بدأ البعض يطرح فكرة مجنونة ، في ظل فشل كل المفاوضات والاجتماعات الدولية والإقليمية في التوصل لحا جذرى لإيقاف الحرب على قطاع غزة ، الفكرة تتضمن الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي ، لإعطاء حلول متكاملة لتلك المشكلة ، واستخدام ما يتوصل له الذكاء الاصطناعى من قرارات لوقف الحرب في غزة ، بعدما فشل العقل البشرى في الخروج بقرارات صارمة لإنهاء تلك الأزمة.
الذكاء الاصطناعى هل يكون حل لحرب غزة |
الخطوات المجنونة لتدخل الذكاء الاصطناعى
يرى
البعض من خبراء التقنية التكنولوجية ، أن الحل الوحيد للخروج من أزمة حرب الإبادة
التى يشنها الجيش الإسرائيلى على غزة ، هو اللجوء للذكاء الاصطناعى للحصول على
القرارات التى توقف تلك الحرب ، في ظل فشل اجتماعات مجلس الأمن في ايقاف الحرب ،
وعدم تحقيق أى اجتماعات عربية أو أوروبية الهدف المرجو في هذا الشأن ، شريطة أن
يلتزم الجميع بتلك القرارات ، والتزام مجلس الأمن بالموافقة عليها فور تلقيها من
تقنية الذكاء الاصطناعى.
يطرح
أصحاب تلك الفكرة ، خطوات الاعتماد على الذكاء الاصطناعى ، بعقد جلسة لمجلس الأمن
، وخلال الجلسة ، يتم تغذية جهاز حاسوب بكافة المعلومات المتعلقة بالمشكلة
الفلسطينية بشكل كامل ، وعرض كل ذلك على الحضور من خلال شاشة عرض كبيرة ، على أن تتضمن تلك المعلومات كل ما يتعلق بالقضية
الفلسطينية دون مواربة أو تزييف ، بداية
من عام 1948 وحتى الآن ، والأحداث الهامة التى وقعت خلال تلك الفترة من حروب ومجازر
، والانتفاضات الفلسطينية التى وقعت في نفس الفترة ، وقرارات مجلس الأمن السابقة
حول تلك القضية ، على أن يتم تغذية الحاسوب بمعلومات دقيقة وحقيقية لضمان النتيجة العادلة
، والحصول على القرارات المحايدة لحل الأزمة.
وعقب
تغذية الحاسوب بتلك المعلومات كاملة ، يتم
تغذيتة بكل مشروع قرار يقدمه أى طرف من الدول المشاركة بمجلس الأمن ، شريطة أن
يكون مشروع القرار متكامل ، ويتضمن كافة الأسباب المتعلقة بتقديم المشروع ، موثق
بالأدلة الدامغة والأحداث والوقائع التى تدعمه ، على أن يكون هناك اتفاق بين جميع الدول المشاركة
على الالتزام بالنتائج والقرارات التى يصدرها الذكاء الاصطناعى ، وتنفيذها دون أى
تردد أو اعتراض ، ويكون القرار ملزم للجميع ، ويصدر بشكل رسمى من المجلس ، والبدء في
التنفيذ ، وعقب تغذية الحاسوب بكافة المعلومات ، يتم إعطاء تقنية الذكاء الاصطناعى
الأمر ليبدأ في إصدار القرار الخاص للخروج من تلك الأزمة.
ويرى
بعض المحللون السياسيين ، أن الإدارة الإسرائيلية ، ستعارض بشدة اللجوء للذكاء
الاصطناعى ، لإصدار قرارات خاصة بحربها على غزة ، لأن إسرائيل من أكثر الدول في العالم
تقدماً في التكنولوجية ، وتستخدم الذكاء الاصطناعى في مجالات عدة من بينها حربها
الدائرة حالياً على قطاع غزة ، ويدركون جيداً أن المعلومات والبيانات التى سيتم
تغذية الحاسوب بها للحصول على القرار ، من شأنها أن تصدر قرارات في غير صالحها ، حيث يتوقع أن تكون القرارات
الأقرب صدروها من الذكاء الاصطناعى ، وقف
الحرب ، واللجوء لحل الدولتين والالتزام بحدود عام 1967 ، وتقديم قيادات إسرائيل
التى شاركت في الحرب الأخيرة للمحاكمة بتهمة قيامهم بجرائم حرب.
الذكاء الاصطناعى و دوره في الحرب على غزة
كشف
عدد من ضباط الجيش الإسرائيلى ، عبر تصريحات لهم ، أن الجيش الإسرائيلى ، يعتمد بصورة كبيرة على تقنية الذكاء الاصطناعى في
حربه على قطاع غزة ، وذلك دون توضيح تفاصيل استخدام تلك التقنية ، ولا زالت مسألة
استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الجيش
الإسرائيلي يحيط بها السرية ، رغم أن ضابط
في الوحدة 8200 الاستخباراتية داخل الجيش الإسرائيلى ، أعلن أنه تم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد أماكن
تواجد قيادات حركة حماس ومنازلهم بقطاع غزة ، حتى يكون هناك دقة في استهدافها ،
وكلامه هذا يوضح كيفية استهداف منزل إسماعيل هنية القيادى الحمساوى في غزة ،
واستهداف منزل مدير مكتب الجزيرة في وسط القطاع وائل دحدود ، مما أسفر عنه استشهاد زوجته وأبنيه
وحفيده.
ويرى خبراء التقنيات والتكنولوجيا داخل الجيش
الإسرائيلى ، أن الاعتماد على الذكاء
الاصطناعي في معركتهم بقطاع غزة ، يرجع لعدة أسباب ، على رأسها أن الخوارزميات التكنولوجية
الحديثة ، تتفوق بشكل كامل على أى قدرات
وعقليات بشرية ، مدعين أن تلك التقنية
توفر الوقت في الحروب وتساهم في تقليل الخسائر ، وأكدوا أن الجيش الإسرائيلى في حربه على غزة ، ربما يستخدم تقنية خاصة بالذكاء الاصطناعي يطلق عليها " Fire Factory " والذي يفحص البيانات الخاصة بأهداف
الهجوم التى تم تحديدها سابقاً ، حتى يتم
تحديد كميات الذخيرة التى سيتم استخدامها ، واقتراح الجداول الزمنية لإنهاء هذا
الهجوم ، وتحديد الأولويات وتعيين الآلاف من الأهداف للطائرات والطائرات بدون
طيار.
ومع
اعتماد إسرائيل بتلك الصورة على الذكاء الاصطناعى ، إلا أن تلك التقنية سببت لهم
بعض القلق خلال الأيام الأخيرة ، بعدما استخدمه البعض ليعبر عما يعانيه الأطفال
والنساء الفلسطينيين من حرب إبادة بقطاع غزة ، من بينها صورة أصدرها الذكاء الاصطناعى لمجموعة من
الأطفال يتسابقون بين ركام المباني التى تم
تدميرها بالطيران الإسرائيلى ، حيث عبر عنهم الذكاء الاصطناعى بتحويلهم لملائكة
بأجنحة تطير أعلى هذا التدمير ، ويصعدون أكثر وأكثر للسماء ، كما قدم الذكاء
الاصطناعى تعبير قوى لما بعد تحرير فلسطين.
لماذ لجأ البعض لطرح فكرة الذكاء الاصطناعى ؟
لجأ
البعض للتفكير في الاعتماد على الذكاء الاصطناعى لحل الأزمة في حرب غزة ، بسبب فشل
العقل البشرى في التوصل لقرار صارم لايقاف الحرب وإنهاء مهزلة حرب الإبادة التى
يتعرض لها الشعب الفلسطينى بقطاع غزة ، في ظل الاجتماعات العديدة التى عقدت في هذا
الشأن دون جدوى ، والنقطة الأخرى أن تقنية الذكاء الاصطناعى ، أثبتت جدارتها في حل
بعض المشكلات المعضلة في عدد من الدول
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، لجأت المملكة
العربية السعودية لتقنية الذكاء الاصطناعى ، للتخلص من مشكلة
النفايات والمخلفات عقب موسم الحج ، حيث يخلف موسم الحج بها ما لا يقل عن 30 ألف
طن مخلفات ، لذلك لجأت للذكاء الاصطناعى ، واستخدام تلك المخلفات والاستفادة منها
من خلال مشروع التدوير ، والذى ساهم في بناء اقتصاد دائري مستدام، كما أنه سيطور قطاع
إدارة النفايات من خلال الابتكار وتبني أفضل الممارسات والتقنيات الحديثة لتنفيذ
عمليات الرصد والتوثيق والتحليل للبيانات بهدف تحسين جودة الحياة.
أما
أهم القضايا التى تم استخدام تقنية الذكاء الاصطناعى فيها ، فتتعلق بمواجهة خطر
الفيروسات الوبائية ، حيث تمكن علماء الأحياء من حل معضلة " تركيب البورتين
" داخل أجسام الفيروسات ، مما يساهم بصورة كبيرة في إيجاد نتائج سريعة لعلاج
أى فيروسات قاتلة ، ووفقاً للأبحاث العلمية الحديثة ، فإن المشكلة الكبيرة التى تتعلق بالفيروسات تكمن فى
البروتينات نفسها ، ومن الصعب جداً تحديد هياكلها ثنائية الأبعاد ،حتى
خرجت شركة " غوغل " لتؤكد ، أن برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بها ،
تمكن من حل تلك المشكلة ، ويمكنه التنبؤ
بالعديد من أشكال البروتين.
وكشف
خبراء الأحياء ، أن الذكاء الاصطناعي ، حقق انجاز كبير في قضية علاج الفيروسات ،
حيث يمكنهم تحديد شكل البروتين في غضون
أيام قليلة من خلال تلك التقنية ، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعى ، نجح فيما فشل فيه العلماء لمدة خمسون عاماً ، تم إهدارها لكشف الهوية التركيبية والشكلية للبروتينات داخل
الفيروسات ، مما يعد هذا إنجازا كبيرا نظرا لوجود نحو 200 مليون بروتين معروف في
العالم.