بقلم - فاهم أفندى
محمد بن سليمان شخصية مثيرة للجدل بصبغتها الغربية ، حقق نجاحات ملموسة أدت لازدهار المملكة السعودية اقتصادياً ،والتى قفزت قفزة هائلة بداية من عام 2017 ، ساهمت فيها عدة عوامل مساعدة دفعتها لتزاحم الدول العظمى ، ورغم هذه الانتعاشة الاقتصادية التى شهدتها السعودية فى السنوات الأخيرة ، ولكن وقع بن سلمان فى خطايا وقرارات سياسية ، تمثل خطراً حقيقياً على مستقبل المملكة ، وتقود سفينتها للغرق فى محيط الغرب ، وبالتالى ضياع الطفرة التى تحققت فى المجال الاقتصادي.
بن سلمان سيطرت عليه العظمة وألقى بنفسه وبمملكته فى أحضان الغرب ، وتناسى
أنه يجلس على عرش دولة أراضيها مقدسة تحتضن بيت الله الحرام والمسجدين الشريفين ،
وأخذ ينقل دولته من دولة إسلامية تحافظ على عادات وتقاليد وأحكام ديننا الحنيف ،
إلى دولة علمانية مباح فيها أشياء حرمها الله تعالى ، وتحجج فى سبيل تحقيق طموحه
المصبوغ بصبغة الغرب ، بأنه يحاول أن يقضى على التشدد الدينى ، فقضى فى البداية
على هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وأصدر قرارات حرر من خلالها المرأة
بصورة لم تشهدها المملكة من قبل ، ومنح تراخيص السينما بعد 40 عاماً من المنع ،
وبدت المسارح تنتشر فى ربوع المملكة ، وانتشرت حفلات الغناء والرقص والعربدة.
وحتى تكتمل الصورة للحياة العلمانية التى يحلم بها فتى السعودية المدلل ،
أنشأ الهيئة العامة للترفيه ، وأسند إدارتها لتركى الشيخ ، وهو اختيار فى محله ،
والرجل المناسب بالفعل فى المكان المناسب ، ليقنع دول الغرب بأنه ولى العهد
المتحضر ، ولما لا وهيئة تركى الشيخ أقامت مهرجان الرياض السينمائى بما يتضمنه من
ملابس نسائية مثيرة ورقص وغناء على جثث أطفال ونساء يذبحون أمام عينيه على يد العدو
الصهيونى ، الذى يحلم بن سلمان بقراءة الفاتحة معه ، ليبدأ عهد بالأحضان يا
بنيامين.
والتزم بن سلمان بالخط الذى رسمته له الولايات المتحدة الأمريكية ، فسارع
فى اعتقال رجال الدين ممن عارضوا قراراته التى تخالف تعاليم الإسلام ، وتنال من
هيبة الأرض التى تحتضن مقدساتنا الدينية ، بل وأخذ يفكر بجدية فى تغيير علم المملكة
الذى يحمل عبارة " لا أله إلا الله محمد رسول الله " حتى يحافظ على
معالم الخط المرسوم له.
وعندما تخرج الصحف الأمريكية ، لتعلن أن بن سلمان بعث برسائل طمأنينة
للرئيس الأمريكى ، أكد من خلالها أن مشروع التطبيع مع الكيان الصهيونى ما زال
قائماً ، ولكن سيتم تأجيله لبعض الوقت حتى يتمكن الجيش الإسرائيلى من القضاء على
الدولة الفلسطينية ، فهذا يؤكد بدون شك ، أن بن سلمان تلقى حقنة غربية مخدرة جعلته
غير قادر على دراسة سياسة الذئاب التى تراقصه ، تلك الذئاب التى أوهمته أن القضاء
على حماس سيفتح الطريق للانتهاء من كابوس إيران عدوه اللدود بالمنطقة ، ويصبح
الطريق إلى التطبيع مع إسرائيل مفروش بالورود ، الذئاب التى أقنعته أن يعارض
المشروع النووى الإيرانى ، ويقف صامتاً أمام تصريحات قيادات الجيش الإسرائيلى ،
بأنهم على استعداد لضرب غزة بقنبلة نووية ، الذئاب التى استغلت ضعفه السياسى
وأقنعته بأن مصلحته ومصلحة بلاده معهم ، وأن علاقته بهم ستدفع به ليجلس على عرش
منطقة الشرق الأوسط ، ويلقبوه بـ قائد العرب "
استفيق يا ولى العهد يرحمك الله ، قبل أن تغلق تلك الذئاب فكوكها عليك وعلى
مملكتك ، ويضيع كل شئ ووقتها لن يرحمك أحد ، وستظل نقطة سوداء فى تاريخ المملكة ،
وإذا كنت تعرف ما يخطط له هؤلاء الذئاب فمصيبتك كبيرة ، أما إذا كنت لا تعرف
فمصيبتك أكبر ،وليس عيباً أن تستشير من هم أكثر منك خبرة ، لعلك تعرف أن هناك
مشروع تقدم به " ماكس سينجر " مؤسس معهد هدسون ، إلى الحكومة الأمريكية
، يضع تصور كامل لتقسيم المملكة السعودية ، قسم شرق البلاد يحمل اسم الجمهورية
الإسلامية ، وباقى المملكة تكون تحت سيطرة أمراء سعوديين من الجيل الثالث ولائهم
الأول للولايات المتحدة.
أنت للأسف لم تتعلم شيئاً مما حدث فى العراق ، فأمريكا نفسها هى التى منحت
الراحل صدام حسين الضوء الأخضر لدخول الكويت ، لتجد لنفسها المبرر للقضاء عليه
وعلى دولته لنهب النفط العراقى ، وهى نفسها التى خططت لثروات الربيع العربى لتدمير
الدول العربية وأنظمتها لنهب ثرواتها ، وأنت شاهدت بنفسك ما حدث فى ليبيا وسوريا
واليمن ، وأعلم أن الدولة اليهودية ، لا تزال تحلم بأن تعود للجزيرة العربية
ولاسيما مكة ، بدعوى أنها كانت أرضهم قبل ظهور الإسلام وأن الرسول الكريم طردهم
منها ، وأن الصهاينة فكروا من قبل وما زالوا فى سن مشروع قانون يقضى بمطالبتكم بدفع
100 مليار دولار تعويضاً عن أملاكهم التى فقدوها فى أرض الحجاز.
وأعلم يا ولى العهد قبل فوات الآوان ، أن القواعد الأمريكية العسكرية على
أرضك ، والتى تعتبر من أهم مراكز القوى بمنطقة الخليج ، سيكون دورها حيوى فى تقسيم
بلادك ، فالذئاب تعتمد على عدة عوامل لتحقيق هذا الهدف الذى تبنته الصهيونيه منذ
سنوات بعيدة ، أولاً عامل اتساع مساحة المملكة والتى تمثل وحدها 80% من مساحة شبه
الجزيرة العربية ، كما أنها ستحاول لوضعك على نفس طريق العراق مع الشيعة المنتشرين
بشرق مملكتك ، لخلق نوع من الاضطرابات والفوضى ، التى تساعد على تنفيذ مخططهم
الخبيث.
حافظ يا ولى العهد على قدسية أرض بلادك وأحترم بيت الله الحرام ، وعد
لصوابك وسر على نفس نهج أسلافك ، فأنت أمام فخ نصبه لك ولدولتك الغرب وبدأت قدماك
تنزلق فيه ، وأنت الوحيد القادر على إنقاذ نفسك وبلدك وشعبك من مصير لن يقل عن
مصير غزة الآن " اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد "