مجموعة هيئة الإركان العامة أو ما تعرف بـ " سييرت متكال " هى وحدة إسرائيلية سرية متخصصة فى تنفيذ العمليات النوعية والحساسة ، ومن بينها عمليات إنقاذ الرهائن ، ويتلقون الأوامر من رئيس الوزراء الإسرائيلى فقط ، ومن أبرز عناصرها السابقين ، أيهود باراك ، ونفتالى بنت ، وبنيامين نتنياهو ، وتم استدعاء نفتالى بنت مؤخراً كعنصر احتياط للاستفادة من خبرته داخل تلك المجموعة ، وذلك للقيام بعملية تحرير الأسرى من قبضة كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس.
مجموعة سيرت متكال الإسرائيلية تخصصت فى تحرير الرهائن |
مجموعة " سييرت متكال " ومكافحة الإرهاب
وتفرض الحكومة الإسرائيلية سرية كبيرة على مجموعة "
سييرت متكال ، وادعت إسرائيل ، أن المجموعة تم إنشاءها بغرض مكافحة الإرهاب ، إلا
أن العمليات التى قامت بها المجموعة ، تكشف كذب ادعاء الجانب الصهيونى ، حيث قامت
المجموعة بعدة عمليات خاصة ، باغتيال بعض الشخصيات ، واختطاف رهائن من بعض المناطق
المختلفة ، حتى خارج إسرائيل نفسها.
" سييرت متكال " هي وحدة عسكرية منتخبة من قيادات الجيش الاسرائيلي ، وتخضع بشكل مباشر لهيئة
الأركان العامة ، تأسست عام 1957 ، على يد رقيب بالجيش الإسرائيلى يدعى "
ابراهام ارنان " وضمت بين صفوفها رجال سابقين من سلاح المخابرات العسكرية
الإسرائيلية ، وعدد من القيادات من وحدة الـ 101 ، وظلت تلك المجموعة تعمل منفردة
وبدون موافقة صريحة من جانب الحكومة الإسرائيلية ، حتى تمت الموافقة عليها بشكل
رسمى خلال عام 1987
وقبول أى أفراد كأعضاء داخل تلك المجموعة ، صعب للغاية ،
ومن يتم اختيارهم ، فيخضعون لعمليات فحص طبى شامل وبشكل دقيق ،
فضلاً عن خضوعهم لاختبارات لياقة بدنية شاقة ، وعقب اجتياز الأعضاء الجدد تلك الفحوصات
والاختبارات ، يخضعون للكشف على قواهم
العصبية والنفسية ، للتأكد من أنهم مؤهلين للانضمام للمجموعة ، وبعد ذلك يدخل
المنضمين للمرحلة الثالثة ، والتى تعتمد على تلقينهم محاضرات خاصة لتهيئة أفكارهم
للعمل بالمجموعة ، ويتم ذلك داخل ، معهد " فينغيت " القريب من مدينة
نتاليا .
ثم ينتقل المقبولين الجدد لمرحلة التدريب حيث يقضون
الستة أشهر الأولى عقب انضمامهم فى
التدريب على سلاح المظليين، وأخيراً يخضعون لدورة خاصة فى مجال التتبع والبحث وتحديد الجهات والأماكن المختلفة ، ومن يجتاز منهم تلك المراحل بنجاح ، يتم قبولهم
بشكل نهائى فى المجموعة.
ومن بين الشخصيات العسكرية البارزة الذين قادوا تلك
المجموعة ، ديختر رئيس جهاز "الشاباك" سابقاً، وداني يتوم رئيس
"الموساد" سابقاً ، و ايهود براك قائد المجموعة ورئيس هيئة الأركان
العامة للجيش الإسرائيلى سابقاً ، وشاؤول موفاز
نائب قائد المجموعة ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش سابقاً ، وبنيامين نتنياهو قائد
فصيل سابق في المجموعة ، ، ومتان فلنائي نائب
قائد المجموعة سابقاً ، موشي يعلون رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الاسرائيلي
سابقاً.
تحدى " سييرت متكال " ونقل الرهائن
يعتبر عدد الرهائن الإسرائيليين فى يد حماس ، هو الأكبر فى تاريخ العدو
الصهيونى ، حيث يتعدى عددهم الـ 150 أسيراً ، مما يؤكد أن عملية اخفائهم لفترات طويلة أمر صعب
للغاية ، فضلاً عن صعوبة نقلهم من مكان لمكان آخر ، فى ظل مطاردة مجموعة " سييرت
متكال " الإسرائيلية ، والذى دخلت فى تحدى كبير لتحرير هؤلاء الرهائن ، ويحاول الطيران
الإسرائيلى ، تكثيف القصف فى المناطق التى يعتقد تواجد كتائب القسام بها ، بهدف
اجبار عناصر الكتائب ، للتنقل من مكان لآخر ونقل الأسرى ، فيتثنى لمجموعة سيغت من
رصدهم ، وتحرير الرهائن.
تعتمد مجموعة " سييرت مكتال " فى عملها ، على جمع المعلومات ،
واستخدام الجواسيس ، واستخدام أحدث وسائل التجسس التكنولوجى ، لاسيما وأن إسرائيل
متفوقة فى هذا المجال ، لذلك بدأت فى تكثيف أعمالها مستخدمة تلك الطرق ، بهدف
التوصل لمكان اخفاء كتائب القسام للرهائن ، حيث ترى الحكومة الإسرائيلية ، أن
تحرير الرهائن ، سيضمن لها التفوق الكامل فى تلك المعركة ، ولكن الطرق التى
تستخدمها تلك المجموعة ، ستفشل فى تحديد أماكن حجز الرهائن ، لأن كتائب القسام
تستخدم ، السراديب والأنفاق تحت الأرض ، لإخفاء الرهائن ، وتلك طبيعة من الصعب استخدام
الوسائل الحديثة لتتبعها.
وكشفت مصادر خاصة ، أن كتائب القسام ، تعلم علم اليقين ، أن إسرائيل سوف
تعتمد بصورة كبيرة على مجموعة " سييرت متكال " لتحرير الرهائن ، ومن هنا
حسب المصادر ، تمكنت حماس من نقل عدد من الرهائن ، ولاسيما المنتمين للجيش
الإسرائيلى لمناطق سرية للغاية ، خارج قطاع غزة ، ولم يتم تحديد أماكن هؤلاء
الرهائن ، وإن كان البعض يتوقع نقلهم لأماكن سرية بجنوب لبنان ، رغم صعوبة هذا
الأمر ، وتوقعت المصادر ، أن تلعب كتائب القسام لعبة القط والفار مع تلك المجموعة
، بنقل الرهائن بين الحين والآخر عن طريق بعض الدروب والطرق الوعرة والأنفاق ، حتى
لا تنجح وسائل المراقبة والتجسس الإسرائيلية من رصدها.
ويرى مراقبون ، أن كتائب القسام ليست بالسذاجة التى تجعلها تخفى هذا العدد
الكبير من الرهائن ، فى مكان واحد ، وستقوم بتوزيعهم على عدة مناطق سرية مختلفة ،
ويؤكد المراقبون ، أن توصل مجموعة " سييرت متكال " لأى منطقة يتم حجز
رهائن إسرائيلية بها ، سوف يعرض حياة هؤلاء الرهائن للخطر ، لاسيما مع تبادل إطلاق
النار المتوقع بين عناصر القسام والمجموعة الإسرائيلية ، مما يؤكد أن عملية تحرير
الرهائن ، صعبة للغاية ، حتى الاجتياح البرى الذى تفكر فيه إسرائيل ، لن يحقق
الغرض فى تحرير الرهائن ، بل ستتكبد إسرائيل خسائر فادحة ، لإتقان كتائب القسام
القتال على الأرض ، وتحويلها إلى حرب شوارع ، لن يقوى عليها الجندى الإسرائيلى.
عمليات سابقة لمجموعة " سييرت متكال "
ويكشف التاريخ ، أن الهدف الذى قامت إسرائيل ، بإنشاء
مجموعة " سييرت متكال " من أجله ، وادعائها بأنه من أجل مكافحة الإرهاب
، هو كلام عارى تماماً عن الصحة بالنظر إلى العمليات السابقة التى قامت بها تلك
المجموعة ، فأثناء حرب الاستنزاف وخلال عام 1969 ، شنت تلك المجموعة ، هجوماً على جزيرة غرين ، وخلال عام 1972 قامت تلك
المجموعة بتحرير طائرة "سابينا" المختطفة في مطار بن غوريون ،
كما قامت تلك المجموعة خلال عام 1972 أيضاً ، باختطاف عدد من ضباط المخابرات السوريين من قلب
عملهم بجنوب لبنان ، وذلك لاستغلالهم فى مساومة الحكومة السورية ، لإطلاق سراح طيارين اسرائيليين وقعا فى الأسر
السوري ، وقامت تلك المجموعة ، بعملية
نوعية ، أطلقت عليها عملية "ربيع الشباب" قامت بها خلال عام 1973 في لبنان
، وكان قائد المجموعة وقتها ايهود براك ، رئيس وزراء إسرائيل السابق ، وتم خلال تلك العملية ، اغتيال كل من كمال عدوان و كمال ناصر ويوسف النجار ، وهم من القيادات البارزة بمنظمة التحرير الفلسطينية ، كما قامت المجموعة تحت قيادة يونتان نتنياهو شقيق رئيس الوزراء
الحالى ، بعملية أخرى بدولة أوغندا ،
أطلقت عليها اسم " عنتبه " وذلك من أجل
اطلاق سراح مختطفي طائرة "اير فرانس"
في مطار اوغندا، وتم مقتل شقيق نتينياهو خلال تلك العملية .