جبهة تحرير لبنان أول تنظيم إرهابي تابع لإسرائيل
الحكومة الإسرائيلية بمباركة أمريكية ، تدعى أن حربها على قطاع غزة ، وحرب
الإبادة ضد المدنيين ، هدفها القضاء على الإرهاب المتمثل من وجهة نظرهم فى حركة
حماس ، وبررت استهدافها المدنيين ، بأن حماس تستخدمهم كدروع بشرية ، علماً بأن
حماس تدافع عن أراضيها التى اغتصبها العدو الإسرائيلى ، وإذا كانت إسرائيل تتدعى
أنها تحارب الإرهاب ، فالأدلة التاريخية تكشف أن أول تنظيم إرهابى ظهر بالمنطقة
العربية ، كان على يد إسرائيل ، بخلاف دورها فى مساندة الإرهاب بشمال سيناء على
عكس ادعاءاتها.
عالانت وزير الدفاع الإسرائيلى |
إسرائيل أول من زرع الإرهاب
مع بداية عام 1979 ، بدأ الجنرال " رفائيل ايتان " الذى كان يشغل
منصب رئيس الأركان بالجيش الإسرائيلى ، بالتنسيق مع كلا من الجنرال " أفغيدور غال " قائد المنطقة
الشمالية ، والجنرال " مئير داغان " خبير العمليات العسكرية الخاصة
بالجيش الإسرائيلى ، فى ذرع البذرة الأولى للتنظيمات الإرهابية بالمنطقة العربية
المحيطة بهم ، عندما قاموا بتأسيس جبهة إرهابية سرية ، أطلقوا عليها اسم "
جبهة تحرير لبنان " تكونت من مسلحين أجانب ومعهم بعض اللبنانيين من الدروز
والشيعة ، وخلال الفترة من عام 1979 حتى عام 1983 ، تمكنت تلك الجبهة الإرهابية من
قتل مئات المدنيين من بينهم أطفال ونساء.
هدف تلك الجبهة الإرهابية عبر عنه " رونان بيرغمان " المحرر
العسكرى الإسرائيلى بصحيفة النيويورك تايمز ، عندما أكد أنها تهدف إلى التخلص من
" جبهة تحرير فلسطين " ومحاولة اغتيال الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات ،
وبيرغمان نفسه أصدر كتاب تحت عنوان " أنهض وأقتل أولاً " فضح من خلاله
تأسيس تلك الجبهة التى كانت سرية ، وقيامها باستهداف المدنيين بجنوب لبنان وبعض
المناطق داخل فلسطين ، وأوضح فى كتابه أن الهدف الأساسى لتلك الجبهة الإرهابية يقوم على ثلاثة محاور رئيسية ، أولاً النيل من جبهة تحرير فلسطين والتخلص من
قادتها ، ومحاولة الوقيعة بين الشعبين اللبنانى والفلسطينى ، ومنح الجيش
الإسرائيلى الضوء الأخضر للتوغل أكثر فى الجنوب اللبنانى بدعوى حماية دولته من
الإرهاب.
فى الفترة التى ظهرت فيه تلك الجبهة السرية فى جنوب لبنان ، كان اليهود قد
تمكنوا من السيطرة بصورة شبه كاملة على الإعلام الأمريكى ، فبدأت تتناول الصحف
الأمريكية الحديث عن تلك الجبهة ، والادعاء بأن مجموعة من العناصر المتطرفة
التابعه لدولة اليمن هم من قاموا بتأسيسها وشن العمليات الإرهابية ، وكشفت أن
الجبهة تستخدم أسلوب تفجير البراميل الصغيرة وتفخيخ الحمير.
وبدأت الجبهة الإرهابية الصهيونية ، تنشط بالجنوب اللبنانى وشنت عدة عمليات
إرهابية ، كان أخطرها استهداف مقر خاص بجبهة تحرير فلسطين فى أحد الشوارع المكتظة
بالمواطنين وسط مدينة بيروت ، واستخدموا خلالها قنبلة وزنت 100 كيلو من مادة
" تى ان تى " شديدة الانفجار ، مما أدى لمقتل أكثر من 15 مدنى وانهيار
أوجه الأبنية بالمنطقة ، وكانت إسرائيل تهدف من وراء هذا العمل الوقيعة ما بين
ياسر عرفات وجبهته وبين اللبنانيين ، على أمل أن يقرر عرفات الانتقام من
اللبنانيين ، ولكن المخطط الصهيونى لم يحقق أهدافه من وراء تلك العملية.
جماعة التوحيد والجهاد بسيناء وعلاقتها بإسرائيل
أما المفاجئة الكبرى فتتمثل فى علاقة الكيان الصهيونى ببعض عناصر جماعة
التوحيد والجهاد الإرهابية ، التى ظهرت مع بداية الألفية الثالثة بشمال سيناء ، على يد طبيب
الأسنان خالد مساعد ، حيث نجح جهاز الموساد الإسرائيلى عن طريق ضابط بالموساد اسمه
الحركى " سالم " صاحب قضية الجاسوسية الشهيرة بشمال سيناء عام 2013 ، فى
تجنيد اثنين من عناصر جماعة التوحيد والجهاد ، وكانا العنصران يعملان ضمن ما أسموه
جناح الاستخبارات وجمع المعلومات التابع لتلك الجماعة، وعن طريقهما تم جمع
المعلومات الخاصة بتفجيرى طابا وشرم الشيخ خلال عامى 2004 و2005 على الترتيب ، حيث
تم تنفيذ العمليتين بعلم بعض القادة الإسرائيليين ، رغم أن من بين ضحايا العملتين
عدد من المدنيين الإسرائيليين.
والسبب وراء ذلك ، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المدنية والحربية ،
جمعت معلومات تؤكد أن الدولة المصرية انتعشت اقتصادياً فى تلك الفترة ، وأن السياحة
أصبحت تمثل مصدر هام للدخل القومى المصرى
، وأن هذه الانتعاشة الاقتصادية ساهمت فى تطوير القوات المسلحة المصرية ،
وتحديث أسلحة الجيش المصرى ، والعقلية الصهيونية لديها قناعة كاملة ، بأن تطور مصر
وتقدمها يهدد تواجد دولة إسرائيل ، وبالفعل نجح المخطط الصهيونى وتأثرت السياحة
المصرية لعدة سنوات حتى استعادت عافيتها من جديد.
وتمكن نصر خميس الذراع اليمنى لخالد مساعد أمير جماعة التوحيد والجهاد ، من
رصد تحركات وأفعال العنصرين المتصلان مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ، فقامت
الجماعة بمعاقبتهما بالقتل والتمثيل بجثتيهما ليكونا عبرة لغيرهم من أعضاء الجماعة
، وعثرت وقتها قوات الأمن المصرية على أشلائهم متناثرة فى صحراء سيناء.
وعلى نفس طريقتها فى جنوب لبنان ،
قامت بعض القيادات الإسرائيلية وعن طريق جهاز الموساد بزرع مجموعة إرهابية
داخل سيناء ، وذلك خلال عام 2010 ، أطلقوا على أنفسهم تنظيم " جند الله
" وهو اسم وهمى على غرار التنظيمات الأخرى فى سوريا والعراق ، ونشطت تلك
الجماعة السرية عقب ثورة يناير ، وتخصصت فى استهداف الأبنية الأمنية بمدينتى الشيخ
زويد ورفح ، ونفذت نفس الأفكار التى كانت تنفذها جبهة تحرير لبنان ، وخاصة استخدام البراميل والحمير المفخخة ، وتمكنت من استهداف أحد الأبنية الأمنية
بمدينة رفح وخرجت الجماعة باسم " جند الله " لتعلن عن مسئوليتها عن
الحادث ، واختفت بعد ذلك خوفاً من اصطدامها بالتنظيمات الإرهابية التى انتشرت فى
سيناء عقب ثورة يناير ، وحتى لا يفتضح أمرها وينكشف المخطط الإسرائيلى أمام الحكومة
المصرية.
دلائل تورط إسرائيل فى الإرهاب بسيناء
على عكس ما تدعيه إسرائيل حول مساعدتها لمصر فى القضاء على الإرهاب بسيناء
، هناك دلائل تؤكد أن إسرائيل كانت تساند الإرهاب بشكل سرى ، ويكفى أن أجهزتها
الاستخباراتية رصدت كل المعلومات الخاصة بمعسكر تدريب تنظيم " أنصار بيت
المقدس " والكائن بمنطقة دير البلح شمال قطاع غزة ، دون أن تخبر الجانب
المصرى بتواجد هذا المعسكر ، علماً بأن العناصر الإرهابية كانت تنطلق من هذا
المعسكر فى اتجاه الحدود وتنتقل لداخل سيناء عبر الأنفاق لشن هجمات إرهابية تستهدف
القوات الأمنية فى شمال سيناء.
وعندما كانت الحكومة المصرية تقوم بقطع الاتصالات بشمال سيناء ، حتى
تتمكن قوات مكافحة الإرهاب من القيام
بأعمال التمشيط وملاحقة العناصر الإرهابية ، لتجنب استهداف الجنود بتفجير العبوات
الناسفة عن بعد عن طريق شرائح الهواتف ، استخدمت العناصر الإرهابية شبكة اتصالات
" أوروانج " التى كانت تتبع إسرائيل فقط فى ذلك الوقت ، ورغم شكوى
الجانب المصرى للحكومة الإسرائيلية ، بأن الجماعات الإرهابية تستخدم شبكتها ،
ماطلت إسرائيل ، ولم تتخذ أى إجراء يمنع استخدام شبكتها ، بل على العكس تم اكتشاف
تقوية تلك الشبكة بمدينتى رفح والشيخ زويد.
والغريب أن فى تلك الفترة كانت الصحف الأمريكية المسيطر عليها اليهود ، تخرج
لتتغنى بدور إسرائيل فى ملاحقة الإرهاب بشمال سيناء ، بل ادعت أن طائرات إسرائيلية
دخلت الأجواء المصرية أكثر من مرة وتمكنت من قتل عدد كبير من الإرهابيين ، الأمر الذى دفع
المتحدث العسكرى المصرى وقتها لإصدار أكثر من بيان ، يشدد من خلالها على أن القوات
المسلحة المصرية بمشاركة الشرطة ، هى التى
تقود الحرب على الإرهاب بشمال سيناء دون تدخل من أى طرف خارجى.