حذرت القيادة السياسية فى مصر ، كلا من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ، من خطورة حرب الإبادة التى بدأ يقودها الجيش الإسرائيلى بجنوب قطاع غزة ، مما يهدد أمن واستقرار الدولة المصرية فى ظل تدافع الفلسطينيين بالمنطقة الحدودية مع مصر للهروب من القصف الإسرائيلى المتواصل جواً وبراً ، وتدمير البنية الأساسية والتحتية بجنوب القطاع ، مما يهدد بقطع العلاقات مع إسرائيل ، ولفتت مصر إلى خطورة أن يتمكن مسلحون من التسلل لداخل سيناء ، مما ينذر بكارثة أمنية فى مستقبل المنطقة الأمنى.
موقع " أكسيوس " الأمريكى ، نقل تحذيرات مصرية
للولايات المتحدة الأمريكية من قطع
العلاقات مع إسرائيل ، إذا حاول الجيش الإسرائيلى إجبار سكان غزة إلى الفرار داخل
سيناء ، وأكد الموقع أن المخابرات المصرية أبلغوا نظرائهم الأمريكيين والإسرائيليين
بقلق القاهرة البالغ من تداعيات العملية العسكرية وحرب الإبادة التى يشنها الجيش
الإسرائيلى ضد المدنيين بجنوب قطاع غزة ، واحتمالية هروب مسلحين من غزة لداخل
سيناء ، الأمر الذى من شأنه خلق أزمة خطيرة بين مصر وإسرائيل .
وفى نفس الإطار أعلنت مصر عن رفضها بما يسمى الخطة
البديلة لإسرائيل لتهجير الفلسطينيين لأمريكا وأوروبا ، مثلما حدث مع عدد كبير من
السوريين ، وبدأت وسائل الإعلام العبرية تروج لتلك الفكرة ، وتنقل تصريحات عن
مسئولين إسرائيليين ، تؤكد بأن إسرائيل ربما تلجأ للخطة البديلة فى عملية تهجير
الفلسطينيين من قطاع غزة ، بعدما فشلت خطتهم الأولى بنقلهم لسيناء فى ظل الموقف
الحاسم للقيادة المصرية برفض هذا الأمر بشكل قطاع ، مما دفع إسرائيل للتفكير فى
الخطة البديلة حتى لا تقع فى ورطة سياسية مع مصر.
والأخطر من ذلك ، أن الكنيست الإسرائيلى بدأ فى سرية
تامة يناقش الخطة البديلة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزى لدول أمريكية وأوروبية ،
مثلما حدث مع عدد كبير من اللاجئين الفارين من ثورات الربيع العربى وعلى رأسهم
اللاجئين السوريين ، وبدأت الصحف الأوربية خلال تلك الفترة تنقل أخبار تسير فى نفس
الاتجاه وتؤكد أن الدول الأوربية الأوروبية توافق على آلية استقبال وتوزيع
المهاجرين إليها.
اللوبى الصهيونى يمهد للتهجير
وكشف خبراء عسكريون وسياسيون ، بأن هناك نشاط مكثف من
قبل الحركة الصهيونية العالمية ، بهدف التمهيد فى عدد من الدول الأوروبية لاستقبال
المهجرين من قطاع غزة ، وكأن قضية تهجير الفلسطينيين أصبحت أمر واقع على الجميع تقبله
بدون نقاش ، وتحول الأمر إلى مبادرة تقودها الولايات المتحدة مع اللوبى الصهيونى ،
تلك المبادرة حسب تأكيدات الخبراء تعتمد على تقديم بعض الاغراءات لسكان قطاع غزة ،
حيث يتوقع أن تخرج عدد من الدول الأوروبية خلال الأيام القادمة لتعلن عن المبادرة
، والتى تتضمن استعداد تلك الدول لاستقبال الفلسطينيين المهجرين من قطاع غزة
وتوفير مسكن مناسب لهم ، والحاقهم بالعمل ، بل ربما يصل الأمر إلى منح جنسية تلك
الدول الأوروبية للفلسطينيين ، هذا بجانب الوعود بدفع مبالغ مالية لتلك الأسر
المهجرة فى صورة اعانة لهم خلال أول عامين من استقبالهم .
وأكدت مصادر خاصة ، أن المبادرة تضم ما يقرب من 15 دولة
أوروبية وأمريكية ، والتى يتوقع لها أن تعلن عن استعدادها لاستقبال الفلسطينيين
المهجرين من قطاع غزة ، أى بواقع 120 ألف فلسطينى بكل دولة ، وأكدت المصادر ، أن
الولايات المتحدة الأمريكية تفكر وبجدية فى زيادة أعداد الدول الأوربية والأمريكية
التى يتوقع لها استقبال المهجرين ، لأكثر من 20 دولة وليس 15 فقط ، بهدف تشتيت
الفلسطينيين فى جميع دول العالم ، وبذلك تضمن الولايات المتحدة وإسرائيل عدم وجود أى تكتل فلسطينى داخل أى دولة تم
تهجيرهم إليها حتى لا يثيروا القلق الأمنى لتلك الدولة ، فضلاً عن تشتتهم بهذا
الشكل سوف يدفعهم إلى نسيان القضية الفلسطينية وعدم التفكير مرة أخرى فى هذا الأمر.
اللوبى الصهيونى فى العالم بدأ فى عمل حملة إعلامية ضخمة
فى وسائل الإعلام العالمية ، تروج لنجاح
فكرة التهجير خلال الأعوام السابقة فى عدة أماكن مختلفة للتمهيد لمخططهم بتهجير
أهالى غزة ، إلا أن عدد من خبراء السياسة الإسرائيليين أكدوا عبر وسائل إعلام
عبرية ، أن العقبة الوحيدة التى تقف حائل أمامهم فى تحقيق وخططهم بتهجير
الفلسطينيين لدول أوروبية وأمريكيا ، تتمثل فى الدولة المصرية التى أعلنت رفضها
القاطع بتصفية القضية الفلسطينية بأى شكل من الأشكال ولوحت بإمكانية قطع العلاقات
مع إسرائيل فى حال إصرارها على تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم.
ومن العقبات التى تواجه أمريكا وإسرائيل فى قضية التهجير
هذه ، أن عدد كبير من الخبراء السياسيين ، حذروا بأن تهجير الفلسطينيين إلى أوروبا
من شأنه أن يزيد من عدد المسلمين بأوروبا وأمريكا ، فى ظل تواجد أعداد كبير من
المهجرين المسلمين من العراق وسوريا وليبيا ولبنان وغيرها ، وهذا التكتل العربى
الإسلامى يهدد بأسلمة أوروبا ويمثل خطر داهم على مستقبل قارة أوروبا بالكامل.
x