معهد أمريكى يحذر إسرائيل من الحرب البرية
متى
تنتهى حرب إسرائيل على غزة ؟ ومتى تتوقف عمليات القصف والإبادة للشعب الفلسطينى
داخل القطاع ؟ وما هى خطة إسرائيل لإنهاء تلك الحرب وتحقيق ما تتطلع إليه من أهداف
؟ وهل هناك صعوبات ستواجه إسرائيل في سبيل تحقيق تلك الأهداف ؟ كلها أسئلة مطروحة
على الساحة ، لتوضيح الرؤية الشاملة لمستقبل تلك الحرب.
القوات البرية الإسرائيلية |
فمن الواضح وخلال التحركات الإسرائيلية خلال الساعات الأخيرة ، أن هناك سيناريو وضعته الحكومة الإسرائيلية ، لإنهاء تلك الحرب , وهو السيناريو الأقرب لما يحدث على أرض الواقع ، سيناريو متفق عليه مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول حلف الناتو، ومع ذلك هناك صعوبات تواجه الجيش الإسرائيلى ، ولاسيما في حال دخوله حرب برية ، كشف عنها معهد " الحرب الحديثة " الأمريكى ، والمتخصص في الشؤون العسكرية
شمال غزة والسيطرة الإسرائيلية
تقوم الخطة
الإسرائيلية على عدة محاور ، لإعلان إنهاء حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى بقطاع
غزة ، المحور الرئيسى ، يتمثل في تهجير كل الفلسطينيين من الضفة الغربية بالكامل
وشمال غزة ، ونزوحهم لجنوب القطاع ، واجبار أكثر من 2 مليون مواطن فلسطينى على
العيش في مدن الجنوب ، والتى تضم دير البلح والنصيرات والبريج وخان يونس وعبسان
وغيرها ، علماً بأن عدد سكان الشمال يصل إلى ضعف السكان بالجنوب ، حيث يقطن بها ما
يقرب من مليون و200 ألف مواطن ، مما سيؤدى إلى أزمة سكانية ضخمة في الجنوب.
وبدأت إسرائيل تنفيذ
مخططها ، بالقصف الوحشى باستخدام الطيران الحربى لتدمير المنازل والمرافق العامة ،
للقضاء على أى ملامح للحياة بشمال القطاع ، لإجبار مواطنى الشمال للنزوح للجنوب ،
ويدل على ذلك قيام الجيش الإسرائيلى بإبلاغ سكان شمال غزة بالهجرة إلى الجنوب ،
بدعوى أنها ستقصف معاقل لحماس بالشمال وستدمر كل شئ ، ورغم أن عدد من السكان
استجاب لتلك الدعوات الخبيثة ، إلا أن الطيران الإسرائيلى استهدف المدنيين أثناء
تنقلهم إلى جنوب القطاع ، مما أدى إلى استشهاد 70 مواطن ، وهو تصرف من الجانب الإسرائيلى
لتخويف المواطنين ومنعهم من التفكير في العودة مرة أخرى للشمال.
وكشفت بعض المصادر ،
أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أبلغ الرئيس الأمريكى بايدن ، بتفاصيل
مخططه ، فوافق عليه الأخير على الفور ، وبدأت تحركات الولايات المتحدة العسكرية مع
عدد من الدول الأوربية لتأمين العدو الصهيونى ، خلال تنفيذ هذا المخطط ، الذى
يتوقع أن يقابله غضب شعبى عارم بين الدول العربية ، وربما يدفع جهات أخرى للدخول على الخط وإعلان الحرب
على إسرائيل ، كما حدث من حزب الله جنوب لبنان.
وتهدف إسرائيل من
وراء تهجير قطاع غزة بشكل كامل من سكانه ، حتى تبدأ خطوتها الثانية المحفوفة
بالمخاطر ، والتى يتوقع أن تكون خسائرها وخيمة على الجيش الإسرائيلى ، وهو
الاجتياح البرى للقطاع ، والدخول في حرب مباشرة على الأرض مع عناصر المقاومة ، وهى
حرب ستكون صعبة للغاية على العدو الإسرائيلى ، لعدة اعتبرات ، أولاً الطبيعة
الجغرافية لشمال غزة وما بها من أنفاق وسراديب تابعة للمقاومة ، والتى ستستخدم
أساليب العبوات الناسفة والمتفجرات وحرب الشوارع لاستهداف الجيش الإسرائيلى ، فضلاً عن أن
التاريخ يؤكد أن الجندى الإسرائيلى لا يتقن حرب المواجهات المباشرة على الأرض ، لذلك من
المتوقع أن تساعد قوات الجيش الأمريكى إسرائيل في تلك الحرب البرية.
وبالتزامن مع القصف
الوحشى للطيران الإسرائيلى على قطاع غزة ، بدأ الجيش الإسرائيلى حملة موسعة على
الفلسطينيين المقيمين بالضفة الغربية ، واعتقال ما يزيد عن 100 مواطن فلسطينى
والزج بهم بسجون الاحتلال ، والتضييق على السكان بالضفة لإجبارهم على ترك منازلهم
، ليكتمل المخطط الصهيونى ، بتطهير الضفة الغربية بالكامل وشمال قطاع غزة من أى
تواجد فلسطينى ، وتركهم يعيشون في جنوب
القطاع فقط .
الهدف الصهيونى لإخلاء شمال غزة
عندما بدأ الجيش
الإسرائيلى ، استهداف قطاع غزة ، وبداية عملية السيوف الحديدية للرد على طوفان
الأقصى الذى شنته كتائب المقاومة ، خرج بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ،
ليؤكد بأن حربهم على القطاع سوف تغير خريطة الشرق الأوسط ، وكان يقصد في بداية
الأمر اجبار الفلسطينيين بالرحيل عن القطاع بالكامل وتهجيرهم إلى رفح بشمال سيناء
، ولكنه فوجئ بموقف مصر الصارم تجاه هذا الأمر وبدأت القيادات العسكرية الإسرائيلية
، التعديل من موقفها ونفى تصريحاتها بمطالبة الفلسطينيين بترك القطاع والتوجه
لشمال سيناء ، لاسيما بعدما كشرت مصر عن أنيابها ، وحركت جزء من قوتها العسكرية تجاه الحدود بمدينة رفح ، وتهديد الجانب المصرى
لإسرائيل من مغبة تلك التصريحات الغير مسئولة
تدمير قطاع غزة |
ومن هذا المنطلق تغيرت الخطة الإسرائيلية ،
وبدأت تفكر فى ضم الضفة الغربية بالكامل وشمال قطاع غزة تحت سلطتها ، واجبار
الفلسطينيين على العيش بمدن الجنوب فقط ، وبذلك تتمكن إسرائيل من السيطرة على
الأوضاع بقطاع غزة ، وتكثف جهودها بالشمال ، للكشف عن أنفاق وسراديب رجال المقاومة وتدميرها
، فضلاً عن عمل فاصل حدودى ما بين الشمال والجنوب ، يتعدى الـ20 كيلو مترات ، لمنع
أى توغل من جنوب القطاع للشمال.
وفى حال تنفيذ هذا
المخطط ، تنجح إسرائيل في الوصول للحلم الذى طالما كانت تبحث عن تحقيقه ، وهو
السيطرة الكاملة على الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين منها ، بل والسيطرة أيضاً على
شمال قطاع غزة ، وإقامة مستوطنات إسرائيلية بالشمال ويتحول الشمال للسيطرة
الصهيونية بشكل كامل ، وربما أيضاً تغيير اسم المدن بشمال القطاع لطمس أى تواجد
للجانب الفلسطينى.
وهذا ما فطن إليه بعض حكام العرب والمسئولون
الحقوقيون ، وطالبوا إسرائيل بوقف عمليات تهديد سكان شمال غزة وإجبارهم على
الانتقال للجنوب ، بحجج واهية ، والمتمثلة في استهداف كتائب المقاومة مع أن إسرائيل
تعلم جيداً ، أنه من المستحيل أن تنهى على رجال المقاومة إلا بالمواجهات المباشرة
وبحرب على الأرض ، والتى يتوقع لها أن تستمر لشهور طويلة ، وخسائرها ستكون فادحة.
الصعوبات التى تواجه إسرائيل في الحرب البرية
نشر معهد "
الحرب الحديثة " والمتخصص في الشؤون العسكرية ، تقرير مطول حول الصعوبات التى
تواجه الجيش الإسرائيلى فى حالة اتخاذ القرار بدخول حرب برية داخل شمال غزة مع
كتائب المقاومة ، على رأسها أن هناك ما يشبه مدينة كاملة تحت الأرض عبارة عن أنفاق
وسراديب ، ورجال المقاومة سوف يستخدموها لمباغتة القوات البرية الإسرائيلية ،
بجانب أن لدى حماس أكثر من 100 إسرائيلى كرهائن لدى المقاومة الفلسطينية ، من بينهم جنود إسرائيليين ، وذكر التقرير أن من
بين الصعوبات أيضاً ضم حماس لعدد كبير من القناصة ، الذين يستطيعون استهداف الجنود
الإسرائيليين ومن مسافات بعيدة ، أضف إلى ذلك حسب التقرير امتلاك كتائب المقاومة
لآلاف الصواريخ ، والتى قد تستخدمها لاستهداف الدبابات والقوات البرية الإسرائيلية
، فضلاً عن التوقع بتفخيخ المقاومة لإنفاق كاملة لاستهداف أكبر عدد من الجنود
الإسرائيليين.
والسؤال الآن هل تنجح
إسرائيل في تنفيذ هذا المخطط ؟ وتعيد كما أكد مسئوليها رسم خريطة الشرق الأوسط
بتلك المنطقة ، أما سيكون هناك موقف حاسم من جميع الدول العربية ، ويفيقوا من
غفلتهم ، لوقف هذا المخطط والضغط على الولايات المتحدة والغرب لإيقاف تلك الحرب ،
وحل المشكلة الفلسطينية بشكل جذرى ، هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.