بقلم - محمد مقلد
عنوان هذا المقال ، ربما يكون غريب بعض الشئ على كل من يعرفنى ، ويعرف أن
اتجاهى سياسى بحت ، ولكن انتشار ظاهرة " الحب الجبان " خلال الفترة
الأخيرة بشكل مريب استفزتنى ، ودفعتنى رغماً عنى لإلقاء الضوء عليها ، لعلى أنجح
فى معالجة ولو جزء بسيط منها.
نعترف جميعاً أن أنواع الحب الدنيوى متنوعة ، أقساها الحب الرومانسى ، الذى
يقوم على مشاعر نبيلة طاهرة بين طرفين ويبحث دائماً عن النهاية السعيدة ، وهناك حب
المراهقة المضيع للوقت دون فائدة ، وحب ما بعد الزواج الذى يعد أفضلهم على الاطلاق
، والحب من طرف واحد المعروف بالحب الصامت الذى يشقى صاحبه.
ولكن أصعب وأفسد الأنواع ، حب طبيعته مقززة ، يسيطر عليه الوهم ، يغلفه
الخيانة بما تحمله من معانى قاسية ، تعذب من يتعرض لها ، وتذهب عقله ، ويغيب عن
وعى الحياه ويفقد الإحساس بالشعور بما يدور حوله ، وفى غالب الأحيان ينتهى
بالجريمة ، وهدم العش الذى أفنى صاحبه سنوات شبابه يحلم ببنائه.
وفوجئت بقلمى يطلق من تلقاء نفسه ، على تلك النوعية " الحب الجبان
" مبرراً ذلك ، بأنه حب يولد فى الظلام بعيداً عن الأعين ، يطارده الرعب
خوفاً من ظهوره أمام العامة ، ولما لا وهو يقوم على أساس هش ، ضاعت معه القيم
والفضيلة والعادات الاجتماعية التى نشأنا عليها فى مجتمعنا الشرقى ، حب تحرمه كل
الأديان السماوية ، عواطفه شاذه ، تلفظه المجتمعات التى تحافظ على القيم والمبادئ.
وأعترف أن اتساع مجالات السوشيال ميديا فى السنوات الأخيرة ، مهدت الأرض
وجعلتها خصبة ، لانتشار هذه النوعية الفاسدة من الحب ، حب ضحاياه أطفال لا ذنب لهم
إلا أن القدر وضعهم أمام مستقبل حالك الظلام ، رسمته بريشة الخيانة أمرأه من العار
أن أطلق عليها لفظ " أم "
ربما يسألنى البعض ، لماذا تفتح هذا الملف ؟ وما علاقتك أنت بمثل هذه الأمور ؟ لأننى يا
سادة ببساطة شديدة ، فوجئت بانتشار ظاهرة الحب الجبان ، بصورة مريبة خلال الفترة الأخيرة ، وبيوت عديدة
تهدمت وأسر تفككت وأطفال تشردت بسببها ، فضلاً عن رصدى لعدة حالات أبطالها سيدات
أعرفهن جيداً وأعرف أزواجهن المخدوعين فيهن ، الغارقين فى بحر من الوهم ، فنالت
هذه القضية من تفكيرى واهتمامى ، فهؤلاء السيدات لسن فى حاجة إلى اختيار طريق
الشيطان هذا ، للبحث عن مشاعر كاذبة ، هم أنفسهن يعرفن أنها خيال بعيدة عن الواقع
، تقلل من شأنهن أمام أنفسهن أولاً قبل أزواجهن وأبنائهن.
ووجدتنى أسأل نفسى ، بأى منطق تربى مثل هذه النوعية من السيدات المراهقات
أطفالهن ؟ وكيف تتقن تمثيل دورها الأسرى بهذا الابداع المحكم فى فيلم الحياة
الزوجية أمام زوجها المخدوع ، وتبادله مشاعر الفراش الواحد ؟ وهل الجسد وحده يكفى
؟ والأكرم لها أن تنهى مسلسل الحب الجبان هذا ، أما بالانفصال لتستكمل تمثيل دور
الفتاة المراهقة فى فيلمها الهابط ، أو تحترم نفسها ومبادئ دينها ، وتطرد الشيطان
من قلبها الأسود ، وتعود لرشدها وتتوب إلى الله ، وتقدر قيمة الرجل الذى تحمل اسمه
، وأبناء من الممكن أن تتسبب بمراهقتها فى وضعهم بموقف مخزى يظل يطاردهم طوال حياتهم.
ألا تعلمى أيتها الزوجة المتيمة ، أن الله تعالى يقول فى كتابه الحكيم
" إن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم "
صدق الله العظيم.
وأفضل ما قيل عن أمثالكم ما قاله على بن أبى طالب كرم الله وجهه
دع ذكرهن فما لهن وفاء.............. دع كرههن فما لهم وفاء
ريح الصبا وعهودهن سواء.......... يأسرن قلبك ثم لا يجبرانه
وقلوبهن
من الوفاء خلاء
ويأتى كاتبنا العملاق عباس محمود العقاد
ليصفكن بقوله
خل الملام فليس يثنيها ........ حب الخداع
طبيعة فيها
هو سرها وطلاء زينتها .....وطبيعة فى النفس
تحييها
فأعلمى أيتها المغيبة ، التى تتظاهرين أمام
الجميع ، أنك بنت ناس ، ومكتوب على جبهتك " أشرف أمرأه فى مصر " أنك
مكشوفة ، إذا لم يكن أمام الناس ، فيكفى أن الله تعالى مطلع عليك وعلى أفعالك
الشاذة ، أيتها المرأة المخادعة ، ألا تعلمى أن الطرف الآخر ، الذى تخونيين معه الرجل الذى تحملى اسمه ، يجلس بين أصدقائه ، ليتباهى بأنه على علاقة بامرأة متزوجة ، ويحاول
التخلص من النقص الذى يسيطر عليه ، ويثبت رجولته أمامهم بحبه الجبان المزيف لك ،
وأعلمى أن الله تعالى سوف يحافظ على سرك إلى حين ، ولكن من سلم عقله للشيطان
ويتمادى فى فسقه ، فافتضاح أمره هو النتيجة الحتمية لتصرفاته ، أفيقن يرحمكن الله
، وحافظن على دينكن أولاً ، قبل أن تحافظن على سمعة أزواجكن وأبنائكن ، قبل فوات
الآوان ، اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد.