google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

السبت الأسود وسيناريو الحرب الإقليمية بالشرق الأوسط

يوم 7 أكتوبر لعام 2023 ، سيظل كابوس مزعج ، يطارد إسرائيل حكومة وشعباً ، لما تعرضوا له مع بزوغ نهار هذا اليوم ، على يد كتائب القسام واقتحامها للمستعمرات بمنطقة غلاف غزة وبعض المستعمرات بالضفة الغربية ، لذلك أطلق الإعلام الإسرائيلى على هذا اليوم " السبت الأسود " وتصارع الأحداث بشكل كبير عقب هذا الاقتحام ، فكان رد الجيش الإسرائيلى عنيف بشن حرب إبادة للمدنيين بقطاع غزة ، ودخول حزب الله على خط الصراع باستهداف شمال إسرائيل بالقذائف والصواريخ ، وإعلان الجيش الإسرائيلى استعداده لاقتحام غزة برياً ، مما يوحى بأن الأحداث تجرنا إلى الحرب الإقليمية.


السبت الأسود وسيناريو الحرب الإقليمية بالشرق الأوسط
السبت الأسود كابوس لإسرائيل


الإدارة الإسرائيلية بين نارين.

 


الإدارة الإسرائيلية وضعت نفسها فى موقف صعب للغاية ، فى ظل الضغوط الكبيرة التى تتعرض لها من شعوب معظم الدول سواء عربية أو أجنبية ، لوقف حرب الإبادة على قطاع غزة ، وإنهاء تلك المجزرة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى ، وأصبح بنيامين نتنياهو ، رئيس الوزراء الإسرائيلى ، بين مطرقة وقف الحرب وإعلان هزيمته على يد كتائب المقاومة ، وسندان تحويل المنطقة بالكامل لصراع ملتهب يجرها  لحرب إقليمية شاملة ، تتدخل فيها أطراف عدة ، سواء بدخول المعركة بشكل مباشر ، أو الاكتفاء بدعم أطراف الصراع بالأسلحة والذخائر.

 


ويرى خبراء السياسة ، بأن نتنياهو سيكون الخاسر الأكبر ، إذا توقفت الحرب عند هذا الحد ، وربما يقدم للمحاكمة ، لاسيما فى ظل الضغوط الشعبية التى يتعرض لها من الإسرائيليين أنفسهم ، لذلك يتوقع المراقبون ، أن الأقرب لتلك الحرب ، استقرار الجيش الإسرائيلى على اقتحام قطاع غزة برياً ، بدعوى القضاء على رجال المقاومة ، والتخلص من حركة حماس بشكل نهائى ، كما يصرح مسئولى الكيان الصهيونى.

 


وفى هذه الحالة ستكون إسرائيل أمام أمرين لا ثالث لهما ، أولهما أن تحقق إسرائيل فى هدفها ، وتنجح فى اخضاع القطاع بالكامل تحت سيطرتها ، والتخلص من كتائب المقاومة ، وهذا الأمر مرهون بأن تتخلى الأطراف المساندة للمقاومة عن تلك المساندة ، وتترك المقاومة تحدد مصيرها بنفسها ، أما الأمر الثانى ، فيتعلق بدخول حزب الله بشكل مباشر فى حرب علنية ضد إسرائيل بمجرد اجتياحها قطاع غزة برياً ، وبالتالى تدخل كل من المقاومة فى سوريا والعراق لحلبة المعركة ضد إسرائيل ، وتتحول المنطقة بالكامل لحرب شاملة.

 


حلف المقاومة وتدخلات الغرب

 


وبنظرة عامة لهذا الصراع الدائر فى غزة ، يتلاحظ وجود عدة  أطراف ، تراقب الموقف عن كثب ، والكل يتأهب للتعامل مع السيناريو الذى سترسمه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، أهم تلك الأطراف على الإطلاق ، ما يعرف بـ " حلف المقاومة " والذى يضم المقاومة فى كل الدول العربية ، سواء فى غزة أو لبنان ، وسوريا والعراق واليمن ، فكل هذه الأطراف يربطها عقيدة واحدة ، عقيدة ترفض التواجد الصهيونى ، وتعتبره كالسرطان وسط الدول العربية ، وموقفهم واضح فى هذا الشأن ، وبالتالى الضرر الذى يلحق بأى فصيل من فصائل المقاومة فى أى منطقة ، تأثيره سيكون عليهم جميعاً ، ويمهد لنهايتهم فصيل وراء الآخر.

 

ويرى بعض المراقبون ، أن الاجتياح البرى من جانب الجيش الإسرائيلى لقطاع غزة ، ربما يكون القشة التى تقسم ظهر البعير ، فدولة مثل إيران مثلاً ، لن تسمج بأى حال من الأحوال ، أن تنجح إسرائيل فى القضاء على المقاومة فى غزة ، والسيطرة على القطاع ، لأن ذلك يمهد للجيش الإسرائيلى ، اجتياح الجنوب اللبنانى ، للقضاء على حزب الله ، وبالتالى ، يكون المشروع النووى الإيرانى فى خطر ، ويصبح فى مقدور إسرائيل استهدافه و تدميره بكل سهولة.


السبت الأسود وسيناريو الحرب الإقليمية بالشرق الأوسط
الدمار لحق بقطاع غزة


وهذا ما يفسر الدعم الكامل من الإدارة الأمريكية والدول الأوربية لإسرائيل ، لأنها تأمل فى أن تنجح إسرائيل فى إنهاء الكابوس الإيرانى بمنطقة الشرق الأوسط ، وفى المقابل تقف الصين وروسيا مع حليفتهما إيران ، ولن تترك الصين على وجه الخصوص إيران تسقط مهما كلفها ذلك ، لما تمثله إيران من أهمية قصوى لدى الدولتين بمنطقة الشرق الأوسط.

 

ومن هذا المنطلق يرى المراقبون ، أن الاجتياح البرى لقطاع غزة سيدفع حزب الله لا محالة فى لبنان وسوريا لدخول الحرب ضد إسرائيل ، بدعم من الصين وروسيا ، وربما تتطور الأمور ونجد تتدخل مباشر من الجيش الإيرانى ، ومن هنا يبدأ التحرك الأمريكى والأوروبى ، لمساندة إسرائيل ودعمها بأحدث الأسلحة لمواجهة تلك الحرب ، لأن إسرائيل هى الممثل الشرعى لهم بالمنطقة ، وبالتالى تشتعل المنطقة بحرب شرسة ، بين إسرائيل ومن يدعمها ، وحلف المقاومة فى الدول العربية ، ومن خلفه إيران والصين وروسيا ، مما يوحى بحرب طويلة الأمد ، لا يستطع أحد وضع السيناريو الذى تنتهى إليه ، أو الأطراف التى ممكن أن تنضم إليها وفقاً للمتغيرات التى تتعلق بتلك المعركة 



النتائج المتوقعة والخسائر الإسرائيلية

 


فى حال اتخذ الجانب الإسرائيلى السيناريو الذى يؤدى للحرب الإقليمية ، فيتوقع الخبراء العسكريين ، أن الخسائر الإسرائيلية ستكون فادحة ، لأنها ببساطة ستكون حرب طويلة الأمد ، فإسرائيل كجيش نظامى ، سوف يواجهون جيش من الفدائيين المنتمين لحلف المقاومة ،  والجيش الإسرائيلى يعتمد بصورة كبيرة فى تحقيق النجاحات العسكرية على سلاح الطيران ، والتاريخ يؤكد أن هذا السلاح من المستحيل أن يحقق أى انتصار على رجال المقاومة فى أى مكان فى العالم ، واتضح ذلك فى فشل الولايات المتحدة فى أفعانستان على سبيل المثال.

 

أضف إلى ذلك أن الجيش الإسرائيلى ، فى الحرب البرية ، سوف يواجه صعوبات كبيرة ، لمواجهة فدائيين يستخدمون الأنفاق والطبيعة الجغرافية والمباغتة ، واستخدام تكتيكات عسكرية سوف ترهق الجيش الإسرائيلى ، ويتوقع أن يتعرض لخسائر فادحة فى معداته العسكرية وجنوده ، ربما لم يتعرض لها من قبل.

 

 أما الشق الأخطر على إسرائيل ، أن الاتجاه الواضح من الولايات المتحدة ، عدم الحاق أى مجندين أمريكان للحرب مع الجيش الإسرائيلى ، والاكتفاء فقط بمد الجيش الإسرائيلى بما يحتاجه من أسلحة وذخائر ، لاسيما بعدما تعرضت الإدارة الأمريكية من قبل ،  لمعارضة شديدة بعد دخولها فى حرب برية على العراق ، وهناك قرار أمريكى بعدم خوض أى معارك برية بمنطقة الشرق الأوسط لصالح أى طرف مهما كان  ، فضلاً عن أن الولايات التحدة تعلم جيداً ، أن مساندة إسرائيل بالجنود وبشكل مباشر ، سوف يجعلها تفقد جميع حلفائها فى المنطقة ، فضلاً عن تعرض القواعد العسكرية الأمريكية ، للخطر وتصبح معرضه للإستهداف من قبل حلف المقاومة ، وتعرض 50 ألف جندى أمريكى منتشرين بتلك القواعد للخطر.

 

وبالتالى فأن هذا التوجه الأمريكى ، سوف يدفع الحكومة الإسرائيلية ، لخوض المعركة وباعتماد كلى على قوات الجيش الإسرائيلى فقط ، والذى يصل تعداده إلى ما يقرب من 600 ألف مجند ، يمثلون 10% من الشعب الإسرائيلى ، و30% من الأيدى العاملة بإسرائيل ، واستمرار أمد الحرب لفترات طويلة من شأنه أن يصيب الحياة الاقتصادية لإسرائيل بالشلل التام ، ويساهم فى تعرضها لخسائر اقتصادية فادحة ، ويرى معظم المراقبون ، بأنه فى حال الوصول لمحطة الحرب الإقليمية بالمنطقة ، ستكون محطة عواقبها وخيمة على الجميع ، ونتائجها غير مضمونة لأى طرف على حساب الآخر.

 

 

  


عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف