام بعمليات عبر السفن الثقيلة والخفيفة حتى شواطئ تنزانيا
ونقلت وكالات أنباء تابعة للحرس الثورى الإيرانى ، تصريحات صادرة عن رضت تنغسيري قائد القوات
البحرية الإيرانية ، قال من خلالها ، أنهم سيعظمون من دور الباسيج والقوة البحرية للجمهورية الإسلامية
الإيرانية ، وأن قواته تعمل على إنشاء وحدة
ظل بحرية ، دون أن يقدم تفاصيل ، مشيراً إلى أنهم قاموا بتشكيل باسيج بحري للمحيط ، وفي هذه القوات يمكن
للسفن الكبيرة والسفن الخفيفة (الخشبية) أن تبحر حتى تنزانيا، والنقطة التالية
ستكون إنشاء وحدة ظل بحرية.
وكشف خبراء عسكريين ، أن إيران بهذا الإعلان تؤكد أنها
سوف تساند الحوثيين، عقب إعلان وزير الدفاع الأمیركي لويد أوستن ، عن إطلاق
الولايات المتحدة عملية أمنية متعددة الجنسيات ، معظمها تتشكل من قوات البحرية
العربية ، لتأمين التجارة في البحر
الأحمر، لاسيما بعدما تسبب استهداف الحوثيين السفن المارة بالبحر الأحمر فى قيام شركات الشحن الكبرى بتغيير مسار سفنها عبر طريق
رأس الرجاء الصالح ، و حمَّل أوستن إيران
المسؤولية المباشرة عن هجمات الحوثيين. وقال إن " دعم إيران هجمات الحوثيين
على السفن التجارية يجب أن يتوقف "
فيما حذر محمد
رضا آشتياني وزير الدفاع الإيرانى ، من تشكيل تحالف بحري في البحر الأحمر، مؤكداً
أن تلك الخطوة من شأنها أن تؤدى إلى نشوب حرب مباشرة مع الولايات المتحدة ، وجاءت
كافة الآراء الحكومية الإيرانية لتؤكد على مساندة الحوثيين تحت أى ظرف ، فيما قامت
وسائل الإعلام والصحف التابعة للحرس
الثورى الإيرانى ، بحملة للدفاع عن هجمات
جماعة الحوثي الموالية لإيران، ضد سفن تجارية في البحر الأحمر.
فيما نقلت صحيفة
«فرهيختغان» التابعة لمكتب علي أكبر ولايتي ، مستشار المرشد الإيراني، عن قلقها من
إجماع دولي ضد الحوثيين، في إشارة إلى التحالف البحري أنشأته الولايات المتحدة
لردع الهجمات ، وكشفت الصحيفة إن أكثر
من 20 سفينة تصدت لهجمات من الحوثيين بصواريخ كروز وباليستية ومُسيرات انتحارية،
لكنها أصرت على أن الهجمات استهدفت سفناً تتجه إلى إسرائيل.
قيام الحوثيون باختطاف سفينتين واستهداف أخرى بالصواريخ
أثناء مرورها بالبحر الأحمر ، رداً على حرب الإبادة التى يقودها الجيش الإسرائيلى
ضد المدنيين وعلى رأسهم النساء والأطفال بقطاع غزة ، مما دفع عدد من شركات التجارة البحرية ، لتغيير
مسارها من البحر الأحمر لطريق رأس الرجاء الصالح ، الأمر الذى أصاب بعض الدول
بخسائر فادحة ومن بينها مصر عقب انخفاض عدد السفن المارة بالقناة مع نشاط الحوثيين
ضد السفن بالبحر الأحمر.
بعض من الدول العربية يرفضون الانضمام لتلك القوات
البحرية المشتركة التى دعت لها الولايات المتحدة لمواجهة الحوثيين وعلى رأسها
الحكومة الشرعية اليمنية ، والتى أعلنت بشكل رسمى أنها ترفض الانضمام لتلك القوة ،
ليس من باب المساندة للجماعة الحوثية ، بل بسبب أن تلك القوة المشتركة لا تهدف إلا
خدمة إسرائيل فقط .
x