أحداث ووقائع غريبة نجحت " عيون الخريف " من رصدها خلال الساعات الأخيرة من مصادر موثوقة ، والمتعلقة بمعركة " طوفان الأقصى " والهجوم الذى شنته كتائب المقاومة الفلسطينية على مستوطنات اليهود بغلاف غزة فى السابع من أكتوبر ، وقائع تؤكد أن الولايات المتحدة كانت على علم بهجوم رجال المقاومة على المستوطنات اليهودية قبل العملية بـ 72 ساعة ، وأن أجهزة الاستخباراتية الأمريكية المنتشرة فى دولة لبنان رصدت تخطيط حماس لهذا الهجوم ، وأبلغت الرئيس الأمريكى بايدن ، الذى رأى أنها فرصة ذهبية لتنفيذ المخطط الذى طالما بحث عن تنفيذه مع القيادات الصهيونية بالولايات المتحدة ، الذى كان يهدف إلى تطهير غزة من سكانها والقضاء على المقاومة بها لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية للدولتين معاً .
بايدن |
وكشف المصادر ، أن الرئيس الأمريكي تعمد إخفاء تلك المعلومات عن الجانب الإسرائيلي
، لفتح الطريق أمام المقاومة لشن هجومها على المستوطنات بغلاف غزة ، حتى يمنح الحكومة
الإسرائيلية الذريعة القوية لشن حرب إبادة
على الفلسطينيين داخل القطاع ، والأخطر حسب مصادر مؤكدة ، أن بعض القيادات
الصهيونية بالولايات المتحدة كانت على علم بموعد الهجوم بمعركة طوفان الأقصى ، فضلاً عن
وسائل إعلام بعينها تابعة للمخابرات الأمريكية ، والتى تواجدت بالمنطقة قبيل
الهجوم بساعات ، وقامت بنقل ما تثنى لها من أحداث ولاسيما الأحداث التى تدين قوات
المقاومة وتظهرها فى صوره وحشية ، لاستخدامها فيما بعد لإثارة الحكومة الإسرائيلية
ودفعها لأن يكون الرد عنيف وبالتالى تبدأ الخطوات الفعلية لتنفيذ المخطط الأمريكى
الصهيونى.
وعندما بدأ أيلى كوهين وزير الخارجية فى الحكومة الإسرائيلية وعدد من
القادة بدولة الاحتلال ، يلمحون بأن هناك وسائل إعلام غربية كانت على علم مسبق
بمعركة طوفان الأقصى ، واتهمهم لتلك الوسائل بأنها تساعد المقاومة الفلسطينية ،
وأنها قامت ببث أحداث للحظات الأول لمعركة " طوفان الأقصى " سارع الرئيس الأمريكى بايدن بمهاتفة بنيامين
نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وطالبه بالتدخل لوقف تصريحات مسئولى حكومته
واتهاماتهم لوسائل الإعلام الغربية ، بدعوى كسبها فى الصف الإسرائيلى خلال الحرب
على قطاع غزة ، وهم ما أمتثل أليه نتنياهو ولم يتحدث أى وزير فى حكومته فى هذا
الصدد مرة أخرى.
أهداف سياسية لبايدن وإسرائيل
بعيداً عن إخفاء الرئيس الأمريكي بايدن موعد الهجوم الحمساوي على غلاف غزة
، فمن المعروف أن إسرائيل تعتبر الولاية الأمريكية رقم 51 ، ومصالحهما وأهدافهما
مشتركة ، والولايات المتحدة نفسها لا تريد وقف الحرب بقطاع غزة ، وإلا كانت أبلغت
الحكومة الإسرائيلية بموعد هجوم المقاومة ، وأوقفت كل الأحداث المترتبة عليه ، بل
على العكس أعلنت مساندتها بصورة كبيرة بتواجد حاملات الطائرات والغواصة المضادة
للأسلحة النووية بالمنطقة ، لردع أى قوة تدخل الحرب وتفسد المخطط الأمريكي ، وشجعت
الجيش الإسرائيلي على استكمال حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
الولايات المتحدة وإسرائيل لكل دولة منهما أهدافها السياسية من حرب الإبادة
على قطاع غزة ، حيث رأى الرئيس الأمريكى بايدن بأن مساندته لإسرائيل وتحقيق انتصار
على المقاومة من شأنه أن يرفع أسهمه فى انتخابات الرئاسة المقرر لها نوفمبر من
العام القادم ، تلك الأسهم التى انخفضت بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة ، فضلاً
عن ضمان مساندة اللوبى الصهيونى له داخل الولايات المتحدة ، والذى له تأثير قوى
سياسياً واقتصادياً فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، أما إسرائيل فهى تخطط منذ
زمن بعيد لطرد الفلسطينيين من غزة وبناء مستوطنات للإسرائيليين بها ، والتخلص من
حركة حماس ، حتى تعيش الدولة المحتلة حكومة وشعباً بعيداً عن أى تهديدات لأمنها
واستقرار شعبها.
واتضحت نية الجانب الإسرائيلي ، خلال طرحهم فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع
غزة لداخل سيناء المصرية ، وعرضوا عن طريق الولايات المتحدة امتيازات بالجملة على
الرئيس عبد الفتاح السيسى ، الذى خرج وأعلنها صراحةً ، بأن مصر لن تقبل بتهجير
الشعب الفلسطيني من قطاع غزة لخارج فلسطين ، وبعد أن فشل هذا المخطط ، بدأ يطفو
على السطح مخطط جديد ، عندما أعلن وزير المالية الإسرائيلي اليمينى المتطرف
" بتسلئيل سموتريتش " ترحيب الحكومة الإسرائيلية بمبادرة أطلقها عضوي الكنيست، رام بن باراك
وداني دانون، المتمثلة فى الهجرة الطوعية لعرب غزة بالكامل إلى دول العالم ، وأشار
سموتريتش إلى أن قطاع غزة أصبح ليس لديه فرصة للوجود بشكل مستقل اقتصاديا وسياسيا
بهذه الكثافة العالية ، وأن إسرائيل لم
تعد قادرة على تحمل وجود كيان مستقل في غزة يقوم بطبيعته على كراهية إسرائيل
والرغبة في تدميرها .
قناة بن غوريون وإرهاب مصر
عدد من وسائل الإعلام الغربية والصهيونية التابعة لدولة الاحتلال ، بدأت فى
نشر أخبار تدعى أن إسرائيل تخطط لطرد سكان غزة بهدف إنشاء قناة بن غوريون التى
تربط ما بين البحر المتوسط وخليج العقبة على البحر الأحمر ، وصورت وسائل الإعلام
هذا المشروع بأنه حلم إسرائيلي مطروح منذ عام 1971 ، الهدف من وراءه ضرب قناة
السويس المصرية ، والتى تمثل أكبر مصدر اقتصادي للعملة الصعبة للدولة المصرية ،
بجانب أن قناة السويس والمشروعات وموانيها وشبكة الطرق الكبارى بالمدن القريبة
منها تمثل أهمية كبرى لطريق الحرير الصينى ، والتأثير على القناة يؤثر بالسلب على
هذا الطريق.
كما أكد خبراء الاقتصاد الإسرائيليين ، أن اتمام مشروع تلك القناة ، سوف يجعل إسرائيل
متحكمة فى أهم شريان تجارى فى العالم ، وما ستحصله إسرائيل من إيرادات ، وتوقعهم بأن القناة سوف تساعد على قيام ثورة صناعية بإسرائيل وسوف يحول المنطقة التى
تسيطر عليها إسرائيل ، لمنطقة صناعية وتجارية تلتهم الشرق الأوسط لصالح إسرائيل ،
وإن كان بعض خبراء الاقتصاد داخل إسرائيل نفسها ، كشفوا أن القناة من المستحيل أن
تؤثر على قناة السويس فى ظل التوسعات التى قام بها الرئيس السيسى ، وأن قناة بن غوريون
التكلفة المبدئية لها تصل إلى ما يقرب من 120 مليار دولار ، وهو مبلغ لا تستطع أى
دولة بما فيهم أمريكا تحمله فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى ضربت جميع دول
العالم.
ويرى الخبراء الإسرائيليون ، أن التصريحات بإنشاء تلك القناة ، تصريحات من
أجل إرهاب الدولة المصرية فقط لصعوبة تنفيذها على أرض الواقع ، مؤكدين أن الدول
ستخشى على بضائعها فى حال تنفيذ المشروع ، بسبب الكراهية التى تتمتع بها إسرائيل
بين معظم دول المنطقة ، والتوقع باستهداف القناة من قبل العناصر الإرهابية ،
وأشاروا إلى أن التحديثات والتطورات الجديدة فى قناة السويس وضعها فى منطقة يفشل
أى مشروغ مماثل فى منافستها ، لاسيما عقب حفر القناة الثانية وتحويلها لمحور قناة
السويس ، بخلاف تطوير الموانئ ، وتواجد مصانع
دول عظمى بالمنطقة الاقتصادية للقناة وعلى رأسها الصين وروسيا.
وكشف محللون سياسيون ، أن إسرائيل تهدف من حرب غزة للسيطرة على شواطئ غزة وبالتالي
تضع يدها على حقول الغاز بالقطاع ، فضلاً عن أن الأراضي بقطاع غزة من أجود الأراضي
بالدولة الفلسطينية وسيطرة إسرائيل عليها سيساهم فى تنمية زراعية لدولة الاحتلال.
x