google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

وصايا شهداء غزة كلمات حزينة تدمى القلوب

الحروب على غزة ، أصبحت مرتبطة ببعض العادات الاجتماعية والانسانية ، لطول أمد تلك الحرب ، وكثرة عدد الشهداء من أبناء فلسطين على يد العدو الإسرائيلى ، حيث أصبحت الوصايا والأشعار والكلمات المؤثرة التى يخطها أبناء القطاع قبل استشهادهم بأيام قليلة ، تروى قصص حزينة تدمى القلوب ، وتعبر عن تاريخ من القهر و الظلم الذى أصاب هذا الشعب المغلوب على أمره.

 

وصايا شهداء غزة كلمات حزينة تدمى القلوب
بعض الأطفال من شهداء غزة


فقد انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية ، على صفحات والتواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا ، عدداً من الوصايا والكلمات المعبرة ، خطها شهداء من قطاع غزة قبيل استشهادهم ، وصايا تحمل كلمات وعبارات حزينة ، تصرخ حروفها من مدى الظلم والقهر الذى تعرض له هذا الشعب المنهوب حقه وأرضه ، فى ظل صمت تام من جميع دول العالم.

 


الشهيدة الطفلة هيا

 


أكثر الوصايا التى تركها شهداء من قطاع غزة قبل استشهادهم ، تأثيراً فى الرأى العام العربى ، وتناولها الملايين على السوشيال ميديا ، وصية خطتها الطفلة " هيا " بنت التسع سنوات ، قبل استشهادها بيومين فقط ،  حيث قالت فى وصيتها " مرحباً أنا هيا ، أنا نقودى 80 شيكل ، وبعد استشهادى ، 45 شيكل لماما ، و5 لزينة ، و5 لهاشم ، أما ألعابى وجميع أغراضى لصديقاتى زينة وريما ومنه وأمل ، وملابسى لبنات عمى ، وإذا تبقى شئ تبرعوا به للفقراء والمساكين ، واكسسواراتى لبنت عمى وبنت خالى هبه ، وكانت تلك آخر الكلمات التى خطتها تلك الطفلة البريئة قبل استشهادها لينقذها الله من براثن هذه الغابة التى تعيش فيها ، ويبعدها ببراءتها من هذا العالم الظالم واختار لها أن تكون بجواره تعالى.

 


ومن بين وصايا شهداء قطاع غزة ، وصية أو رسالة كتبها الشهيد أبو شهد ، والذى امتلأت صفحاته على السوشيال ميديا ، بعبارات وكلمات تعبر عن كم المعاناة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى المقهور ، وما يشاهدوه من قصف طوال الليل ، يحرمهم حتى من النوم مثلهم مثل كل الناس ، وكتب هذا الشهيد قبل استشهاده بساعات قليلة " أنه يسكن فى مدينة دير البلح بقطاع غزة ، وقبل كتابة وصيته ، خط بيديه عبارات مأساوية من بينها على سبيل المثال " البلح يتساقط فى دير البلح للتعبير عن سقوط  الشهداء بالمدينة كما يسقط البلح من على الشجر

 

وخط الشهيد وصيته قال فيها " لقد تركت الدنيا ينعمون بها هم ، بظلمها وقساوة أهلها ، وغياب عدالتها ، وسلمت روحى لبارئها ، وأترك زوجتى وطفلى شهد ويوسف أمانة فى أعناقكم جميعاً " ، ولكن مشيئة الله جاءت لينال الشهادة مع زوجته وطفليه ، وكأن الله تعالى اختار له أن يصطحب زوجته وأبنائه معه ليرحمهما من مصير مجهول ينتظرهما بعد استشهاد الوالدين.

 


أما الشهيد  " فراس " هذا  الشاب الذى يبلغ من العمر 17 عاماً ، فقد أهتم بصورة كبيرة فى تدويناته على السوشيال ميديا ، بكتابة آيات من كتاب الله ، تدور معظمها حول نصر الله لعباده المسلمين ، وعبر فى بعض عباراته عن غضبه من بعض حكام العرب ، التى طبعت مع العدو الإسرائيلى ، وعبر فى احدى عباراته عن رفضه تطبيع السعودية مع الكيان الصهيونى ، وتشعر وكأنها وصية قبل استشهاده  

 

فقد جاءت وصيته ، فى صورة رسالة لولى العهد السعودى محمد بن سلمان ، قال فيها " إن أرضكم ولى العهد طاهرة ، فقد كرمكم الله تعالى بالكعبة والمسجدين الشريفين على أرضكم ، ويزور أرضكم الطاهرة كل سنة  ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم ، فحافظوا على أمانة الله تعالى لكم ، ولا تندسوا أرضكم الطاهرة مع عدو الله وعدوكم " وعقب هذه الرسالة بـ 43 يوماً كتب الله تعالى لفراس الشهادة ، وبعض أصدقائه وأقاربه نشروا صوره على السوشيال ميديا ، وطالبوا بالرحمة له مؤكدين استشهاده فى إحدى غارات العدو الإسرائيلى على قطاع غزة.    

 


 وصايا شهداء غزة تاريخ لا ينتهى



كلما قام العدو الصهيونى بمجزرة ضد الشعب الفلسطينى الأعزل ، تخرج الكلمات والعبارات والوصايا من أبناء القطاع ، والتى تتحول لذكرى  يتناقلها الفلسطينيون ، مع كل مذبحة جديدة ، حتى تعددت مثل هذه الوصايا ، والتى بدأت مع  احتلال أرض فلسطين عام 1948.


ومن أشهر تلك الوصايا ، وصية باسل الأعرج ، وهو مقاوم وثائر فلسطينى ، كان صيدلياً ، وتخرج من جامعة القاهرة بمصر ، واشتهر بكتاباته للمقاومة ضد العدو الصهيونى ، وقامت قوات الاحتلال باغتياله فى مارس من عام 2017  

 

وكتب فى وصيته ،  " تحية العروبة والوطن والتحرير، أما بعد فإن كنت تقرأ هذا فهذا يعني أني قد مِتُّ، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلب سليم مقبل غير مدبر بإخلاص بلا ذرة رياء ، أوصيكم بحب الوطن ، كما هي وردة بحاجة الى رعاية ، تفوق حب الحبيبين، تفوق النظر الى الدنيا الزائلة بقول يتنفس به الصبح بشكر الله على محيانا في أرض فلسطين.

 

وفى نفس العام استشهد  الشاب ،  قتيبة زياد زهران ابن الـ 16 عاماً برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى الغاشم  ، وكتب قبل استشهاد لأهله قائلاً "  الحمد الله رب العالمين ، ناصر المجاهدين ومذل اليهود الملاعين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد المجاهدين ، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وجاهد جهاده إلى يوم الدين وبعد

 

 أهلى الغاليين ، ها أنا قد حققت أمنيتي ، وأقبلت على الشهادة في سبيل الله بعزيمة المجاهدين ، ورحلت عن هذه الدنيا الفانية ، مسرعاً إلى الدار الباقية الخالدة في جنات النعيم ، لألقى المصطفى صلوات الله عليه ، و النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، ولتعلموا يا أهلي بأني لم أتركّم ضيقاً ولا وحشة منكم ، ولكن الشهادة نادتني بعد أن تمنيتها منذ حين.

 

أمى الغالية سامحينى ، إن رضا رب العالمين عليّ مرهون برضاك ، وإن أمنيتي لن تتحقق إلا بفك هذا الرهان، ولن تكتمل أمنيتي دون صبرك واحتسابك لي عند الله شهيداً مجاهداً في سبيله ، وإعلاء كلمته أولاً، وثأراً لدماء شهداء فلسطين ولا تبكي عليّ وزغردي فهذا عرس ابنك الشهيد .

 

أخوتى الأعزاء ، كونوا عوناً لأمكم وابوكم  ، وكونوا من الصابرين المحتسبين، واثبتوا وليشد بعضكم أزر بعض ، ولتسامحوني إن كنت قد أخطأت في حق أحدكم، ولتتمسكوا بدين الله وحبله المتين ، ولا تنسوا ما طلبته منكم ،  قبل أن أغادركم بأيام قليلة إرضاءً لوجه الله الكريم.

 

سامحوني جميعاً، فأنا إن قصّرت معكم في الدنيا، فلن أكون من المقصرين معكم يوم القيامة بإذن الله تعالى ، ووصيتى لكم  يا أهلي ، بأن لا يبكي أحدٌ في زفتي للجنة، بل وزعوا التمر وزغردوا في عرس الشهادة  ، وختاماً أقول لكم إلى اللقاء قريباً بإذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

 


عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف