google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

ملامح السيسى شهادة وفاة

 




بقلم - محمد مقلد


رحم الله الزعيم الليبى معمر القذافى ، الذى لخص نوايا إسرائيل ، بتصريحاته الجريئة خلال إحدى الاجتماعات الدولية لبحث القضية الفلسطينية ، قال " إن إسرائيل تخوض حرب وجود لا حرب حدود " و" إن إنفاق المقاومة فى غزة ، هى خط الدفاع الأول عن الدول العربية ، والقضاء عليها  يفتح الطريق لسقوط دولنا تباعاً " ، وحذر الزعيم الراحل وقتها ، مما نمر به حاليا من تعنت وجبروت العدو الإسرائيلى بمساندة غير مسبوقة ، من حكام الغرب وكأنه كان يقرأ من كتاب مفتوح.

 

ولم يلتفت أحد من زعماء العرب ، لتلك التصريحات ، واعتبروه يهزى وسخروا منه ، ومع اندلاع حرب الإبادة التى يشنها الجيش الإسرائيلى على قطاع غزة ، فى مجزرة حقيقية لذبح الأطفال والنساء بأسلحة محرمة دولياً ، وتدمير البنية التحتية بالقطاع من مساجد وكنائس ومستشفيات ومدارس وجامعات ومرافق عامة ، فوجئنا بردة فعل حكام العرب ، الذين استقبلوا تلك المذابح بمواقفهم السلبية التى اعتادوا عليها ، وظهروا مغيبين عن الواقع الذى يحيط بهم ، والمخاطر التى تنتظرهم ، من عدو متربص ، يتحين الفرصة للانقضاض والقضاء عليهم.

 

وللأسف فوجئنا بين الشعوب العربية بمن لا يقدر حجم المصيبة التى ألمت بنا جميعاً كعرب ، علماً بأن مجرد اهتمامهم بمتابعة قمة السلام الأخيرة ، التى احتضنتها القاهرة ، وقراءة الملامح التى ارتسمت على وجه الرئيس السيسى ، طوال فترة انعقادها ، لقرأوا المشهد السياسى بشكل كامل ، والمخاوف التى يحملها هذا الرجل بداخله ، حول مستقبل الدول العربية والمنطقة بأكملها ، فهو فى النهاية رجل مخابرات فى المقام الأول.

 

فقد كان يعتقد أن ما شاهده حكام العرب من مذابح حقيقية وإبادة كاملة لأهلنا فى غزة ، سيشعل حماستهم ويحرك بداخلهم نخوة العروبة ، ويدفعهم لاتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد العدو الصهيونى ، مواقف تشجعه وتجعله قادر على اتخاذ قرارات قوية لردع العدو الصهيوني ، ولكنه أصيب بخيبة أمل ، ووجد نفسه أمام حقيقة مفجعة ، حقيقة تؤكد أن ظهره مكشوف ، والنوايا تحاول الزج بمصر وحدها فى المواجهة ، ويتفرغون هم للمشاهدة بعيداً عن أى أخطار.

 

لقد انتظر الرجل قرار رادع من حكام الدول الموقعة على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل " ابراهام " ، قرار يقضى بإنهاء تلك المهزلة ووقف التطبيع بشكل كامل مع العدو الإسرائيلى ، كان يترقب أن تعلن عدد من الدول العربية مجتمعة ، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ، ووقف التعامل مع الادارة الأمريكية ، للضغط عليهما لوقف تلك المجازر الوحشية ، ملامح السيسى عكست امتناع عدد من الدول العربية وعلى رأسها الجزائر وتونس ، عن حضور قمة السلام بالقاهرة ، لأنها ببساطة أيقنت أن الفجوة بين معظم الدول العربية لم تصل بنا إلى أى شئ ، والجميع يلهث وراء سراب لا جدوى منه.

 

الرئيس السيسى مع الكلمات التى ألقاها ممثلى الدول الغربية ، خلال قمة القاهرة ، ارتسم المشهد النهائى بشكل كامل على ملامح وجهه ، ولولا أنه بين ممثلى دول العالم ، والقمة منقولة بجميع وسائل الإعلام العالمية ، لصرخ فى وجه ممثلى الدول العربية " فوقوا هنضيع كلنا "

 

الرجل يعرف أن هذا التصعيد الإسرائيلى ، والتحركات الأمريكية ، وما يحدث بجنوب لبنان ، ربما يأخذ المنطقة كلها إلى حرب اقليمية شاملة ، تطورها لحرب عالمية ثالثة بمنطقة الشرق الأوسط أمر وارد ونتيجة مطروحة يشعر بها ويعرف ما ستخلفه من دمار وانهيار لدول المنطقة ، وتشاهده خلال تلك القمة ، وهو غارق داخل عقله ، يفكر فى المصير المشؤوم الذى ينتظر العرب والمسلمين ، والعبارة الشهيرة " كل حلفاؤك خانوك يا ريتشارد " تطارده فى نومه ويقظته.

 

الرجل فى رقبته أكثر من 100 مليون مواطن ، مسئول عنهم أمام الله ، وأى قرار سيتخذه سيتحمل وحده عواقبه ، وكان يأمل فى مساندة عربية وتكاتف يجعله يقف على أرض صلبة ، لإنقاذ أهالينا من الذبح فى غزة ، ولكنهم تركوه ينزلق بقدماه فى مستقبل يزداد غموضاً ، ومصير لا يعلم مداه إلا الله للمنطقة كلها ، ملامح السيسى يا سادة بما تحمله من تعبيرات واضحه ، ترسم شهادة وفاة لمعظم حكام العرب.

 

الوضع بالفعل لا يحتمل أنصاف الحلول ، لقد عزم الغرب على محو دولة فلسطين من الوجود وتغيير خريطة الشرق الأوسط ، كما أعلنوا هم مع بداية تلك الحرب ، وكأننا تحولنا برغبتنا لدمى يحركها الغرب كيفما شاء ووقتما شاء ، لقد أسقطت كتائب عز الدين القسام ، بما فعلته من نصر تاريخى فى السابع من أكتوبر على الجيش الإسرائيلى ، جميع الأقنعة المزيفة عن كل الوجوه ، وكشفت عوراتنا كعرب ، ودقت ناقوس الخطر الذى يطاردنا ، والتفكك الذى أصاب أمتنا العربية والإسلامية ، لابد أن نرفع القبعة لتلك الكتائب التى أزاحت الستار لتكشف ما فينا من عيوب وخطايا ، عكستها بوضوح ملامح الرئيس السيسى خلال قمة القاهرة.

 

شكراً لكتائب القسام ، التى أضاءت اللمبة الحمراء لكل العرب حكاماً وشعوب ، لتحديد عدوهم وطريقة تعامله معهم ومع قضاياهم وعقيدتهم ،  لعلهم يفيقوا من غفلتهم ، ويغيروا من سياستهم الخاطئة ،  وينبزوا كل الخلافات مهما كانت ، ويختاروا طريق الاتحاد والتعاون بينهم والذى يحولهم من حالة الخنوع تلك ، لقوة يحترمها الغرب رغماً عن أنفوفهم "  اللهم قد بلغت اللهم فأشهد "

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف