يبدو أن عملية اجتياح غزة برياً ، يحيط بها الغموض بصورة كبيرة ، فى ظل رفض بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ، اتخاذ القرار النهائى للبدء فى تلك العملية ، خوفاً من حدوث أمر مفاجئ يعرض الجيش الإسرائيلى لخسائر فادحة سواء كانت بشرية أو فى المعدات العسكرية ، ويكون هو المسئول الأول عن اتخاذ مثل هذا القرار ، لاسيما بعدما وصل إليه معلومات تؤكد أن كتائب حماس تنتظر الجيش الإسرائيلى بسلاح " السراديب الملغمة " التى تمثل خطراً حقيقياً على القوات البرية الإسرائيلية.
أنفاق حماس ترهب الجيش الإسرائيلى |
فما هى قصة تلك السراديب المفخخة ؟ وما هى طبيعتها ومدى
خطورتها ؟ فمع اليوم الخامس للقصف الجوى من جانب الطيران الإسرائيلى لقطاع غزة ،
والتدمير الشامل لمنازل المواطنين ، والجيش الإسرائيلى يعلن عن استعداده للحرب
البرية ، وحدد موعد الاجتياح فى اليوم الثامن من بداية الحرب ، ولكن وبدون أسباب
مقنعة ، أكدت القيادة الإسرائيلية ، إلغاء فكرة الاجتياح البرى فى هذا اليوم ،
بدعوى سوء الأحوال الجوية وسقوط الأمطار ، وأخذت إسرائيل تؤجل عملية الاجتياح
البرى لعدة أسباب ، يأتى على رأسها رفض نتنياهو نفسه المجازفة بالتوغل البرى دون
مزيد من الدراسة للوضع العام ، فضلاً عن تحذير بايدن الرئيس الأمريكى للإدارة
الإسرائيلية ، بضرورة توخى الحذر خلال عملية الهجوم البرى
بايدن نقل لنتنياهو مخاوف أحد الأجهزة الاستخباراتية
الأمريكية ، بأن كتائب المقاومة تنتظر الجيش الإسرائيلى بسلاح مدمر أطلقوا عليه
اسم " السراديب المفخخة " وهو أسلوب درسته حماس جيداً ، ويقوم على
اختيار منطقة مربعة يتواجد على كل رأس من
الرؤوس الأربعة لتلك المنطقة ، سرداب على عمق متر ونصف ، ويتصل كل سرداب بالآخر
بنفق اتساعه 3 أمتار ، على أن تأخذ تلك الأنفاق الشكل الهندسى " التقابل
الرأسى " ، وتقوم حماس باستخدام الألغام شديدة الانفجار فى
تلك السراديب ، غالباً ما ستكون من مادة " tnt " مضاف إليها مواد كيمائية أخرى تساعد
فى شدة الانفجار.
كما يتم وضع مواد أشد فى الانفجار ، داخل الأنفاق الموصلة
للسراديب ، وغالباً ما تستخدم كتائب المقاومة مادة " ردكس " وهى عبارة عن مسحوق أبيض
يتميز بقوته الانفجارية العالية جداً ، وفى الغالب تكون البداية ، بتفجير السراديب يليها بثوانى معدودة الأنفاق ، مما يصيب الهدف ويوقع خسائر فادحة فى
المركبات العسكرية والأفراد ، ومع الانفجار تنتشر أفراد من كتائب المقاومة لقصف أى
مركبة عسكرية أو أفراد يحاولون الفرار من هذا الجحيم.
وكشف الرئيس الأمريكى للإدارة الإسرائيلية ، أن تلك
السراديب ، قامت حماس بإنشائها منذ عامين ، لاستخدامها فى حال شن الجيش الإسرائيلى
حرب برية على القطاع ، وطالب بايدن الإدارة الإسرائيلية بمحاولة الكشف عن أماكن تواجد تلك
السراديب أولاً ، ومحاولة تدميرها بالطيران قبل الاجتياح البرى ، الأمر الذى أقلق رئيس الوزراء الإسرائيلى ، وقرر
تأجيل عملية الاجتياح البرى ، مما أدى إلى خلاف بينه وبين عدد من قادة الجيش ،
الذين أكدوا جاهزيتهم للهجوم البرى ، وأن تأجيل القرار يأتى من القيادة السياسية ، هذا
بخلاف ما وصل لنتنياهو بأن كتائب المقاومة ، لديها شبكة أنفاق من الصعب السيطرة
عليها وتدميرها ، تفوق فى قوتها أنفاق حرب فيتنام .
الخبراء يحذرون إسرائيل من الاجتياح البرى
ذكرت صحيفة هآرتس ، أن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى
، لديه مخاوف داخلية ، من عملية الهجوم البرى على قطاع غزة ، وقراره غير واضح فى
هذا الشأن ، حيث كشفت تصريحاته لقيادات الجيش أن التردد يسيطر عليه ، و التى أكد من
خلالها ، أنه يجب عدم التسرع فى الاجتياح
البرى لقطاع غزة ، وأنه لابد من الكشف عن شبكة الأنفاق الضخمة والمتشابكة لكتائب
المقاومة ، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلى قام بتجربة أكثر من نوع من القنابل التى تطلق عن
طريق الطائرات ، لتدمير الأنفاق والقضاء
على من فيها من مقاتلين ، ولكن تلك
القنابل أثبتت فشلها.
وخرج نير ديفورى
، محلل القناة 12 الإسرائيلية ، بتصريحات للقناة ، أكد من خلالها ، أن الاجتياح
البرى لقطاع غزة ، صعب جداً ، لأنك لا تعلم إلى أين ستدخل ؟ وماذا ينتظرك هناك من مفاجآت ؟ مشيراً إلى أن
هناك مخاوف من احتفاظ كتائب القسام ، بترسانة من الأسلحة الخفية الغير معلوم نوعها
للجيش الإسرائيلى ، لاسيما وأن صحيفة "
واشنطن بوست " الأمريكية ، كشفت أن
حماس خلال السنوات الثلاث الأخيرة ، حصلت على أسلحة حديثة ومتطورة لم تكشف عنها بعد
، ومن الممكن أن تفاجئ بها الجيش الإسرائيلى ، بدء من الألغام شديدة الانفجار
والقنابل المزروعة على الطرق بأساليب خفية.
ومن جانبه أكد سكوت ريتر ، ضابط مخابرات سابق بالبحرية
الأمريكية ، أن القوات البرية لدى الجيش الإسرائيلى ، ليست بالقوة التى تسمح لها
بشن حرب برية ضد كتائب المقاومة بقطاع غزة ، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلى لا
يمتلك إلا فرق القوات الخاصة ، التى تستطيع المشاركة فى مثل هذه الحروب ، أم سلاحى
المشاة والمدرعات ، فأصبحت ضعيفة و أقل
جودة ، بعد أن تحولت المهام المكلفة لها من مهام قتالية إلى قوات تقوم بأعمال
الشرطة بالضفة الغربية ، و شاهدوا بأعينهم تكليفهم بتوجيه أسلحتهم لصدور أطفال
صغار ونساء وشيوخ ، مما جعلهم يفقدون احترامهم للجيش الإسرائيلى ، لأنه لم يعجبهم ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وأضاف سكوت ، أن هناك بعض الضباط داخل الجيش الإسرائيلى ، متذمرين بشكل كبير من تلك
الحرب ، ويقولون فيما بينهم ، أن هناك كمائن تنتظر قوات الجيش فى غزة عن طريق
حماس ، وجنوب لبنان عن طريق حزب الله ، واتهموا الأجهزة الاستخباراتية بأنها عمياء
لا ترى ، وطالبوا تلك الأجهزة بالذهاب لقطاع غزة للتحقق من الوضع هناك ، ووقتها
سوف تنصب لهم الكمائن من حماس وسيعودو جميعهم فى توابيت.
وحذر عدد من الخبراء العسكريين الإسرائيليين ، من قوة
حماس ، مؤكدين أنها تمكنت من حفر نظام متطور من الأنفاق ، منها ما يعرف بالأنفاق
المفخخة ، وتمتلك صواريخ مضادة للدبابات ، وأخرى مضادة للطائرات ، وتمتلك المسريات
الانتحارية والمتسكعة ، ولديها فرق هجومية تضم 7 فرق كل فرقة بها ما لا يقل عن 30
مقاتل ، تدريباتهم لا تقل عن تدريبات القوات الخاصة الإسرائيلية التى تتباهى بها
إسرائيل، وهى مسلحة بقذائف الآر بى جى والقنابل اليدوية والبنادق الهجومية ، كما
أن حماس حسب الخبراء ، تمتلك وحدات مضادة
للدبابات وهى مسلحة بصواريخ كورنيت الموجهه ، بجانب رشاش دوشكا السوفيتى القديم ، التى قامت بالتعديل عليه ، وأصبح مصمم لتدمير
المركبات العسكرية والطائرات ، ولديها سلاح
دفاع جوى من بينها صواريخ " نمبر 1 " وأخرى صواريخ تحمل على الكتف ،
وصواريخ تطلق من منصات أرضية ، بجانب تقنية ادارة
المعركة على المستوى الفردى والجماعات الصغيرة.