صحراء النقب تقع ضمن حدود إسرائيل ، وتصل مساحتها إلى 13 مليون دونم ويعتبر معظم سكانها من البدو العرب ، ويبلغ تعداد البدو في صحراء النقب حوالى 250 ألف نسمة، وهم جزء من الأقلية العربية التي ينحدر أبناؤها من الفلسطينيين الذين فضلوا البقاء فى أرضهم بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948. ويمثل العرب حوالى 20% من سكان إسرائيل ، وتضم منطقة النقب 34 قرية ، ويعيش البدو بالمنطقة على الزراعة والرعى ، وهؤلاء يطبق عليهم القانون الإسرائيلى ، ويؤدون الخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلى مقابل بعض الامتيازات.
الشيخ قائد الأعصم يتهم المقاومة بالإرهاب |
وفى الوقت الذى كان يخرج فيه شيوخ بعض القبائل بمنطقة
النقب ، لاعلان رفضهم لالتحاق شباب البدو للخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلى ، جاءت
الحرب الأخيرة على قطاع غزة لتكشف مدى الخيانة التى تجرى فى دماء هؤلاء البدو
المحسوبين على العرب والدين الإسلامى ، فقد استغل الإعلام الإسرائيلي عدد من مشايخ
القبائل بالنقب لتوصيل رسالة للعالم بأن حركة حماس حركة إرهابية ، ووصف هجوم
السابع من أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة بأنه هجوم وحشى وغير آدمى.
فقد خرجت وسائل الإعلام الإسرائيلية ، بتقارير صحفية تم
نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ، عبر الصفحات الموالية للكيان الصهيوني ، وعلى
رأسهم صفحة " إسرائيل بتتكلم عربى " الأكثر انتشاراً على منصة "
الفيس بوك " ، تقارير تتناول رأى عدد من مشايخ القبائل العربية بصحراء النقب
فى الحرب على غزة ، والذين أكدوا أنهم يدينون بشدة الاعتداء الإرهابي الآثم والفظائع التي
اقترفها دواعش حماس ، حسب وصفهم ، ضد المدنيين من الإسرائيليين.
وأعلن الإعلام الإسرائيلى ، عن المؤتمر الصحفى ، الذى
عقده عدد من شيوخ قبائل النقب ، الذين نددوا من خلاله بشدة بالاعتداء الغادر الآثم من قبل دواعش حماس
على قرى وبلدات الجنوب الإسرائيلى ، حيث قال الشيخ قائد الاعصم خلال المؤتمر، إنه ما
من كلمات تقدر توصف هذه الاهوال ، وأن
المواطنين البدو تعرضوا لقصف صاروخي لمنازلهم من قبل حماس ، ودفعوا بحياة بعض أبناء العشائر، مؤكداً انهم لا
يستمعون للتحريض الصادر من حماس ، وأنهم يساهمون في المجهود الحربي لدولة إسرائيل
، وأضاف ان لم يتوقع أحد مثل هذه الفظائع
وتصرف الحمساويين كوحوش مفترسة وشدد على أنه لا يثق إلا بجيش الدفاع الإسرائيلى وما
يبذله من جهود لتفادي المساس بالأبرياء.
وقال الشيخ جدعون أبو سبيت ، أنه يجب علينا ان نرفع صوتنا
ضد الفظائع التي وقعت على يد مجرمى حماس الإرهابية في الـ 7 من أكتوبر ليصل صوتنا
إلى كل مواطن إسرائيلى والعالم أجمع ،
مؤكداً أن البدو مواطنون مخلصون للدولة الإسرائيلية
، التي يتعين عليها ان تأخذ ذلك بعين الاعتبار بعد الحرب ، وأشار أن أبنائهم
التحقوا بالخدمة العسكرية داخل الجيش الإسرائيلى وولائهم واضح للدولة الإسرائيلية.
وفى نفس الإطار الذى يحمل كل معانى الخيانة للعروبة
والإسلام ، تسابق الشباب البدو على الالتحاق بالجيش الصهيونى ، طمعاً في الامتيازات التى يحصل عليها الشاب
البدو بعد قضائه عامين كاملين داخل الجيش ، وعقب انتهاء الخدمة ، يحصل كل شاب على
تخفيضات كبيرة من قبل الحكومة الإسرائيلية تصل إلى 80% لتملك
قطع أراضي البناء في منطقة النقب ، ومنح الأولوية في مناقصات بيع قطع الأرض لكل من
قام بالخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلى.
ولم تتوقف
الامتيازات عند هذا الحد ، حيث تعرض
الحكومة الإسرائيلية على البدو مد خدمتهم
العسكرية 4 أشهر إضافية ، مقابل منحهم دورات تحضيرية مجاناً للامتحانات التى تعدهم للالتحاق
بالجامعات ، وإعدادهم للدراسة الجامعية ، بل ومساندتهم بدفع أى مبالغ مالية تتعلق
بالتعليم الجامعى ، ومساعدتهم عقب التخرج فى توفير فرصة عمل ، بشرط ألا تكون تلك
الوظيفة من الوظائف المقررة للإسرائيليين والمحرمة على العرب .
الجدير بالذكر ، أن الجيش الإسرائيلى يمتلك كتيبة أطلقوا عليها اسم
" كتيبة البدو " أو وحدة استطلاع الصحراء ، تابعة للفوج
" 585 " وهى كتيبة تابعة
لسلاح المشاة تتشكل معظمها من بدو النقب ،
وقادتها ضباط إسرائيليين ، ويصل عدد جنود تلك
الكتيبة من بدو النقب إلى 1822 من بينهم
95 ضابطاً.
اغتصاب أرض الفلسطينيين بالضفة
وفى الوقت الذى يحصل فيه بدو النقب على امتيازات لتملك
الأرض بمنطقة النقب ثمناً لخيانتهم ، بدأ
الجيش الإسرائيلى خطة اغتصاب الأراضى الزراعية التى يمتلكها فلسطينيين بالضفة
الغربية ، فقد أصبحت 430 ألف دونم من الأراضى الزراعية الفلسطينية بالضفة الغربية ، تحت رحمة المصادرة من قبل السلطات الإسرائيلية ، بعد قيام الجيش الإسرائيلى بإغلاق الطرق
الزراعية والبوابات المؤدية إلى أراضى الفلسطينيين ، القريبة من المستوطنات
الإسرائيلية ، أو الواقعة خلف جدار الفصل العنصرى
مما دفع هيئة مقاومة الجدار والمستوطنات الفلسطينية ، لإصدار
بيان كشفت من خلاله ، أن هناك 134 ألف
دونم من الأراضى الزراعية الفلسطينية قريبة من المستوطنات الإسرائيلية ، و295 ألف
دونم تقع خلف الجدار ، وجميعها تم منع الفلسطينيين من الوصول إليها ، الأمر الذى
يهدد بتدمير مزارع الزيتون حيث تتزامن هذه
الأيام مع موسم حصاد الزيتون
وكشفت الدولة الصهيونية عن نيتها المستقبلية للشعب
الفلسطينى ، من خلال دعوة بتسلئيل
سموتريتش وزير المالية الإسرائيلي عبر تصريحات بوسائل الإعلام الاسرائيلية ، إلى انشاء مناطق أمنية حول المستوطنات فى
الضفة الغربية ومنع الفلسطينيين من الاقتراب منها ، وبذلك تخطو إسرائيل الخطوة
الأولى نحو نزع تلك الأراضى وضمها لمستوطناتها فى المستقبل القريب ، بدعوى استخدام
قانون أملاك الغائبين التى ستستند عليه لمصادرتها تلك الأراضى.
x