يبدو أن الجيش الإسرائيلى سيواجه صعوبة بالغة فى ملاحقة عناصر المقاومة الفلسطينية عبر الأنفاق ، رغم التصريحات العنترية لقيادات جيش الاحتلال والتى أكدت خلالها بأن الجيش سوف يطارد المقاومة داخل الأنفاق نفسها ، ولكن المفاجئة الموجعة للعدو الإسرائيلى ، أن المقاومة أعدت لهم أكثر من فخ عبر الأنفاق الوهمية ، وتمكنت من تفجير نفقين منهم أثناء محاولة جنود الاحتلال التوغل بداخلهما ، مما أسفر عنه مصرع ما يقل عن 13 مجند إسرائيلى.
الأنفاق المفخخة الوهمية ، هى عبارة عن مجموعة أنفاق لها فتحات دخول فقط
ومغلقة من الطرف الآخر ، ودائماً ما تكون متعرجة وغير مستقيمة لتضليل الأعداء ، ومن يعثر عليها يعتقد بأنها أنفاق متكاملة لها
فتحتين ، إلا أن الحقيقة أن مثل هذه الأنفاق أعدتها المقاومة منذ فترة طويلة ،
لأنها كانت على علم بأنهم سيواجهون العدو الصهيونى على أرض غزة فى وقتاً ما ، وهو
ما يحدث الآن ، ووهمية هذه الأنفاق ، أن قوات العدو عندما تكتشف فتحة النفق تعتقد
أن بداخله رجال المقاومة وعلى الفور يندفع عدد منهم داخل النفق بهدف زرع عبوات
ناسفة بداخله ونسفه فوق رؤوس المقاومين ، ولكن ما يحدث أن النفق يتم تدميره عند
بعد بمجرد دخول قوات العدو مما يؤدى لانهياره ومصرع أو إصابة كل من بداخله.
خبراء عسكريون بدولة الاحتلال ، حذروا عبر وسائل الإعلام العبرية من تواجد
مثل هذه الأنفاق ، وانتشارها بشكل كبير فى عدة مناطق مختلفة داخل قطاع غزة ، حيث
أشاروا إلى أنه لا يوجد منطقة بغزة إلا وبدخلها نفق وهمى يعد قنبلة موقوتة تستعد
للانفجار فى وجه جنودهم ، وشددوا على أن
مثل هذه الأنفاق الوهمية ستقف عائقاً أمام قوات الجيش الإسرائيلى للتخلص من شبكة
أنفاق حماس ، لأنه من المستحيل حسب كلامهم
، أن تستطع أى قوة فى العالم التمييز ما بين الأنفاق الحقيقية التى تستخدمها المقاومة الفلسطينية بالفعل
والأنفاق الوهمية ، وأنه من الصعب تفجير أى نفق دون زرع العبوات بناسفة بداخله ، حتى تحولت تلك
الأنفاق إلى كابوس مزعج يرهق الجيش الإسرائيلى.
اصطدم الجيش الإسرائيلى بأول نفق وهمى على بعد كيلو واحد من غلاف غزة داخل
العمق بالقطاع ، أثناء الهجوم البرى ، حيث
عثر مجموعة من مقاتلى الجيش الإسرائيلى على فتحة نفق بمنطقة " بيت حنون
" واتعقدوا أنه بداية لنفق يستخدمه عناصر المقاومة الفلسطينية ، وعلى الفور وبدون تفكير أو خبرة عسكرية ، حمل 7 جنود منهم العبوات الناسفة شديدة
الانفجار لداخل النفق بهدف زرعها وتفجير النفق بعد خروجهم عن بعد ، ولكنهم فوجئوا
بمجرد دخولهم لعدة أمتار داخل النفق بتفجيره من قبل المقاومة مما أسفر عنه مصرع 6
منهم وإصابة السابع بجروح خطيرة ، ونفس الأمر وقع فى نفق آخر بمنطقة أخرى داخل
حدود القطاع وأدوى بحياة 7 مجندين وإصابة 3 آخرين.
وأعلن خبراء عسكريين إسرائيليين ، أن قيادات الجيش الإسرائيلى ، استعانت
بالولايات المتحدة الأمريكية ، لحل معضلة الأنفاق الوهمية ، لاسيما وأن الجيش الأمريكى عانا من مثل هذه
الأنفاق خلال حربه فى افغانستان وقياداته لديهم خبرة فى هذا الشأن ، وعلى الفور حسب تأكيدات الخبراء قامت الولايات المتحدة بإرسال بعض الخبراء العسكريين لديها لقطاع غزة ، ولكنهم حتى الآن فشلوا فى فك رموز الأنفاق
الوهمية ، وعجزوا عن التوصل لأى حلول تجعلهم يميزوا ما بين النفق الحقيقى والنفق
الوهمى.
وأكد خبراء السياسة ، أن إسرائيل ليس لديها أى خبرة فيما يتعلق بالأنفاق ، ودللوا على ذلك بمزاعم قيادات جيش الاحتلال ،
والذين خرجوا بمجرد رؤيتهم حجرات أسفل مبنى إحدى المستشفيات ووصفوها بأنها أحد
أنفاق حماس ، وجلبوا بعض الأسلحة القديمة والادعاء أنها تابعة لحماس ، مع أن تلك الحجرات مبانى تابعة للمستشفى وحجرات خاصة بمولدات
الكهرباء والغاز ، لدرجة أن قيادات حركة
حماس نفسها سخروا من تصريحات قيادات جيش الاحتلال بعد تلك التصريحات ، وطالبوا بجلب
لجنة محايدة دولية لقطاع غزة لترى على
الطبيعة هل هذه الحجرات أنفاق بالفعل كما تدعى قيادات جيش الاحتلال ، أو حجرات
خدمية تابعة للمستشفيات ، إلا أن الحكومة الإسرائيلية وبدعم من الغرب رفضوا تنفيذ
هذا الطلب.
x