يبدو أن الرئيس الأمريكي بايدن ومعه دول حلف الناتو الأوربية ، أخذوا يفكرون في تنفيذ المشروع الذى كانت الإدارة الأمريكية تخطط له من قبل ، أثناء حكم الرئيس الإخوانى محمد مرسى لمصر ، بإيجاد وطن بديل للفلسطينيين في رفح شمال سيناء ، وتهجيرهم من قطاع غزة والضفة الغربية ، ليسيطر عليهما الكيان الصهيوني ، وضم الجبهتين لسيطرة إسرائيل ، وهو المخطط الذى تمكنت الأجهزة الاستخباراتية في مصر من اكتشافه وقتها ، ونجحت في إجهاضه بالإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية.
تدمير كامل لقطاع غزة ضمن مخطط تهجير الفلسطينيين لسيناء |
الغرب يستغل هجوم القسام لإحياء المخطط
الرئيس
بايدن ، الذى انخفضت شعبيته بصورة واضحة بين الشعب الأمريكى ، خلال الفترة الأخيرة
، أخذ يبحث عن طوق النجاة لإعادة الثقة بينه وبين شعبه ، فاستغل الضربة العسكرية
التى تعرضت لها المستوطنات اليهودية على يد كتائب القسام ، لإعادة مشروع ايجاد وطن
بديل للشعب الفلسطينى ، بمدينة رفح بشمال شبه جزيرة سيناء ، وتهجير الفلسطينيين في
الضفة وقطاع غزة ، باتجاه مدينة رفح بشمال سيناء ، والسيطرة على المعبر وإغلاقه
بشكل كامل
ويطلع
على تفاصيل هذا المخطط دول حلف الناتو الأوربي ، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا
وإيطاليا ، حيث تسابق قيادات تلك الدول في إصدار التصريحات التى تدين الجانب
الفلسطينى ، وتدعى بأن ما تعرض له العسكريين والمدنيين في المستوطنات اليهودية
بمنطقة غلاف غزة ، وبعض المناطق بالضفة الغربية ، عمل إرهابي ، قامت به كتائب القسام
ضد المدنيين الإسرائيليين ، وغضوا البصر
تماماً عما تعرض له الشعب الفلسطينى من إبادة شاملة لهم ، بالقصف بشكل وحشى من قبل
الطائرات الإسرائيلية ، التى لم تتوقف عن القصف وهدم المنازل والمرافق الحيوية من
محطات الكهرباء والمياه والطاقة وخلافه ، وقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين
وتكشفت
النوايا تجاه هذا المخطط ، مع أول تصريح لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى
، والذى طالب من خلاله بأن يترك الفلسطينيين منازلهم في قطاع غزة ، لأن الجيش
الصهيونى سوف يدك المنازل على رأس أصحابها ، ويحول القطاع إلى خرابة ، وأعقبه
تصريحات عدد من القادة العسكريين في الجيش الإسرائيلى ، الذين بدأوا في إصدار
التصريح تلو الأخر يطالبون من خلالها الفلسطينيين بترك القطاع والتوجه إلى رفح شمال
شبه جزيرة سيناء ، وذلك بشكل صريح وواضح.
ويؤكد
المراقبون ، أن الكيان الصهيونى ، بدأ في تشديد الحصار على الفلسطينيين داخل قطاع
غزة والضفة الغربية ، لإجبارهم على ترك منازلهم ، والانتقال في اتجاه رفح المصرية
، على اعتبار أنها الجهة الوحيدة أمام الشعب الفلسطينى للجوء إليها ، واستخدمت
الحكومة الصهيونىة كل الأساليب الوحشية ، لتنفيذ هذا المخطط ، والتى بدأتها بقطع
جميع المرافق الحيوية عن القطاع ، وضرب وتدمير الأسواق ومناطق بيع الأغذية ، حتى
أصبح القطاع بدون طعام ومياه وكهرباء ، بل وضرب المستشفيات وسيارات الإسعاف ، حتى
لا يجد المصابين من الفلسطينيين الأماكن التى تساعد على علاجهم ، ووصل القصف إلى تدمير
المساجد و المؤسسات التعليمية من بينها الجامعة الإسلامية وعدد من المدارس.
وكشف
المراقبون ، أن تحرك حاملة الطائرات الهجومية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية ، تجاه البحر المتوسط ، بالقرب من منطقة الصراع
، يؤكد نوايا الولايات المتحدة وإسرائيل ، حيث يتضح من هذا التوجه ، أنه رسالة تخويف وردع دول المنطقة وعلى رأسها إيران ، حتى لا تتدخل في
هذا الصراع ، حتى يمنح الفرصة كاملة لمواصلة
قصف الطائرات الإسرائيلية لقطاع غزة وتدميره بشكل كامل.
فضلاً عن استخدام الجيش الصهيونى للصواريخ
العنقودية والفسفورية المحرمة دولياً ، ولا سيما بحى الكرامة بقطاع غزة ، وهو ما
أعلن عنه المكتب الإعلامى لحركة حماس ،
ويرى المراقبون ، أن تهديد الحكومة الصهيونية ، باستهداف الشاحنات التى تنقل
المساعدات الغذائية والطبية ، من مصر عبر معبر رفح لقطاع غزة ، جزء من هذا المخطط
، والذى دفع الطيران الصهيونى ، لقصف المعبر من ناحية فلسطين وإحداث بعض
التلفيات بالمنطقة.
وحتى
يستكمل الجانب الأمريكى الصهيونى ، مخططهم الوحشى ، بدأت الملاحقات والمضايقات من
جانب الجيش والحكومة الإسرائيلية ، لوسائل الإعلام والقنوات الفضائية ، المنوط بها
نقل تلك الحرب ، وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية ، فضلاً عن قطع كافة وسائل
الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة والضفة الغربية بشكل كامل ، حيث يبحث الكيان
الصهيونى ، عن التعتيم الإعلامى الكامل ، حتى
يتثنى للجيش الإسرائيلى التصعيد بشكل أكبر من حملته الشرسة ، لإبادة الشعب الفلسطينى
وتهجيره بشكل كامل من داخل القطاع
مصر تكشف المخطط وتحاول حل الأزمة
ومن جانبها ، كشفت الأجهزة الاستخباراتية في مصر ، ما يخطط له الغرب فى الصراع الإسرائيلى مع الفصائل الفلسطينية ، وبدأت وزارة الخارجية المصرية ، تكثف من جهودها من أجل تهدئة الأوضاع بقطاع غزة ، وقطع الطريق عن تنفيذ مخطط الغرب ، حيث كثف سامح شكرى وزير الخارجية المصرى ، من اتصالاته بعدد من كبار المسئولين ووزراء الخارجية لعدد من الدول ، أطلعهم من خلالها على دور مصر القوى ، لتهدئة الأوضاع بقطاع غزة ، ومحاولة الجانب المصرى ، إرسال المساعدات الإنسانية لأبناء القطاع ، لولا قصف الطيران الإسرائيلى للمعبر من الجانب الفلسطينى ، لمنع وصول تلك المساعدات.
سامح شكرى وزير خارجية مصر |
واستقبل
وزير الخارجية المصرى ، تور وينسلاند منسق
الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ، والسيد فيليب لازاريني المفوض
العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك
في إطار متابعة تطورات وتداعيات التصعيد العسكري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني،
والعمليات العسكرية ضد قطاع غزة وتداعياتها الإنسانية الخطيرة.
وكشف
المتحدث باسم الخارجية، أن مناقشات الوزير شكري مع المسئوليّن الأمميين ، تركزت على
تبادل الرؤى والتقييمات ، تجاه سبل التخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية التي يتعرض
لها أبناء الشعب الفلسطيني ، تحت نيران القصف الإسرائيلي العنيف والمستمر، حيث
توافقت الرؤى حول ضرورة تجنيب المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، التعرض
لمخاطر التصعيد العسكري القائم، سواء داخل قطاع غزة أو في محيطه.
وأكد
الوزير سامح شكري ، على الدعم المصري الكامل للأجهزة الأممية المعنية، للاضطلاع بدورها الهام في ضمان انتظام الخدمات
الحيوية ووصول المواد الإغاثية لأهالي قطاع غزة ، محذراً من مغبة التوسع في تنفيذ
سياسات العقاب الجماعي والتجويع والحصار بالمخالفة لأحكام القانون الدولي
الإنساني، لما لذلك من آثار وخيمة على تدهور الأوضاع الإنسانية للمدنيين.
كما
أعرب وزير الخارجية ، عن قلق مصر البالغ تجاه
القصف الذي أصاب مدرسة تابعة للأونروا ، تأوي عائلات نازحة في قطاع غزة ، حيث اتفق المشاركون فى اللقاء على ضرورة احترام
الوضعية الخاصة لمقرات ومرافق وكالة الأونروا في القطاع ، باعتبارها محورية لتقديم
الخدمات الأساسية للفلسطينيين، وتوفر ملاذاً آمناً للمدنيين في مثل تلك الظروف
الصعبة.
وحرص
شكرى خلال اللقاء ، على تأكيد موقف مصر الثابت والراسخ ، تجاه ركائز حل وتسوية
القضية الفلسطينية، حيث لفت الانتباه إلى أن مصر سبق وأن أكدت على مخاطر غياب أفق
الحل ، وتزايد حدة الاحتقان لدى الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الحل الشامل والعادل
للقضية الفلسطينية هو الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام والتعايش السلمي بين الجانبين
الفلسطيني والإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين.