google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

لماذا ضلت النقابات العمالية طريقها ؟

النقابات العمالية هى كيانات حرة ، يتم انتخابها من قبل العمال فى أى مؤسسة عمالية ، يكون منوط بها الدفاع عن حقوقهم  ، وفقاً للقانون وتوفير المناخ المناسب للعمال داخل المؤسسات والشركات ، ولكنها ضلت طريقها ، وتقلص دورها بصورة كبيرة فى مصر لاسيما عقب ثورة يناير 2011 ، وتحولت إلى كيانات اجتماعية تخصصت فقط فى العزاءات والأفراح وتنظيم الرحلات ، ويرجع السبب فى ذلك ، إلى حركة 6 أبريل ، التى خلطت بين حقوق العمال والسياسة ، مما دفع الدولة لتغيير القانون المنظم للنقابات العمالية


لماذا ضلت النقابات العمالية طريقها ؟
اتحاد نقابات عمال مصر


بداية ظهور النقابات العمالية

 


ظهرت النقابات العمالية لأول مرة فى العالم فى دولة بريطانيا ،  مع بداية القرن التاسع عشر ، بعدما أطلت الرأسمالية برأسها وأصبحت تتحكم فى  الجانب الاقتصادي وسوق العمل ، فكان لابد أن تولد كيانات عمالية تدافع عن حقوق العمال فى مواجهة تعنت الرأسمالية ، وبدأ الاعتراف بالنقابات العمالية لأول مرة فى بريطانيا ، بعد ظهور أول كيان عمالى يدافع عن حقوق العمال ، تحت اسم " جمعية الخياطين "


وفى الدول العربية بدأت تظهر النقابات العمالية ، مع نهايات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، حيث بدأت تلك الكيانات العمالية تطفو على السطح ، عقب التخلص من الاستعمار ، وتوالت ظهور النقابات فى الدول العربية ، من بينها أول نقابة عمالية عربية ، وهى " نقابة عمال السجائر " التى ظهرت فى مصر عام 1900 ، عقب اضراب عام من عمال تلك الشركة ، لأكثر من عام للمطالبة بتحسين أجورهم ، وتقليل ساعات العمل ، وبدأ يخرج للنور أول قانون ينظم أعمال النقابات فى مصر عام 1945 ، ويحمل رقم 85 ، والذى تم تعديله بالقانون 213 لسنة 2017.

 


القانون ينظم أعمال النقابات العمالية

 


ووضع قانون النقابات العمالية النظام العام لأعمالها ، ودورها فى المؤسسات العمالية ، ومن بين تلك الأدوار ، نشر الوعى الثقافى ورفع مستواه  بين العمال ، عن طريق الدورات والنشر والإعلام ، وممارسة الحق فى تنظيم الإضراب السلمى عن العمل وفقاً للضوابط القانونية ، فضلاً عن إنشاء صناديق زمالة أو إدخار ، وصناديق تمويل الأنشطة الاجتماعية والثقافية ، ودورها الأكبر يتمثل فى رعاية مصالح العمال والدفاع عن حقوقهم ، وتحسين الحال الاجتماعية والمادية للعمال ، بجانب دورها المؤثر فى تمثيل العمال خلال المفاوضات التى تجرى مع صاحب العمل ، أو رئيس المؤسسة ، حول تحسين الأجور وساعات العمل والترقيات والمكافآت وخلافه.

 

6 أبريل وتأثيرها على دور النقابات

 

وعقب ثورة يناير فى مصر ، بدأت تتقلص أدوار النقابات العمالية ، لاسيما بعدما تم الربط بين القضايا العمالية والسياسة ، والتى تسبب فيها حركة 6 أبريل الشبابية التى ظهرت فى مصر عام 2008 ، واستغلت الإضراب العام الذى دعت له نقابة العاملين بشركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى ، للمطالبة بتحسين أجورهم ، وخلطت بين السياسية وحقوق العمال

 

 حيث حولت القضية من قضية عمالية بحتة ، إلى قضية سياسية تنال من النظام ، وتسئ لرمز الدولة ،  ومن يومها وبدأت الدولة تفطن إلى  أن خطورة استغلال النقابات العمالية فى القضايا السياسية ، وما تمثله من خطراً أمنياً على الدولة ومؤسساتها  ، فبدأت تتقلص أدوار النقابات العمالية منذ ذلك الحين ، وتغير قانون النقابات العمالية رقم 85 ،  بالقانون 213 لسنة 2017 ، والذى يمنع الإضراب تحت أى ظرف ، وأصبح دور النقابات قاصر فقط على المناسبات ولاسيما  عزاءات العمال ، بالإضافة إلى تنظيم عدد من الرحلات المحدود كل عام.

 

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف