إسرائيل دخلت نفق مظلم فى حربها على قطاع غزة ، وبدأت حكومتها اليمينية المتطرفة تتخبط بعدما فشل الجيش الصهيونى فى تحقيق أى مكاسب تذكر على حركة حماس خلال أكثر من 50 يوماً ، والأخطر من ذلك مخاوف حكومة نتنياهو من استغلال حماس لفترة الهدنة لنقل الأسرى العسكريين والأمنيين لخارج القطاع ، الأمر الذى تعتبره إسرائيل كارثة حقيقية ومحور هام من شأنه أن يغير من مسار هذه الحرب ، ومن هنا كانت الأوامر السرية من نتنياهو باستهداف أى أسير عسكرى إسرائيلى بالطيران خلال الغارات الجوية.
نتنياهو |
قضية تبادل الأسرى ، كشفت الوجه القبيح لإسرائيل أمام العالم ، بالنظر إلى
الفرق الواضح فى التعامل مع الأسرى بين حماس والأمن الإسرائيلى ، فقد خرجت أسيرة
إسرائيلية برسالة واضحة تشكر من خلالها حركة حماس على حسن معاملتها ومعاملة نجلتها
، فضلاً عن المشهد الذى بثته القنوات الفضائية لأسيرة إسرائيلية وبصحبتها كلبها ،
حيث بدت وكأنها كانت فى رحلة ترفيهية وليست أسيرة ، وفى المقابل تعالت صرخات
الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سوء المعاملة من الأمن الإسرائيلى ، مما كان له
كبير الأثر فى تعاطف شعوب العالم مع حركة حماس بصورة أحرجت إسرائيل.
تهريب الأسرى الإسرائيليين خارج غزة
المخاوف التى عبرت عنها الحكومة الإسرائيلية ، والمتعلقة باستغلال حماس
الهدنة ونقل الأسرى العسكريين لخارج القطاع عبر الأنفاق ومنها لداخل سيناء
وتسليمهم لأحد أذرع المقاومة خارج غزة ، مخاوف جاءت متأخرة بعض الشئ ، بعدما أكدت
مصادر خاصة ، أن كتائب المقاومة بالفعل نقلت 47 أسير من الجيش الإسرائيلي من بينهم
7 من كبار الضباط لخارج القطاع ، يومى 7 و8 أكتوبر الماضى ، أى بعد الهجوم الذى
شنته المقاومة على المستعمرات الإسرائيلية بغلاف غزة بعدة ساعات.
وكشفت المصادر ، أن حركة حماس استغرقت فى التخطيط للهجوم على مستعمرات
اليهود بغلاف غزة لمدة عامين كاملين ، وكان على رأس مخططهم وضع الأسلوب الخاص
باختطاف العسكريين ورجال الأمن الإسرائيليين ، وحددوا بعد دراسة متأنية الضباط والجنود
الذين سيتم اختطافهم ، بتحديد أماكن
تمركزهم الدائم والوحدات العسكرية والأمنية التى يعملوا بها ، ومن ضمن المخطط نقل
مجموعة من الأسرى العسكريين خارج القطاع خلال 48 ساعة فقط بعد الهجوم على
المستعمرات ، وتمكنت بالفعل حماس حسب تأكيدات المصادر من نقل مجموعة من هؤلاء الأسرى لليمن ، ومجموعة
أخرى تحت أيدى كتائب المقاومة فى سوريا.
وأكد خبراء سياسيون وعسكريون ، أن إسرائيل تعلم علم اليقين أن تواجد أسرى
عسكريين تحت سيطرة حماس ، من شأنه أن يمثل نقطة ضغط كبيرة على الحكومة الإسرائيلية
، ربما تضطر معها للإفراج عن بعض عناصر كتائب القسام وحركة الجهاد مقابل هؤلاء
الأسرى ، رغم أن الحكومة الإسرائيلية كانت تخطط لإعدام عناصر محددة من كتائب
المقاومة المعتقلين داخل سجونها.
وفجرت مصادر خاصة مفاجئة من العيار الثقيل ، تتعلق بالأوامر السرية التى
أصدرها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى لعدد من الطيارين الموالين له ،
بضرورة استهدافهم أى أسير سواء عسكرى أو مدنى يتم رصده أثناء الغارات الجوية التى
يشنوها على قطاع غزة ، للتخلص بيد الجيش
الإسرائيلى نفسه من هؤلاء الأسرى لإنهاء هذا الكابوس المزعج الذى سيظل يطارد
الحكومة الإسرائيلية طالما هؤلاء الأسرى العسكريين تحت سيطرة حماس.
وأوضحت المصادر ، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية توصلت لمعلومات مؤكدة
بأن حماس نجحت فى نقل عدد من الأسرى العسكريين خارج قطاع غزة ، ونقلت تلك المعلومات
لبنيامين نتنياهو وحكومته ، وكانت تلك المعلومات كارثية بالنسبة لهم وتزيد من كشف عواراهم
الأمنى بتهريب هؤلاء الأسرى فى نفس يوم الهجوم على المستعمرات ، فكتموا الأمر حتى
جاءت الهدنة ليصدروا التصريحات الخاصة بمخاوفهم من استغلال الهدنة فى تهريب الأسرى
، ليجدوا لهم مبرر يحاولوا من خلاله اقناع شعبهم أولاً أن الهدنة هى السبب الرئيسى
فى تهريب الأسرى العسكريين خارج غزة.
x