اختطاف الحوثيون باليمن للسفينة المؤجرة من الحكومة الإسرائيلية ، تحمل أكثر من معنى ، ويفسر بوضوح ملامح مستقبل إسرائيل بالمنطقة ، فالواقعة ليست مجرد حادث اختطاف سفينة فقط ، ولكن له تداعيات خطيرة على الجميع سواء بدول الغرب أو بالشرق الأوسط.
عبد الملك الحوثى زعيم الحوثيين باليمن
اختطاف تلك السفينة يزيد من الضغوط الاقتصادية على الحكومة الإسرائيلية ،
التى بدأت تتكبد خسائر اقتصادية كارثية مع اندلاع الحرب على غزة ، ويكفى أن
خسائرها فى قطاع السياحة فقط وصل إلى 76% ، بعد إلغاء كافة الرحلات السياحية من
وإلى تل أبيب ، بجانب خسائرها من جراء توقف عدد من المصانع والمستودعات البترولية
، ومع ذلك فحادث اختطاف السفينة يفوق تلك الخسائر بمراحل ، لأنه لن يطول إسرائيل
وحدها ولكنه سيطول عدد من الدول الغربية.
بمجرد أن وقع حادث الاختطاف ، حتى بدأت الخسائر الإسرائيلية ، حيث تكدست
السفن التجارية التى كانت متجهه لعدد من الدول داخل أكبر ثلاث موانئ بإسرائيل ،
وهى موانئ أشدود وإيلات وحيفا ، كما أعلنت شركة " مارين ترافيك "
المتخصصة فى تتبع السفن والتحليلات البحرية ، بأن النشاط التجارى البحرى لدولة
إسرائيل ، أصيب بالشلل التام ، حيث تكدست السفن فى أكبر الموانئ الإسرائيلية ورفضت
الإقلاع خوفاً من استهداف الحوثيين ، وأشارت الشركة إلى أن بعض شركات التجارة
العالمية ، التى كانت سفنها متجهه إلى ميناء إيلات البحرى ، اضطرت لتغيير مسارها
والبعض الآخر تم إلغاءه قبل اقلاعه من الموانئ الأوروبية ، خوفاً من أن تقع تلك
السفن فريسة فى يد الحوثيين ، لاسيما بعد تهديد الحوثيين باستهداف أى سفينة قادمة
أو متجهة لإسرائيل أو تابعة لأى مؤسسة إسرائيلية.
ويرى بعض المراقبون ، أن اختطاف السفينة الإسرائيلية ، ربما يكون وسيلة ضغط
كبيرة على كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ، لإيقاف حرب الإبادة على قطاع غزة ،
والعودة إلى طاولة المفاوضات لحل تلك الأزمة ، لأن تحرك الحوثيون وكل من ينتمى لهم
تجاه السفن التجارية بالبحر الأحمر ، يمثل تهديد خطير للحركة الملاحية التجارية
بشكل عام ، الأمر الذى يهدد بخسائر فادحة لمعظم الدول ، فضلاً عن أن اختطاف
السفينة وسيلة ضغط على الولايات المتحدة ، التى ستضطر إلى توفير قطع بحرية إضافية
لحماية سفنها التجارية وسفن الدول التى تربطها بها علاقات تجارية ، وهو أمر يؤدى
لتشتيت الولايات المتحدة ما بين حماية الحدود البحرية الإسرائيلية والسفن بالبحر
الأحمر.
وأوضح المراقبون ، أن اختطاف السفينة سيربك الولايات المتحدة وإسرائيل
وسيكون وسيلة ضغط رهيبة عليهما لوقف الحرب ، لاسيما وأن الولايات المتحدة تعلم
جيداً أن قوة الحوثيين العسكرية تفوق المقاومة الفلسطينية ، حيث تمتلك أسطول من
الصواريخ البعيدة المدى والمضادة للطائرات ، والولايات المتحدة تعرف أن الدخول فى
حرب مع تلك الجماعة سيحول المنطقة لصراع مسلح كبير يهدد كل القواعد العسكرية
الأمريكية بالمنطقة.
وأكد المراقبون ، أن جميع السفن لن تكن فى مأمن بعد تلك الحادثة ، والتى
ستدفع عدد كبير من الدول الأوروبية التى كانت تؤيد إسرائيل فى حربها على قطاع غزة
، تراجع موقفها بشكل كامل ، وتتحول إلى وسيلة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية
وإسرائيل لوقف الحرب على قطاع غزة لحماية مصالحها الاقتصادية ، حيث ترى تلك الدول
، أنه ربما تصعد جماعة الحوثيين من موقفها وتبدأ فى استهداف السفن التجارية بالبحر
الأحمر بصواريخ موجهه
الطريق الدولى وقناة بن غوريون
واقعة اختطاف السفينة " جلاكسى ليدر " والتى كان على متنها 22
فرد ، كشفت حقيقة الآراء السياسية التى أكدت أن أى مشروع ملاحى أو تجارى دولى تكون
إسرائيل طرف فيه سيكون مهدد دائماً بالاستهداف سواء من المقاومة المنتشرة بالمنطقة
أو جماعات الإرهاب الخلايا النائمة فى كل مكان بالشرق الأوسط ، وبالطبع على رأس
تلك المشروعات ، مشروع الطريق التجارى الدولى المزمع إقامته بين الولايات المتحدة
وإسرائيل والهند وعدد من دول الخليج ، ومشروع قناة بن غوريون الذى تحلم إسرائيل
بإقامته ليكون بديلاً لقناة السويس ، فتلك المشروعات ستكون مهددة بالاستهداف طوال
الوقت ، ومن المؤكد بعد حادث اختطاف السفينة ، ستفكر جميع الدول وعلى رأسها الولايات
المتحدة الأمريكية فى إعادة النظر فى إنشاء تلك المشروعات قبل حل القضية
الفلسطينية بشكل يعطى الفلسطينيين حقهم فى دولة مستقلة .