أهم الأسلحة التى يعتمد عليها الجيش الإسرائيلى ، فى حروبه انهارت بصورة واضحة لا تحتمل أى تشكيك ، سلاح التضليل الإعلامي ، فالدولة العبرانية تعتمد على هالة إعلامية ضخمة ، تقوم ببث أكاذيب من شأنها التأثير بشكل مباشر على الحالة النفسية لأعدائها ، فضلاً عن محاولة اقناع الرأى العام العالمى عن طريق هذا السلاح ، بأنها دولة مظلومة وتتعرض للقهر والظلم ، وأنها رد فعل لتعرضها لهجوم الآخرين عليها ، ولكن فى حرب غزة الأخيرة ، إنهار هذا السلاح بصورة كبيرة على يد عدد من شاشات القنوات الفضائية على رأسها قناة الجزيرة القطرية.
قناة الجزيرة أبطلت سلاح التضليل الإعلامى لإسرائيل |
الدولة الإسرائيلية مع بداية إقامتها ، ومسئوليها يضعون سلاح الإعلام
بالتوازى مع سلاح القوة ، لقيام دولتهم والحفاظ على وجودها ، وتمكنت بشكل واضح فى
السيطرة على الولايات المتحدة الأمريكية بسلاح الإعلام ، حتى أصبح الإعلام اليهودى
، يؤثر مباشرةً على كل المؤسسات الأمريكية ، وخلال السنوات العشر الأخيرة اعتمدت
الحكومة الإسرائيلية على سلاح الإعلام ، للتهويل فى قوة جيشهم ، ووصفه بالجيش الذى
لا يقهر بإمكانياته العسكرية والتكنولوجية ، وأنه أقوى جيش فى منطقة الشرق الأوسط
، ونجحوا بالفعل فى اقناع معظم الدول بالمنطقة بأن جيشهم لا يقهر ، حتى تحطمت تلك
الأكاذيب على يد قوات المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر الماضى ، وبدا
الجيش الإسرائيلى مهلهلاً.
صور التضليل الإعلامى ودور الجزيرة
بدأ الجيش الإسرائيلى حربه على قطاع غزة ، باستخدام سلاح التضليل الإعلامى
، بعدما تمكنوا من اقناع الغرب عن طريق اعلامهم المضلل ، بأن رجال المقاومة خلال
هجوم السابع من أكتوبر ، قاموا بذبح النساء والأطفال والتمثيل بجثثهم ، وأن تصرف
المقاومة هذا حكم على قطاع غزة بالإعدام ، ليمنحوا لأنفسهم الحق المزيف لتدمير المنازل
والمرافق الأساسية ، واستهداف الأطفال والنساء والعجائز داخل القطاع بالطيران
الحربي ، وقطع الكهرباء والمياه والغاز وخلافه عن القطاع بدعوى محاربة كتائب
المقاومة ، مع أن أفعالهم تلك تندرج تحت جرائم الحرب.
فجاء دور عدد من القنوات الفضائية ليكشف تضليل الإعلام الصهيونى ، ويكشف بالصوت
والصورة التعامل الآدمى من جانب رجال المقاومة مع المدنيين خلال هجومهم على
مستعمرات غلاف غزة ، وهذا ما أكد عليه الأسيرتين الإسرائيليتين المفرج عنهما
مؤخراً من قبل حماس ، ونقل قناة الجزيرة تصريحاتهما عن حسن معاملة رجال المقاومة
للأسرى ، وتخصيص طبيب لعلاجهم ، والاهتمام بتقديم الأدوية اللازمة للمرضى ،
فانكشفت الحيلة الإسرائيلية أمام جميع دول العالم ، وتبين بأن اعلامهم يحاول تضليل
العالم.
واستمرت الحكومة الإسرائيلية ، فى استخدام سلاح التضليل الإعلامى ،
بادعائهم خلال هجومهم الشامل على قطاع غزة جواً وبراً وبحراً ، مساء الجمعة 27
أكتوبر ، بأن الجيش الإسرائيلى لم يقم بتنفيذ أى محاولات للهجوم البرى على قطاع
غزة ، وأن كل ما قام به الجيش لا يخرج عن مناورة فقط بمنطقة السياج الأمنى ، وأن
الجيش ضرب بعض الأهداف الاستراتيجية داخل القطاع ، وادعائهم بقتل أبو ركبة أحد
قادة كتائب القسام خلال هذا الهجوم البربرى والهمجى ، للتغطية على مجزرتهم ضد
المدنيين ، والذى استشهد فيها 500 مواطن معظمهم من الأطفال والنساء ، حتى خرجت
قناة الجزيرة بالصوت والصورة ، لتكشف تضليلهم الإعلامي ، وتكذب كل تصريحات قادتهم
وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل.
حيث نقلت الجزيرة كلمة أبوعبيدة الناطق باسم كتائب القسام ، ليؤكد أن
القيادى أبو ركبة لم يصبه أى مكروه ، ويؤكد بأن الجيش الإسرائيلى حاول الاجتياح
البرى ولكنه فشل أمام رجال المقاومة ، فاضطر للتراجع ، ونقلت شاشة الجزيرة مقاطع
عدة عن خيبة الأمل التى أصابت الجيش الإسرائيلى أمام رجال المقاومة ، وتدمير عدد
من الدبابات والآلات العسكرية التابعة للجيش الصهيونى ، وكشف مقتل عدد ليس بالقليل
بين صفوف جيش الاحتلال ، فانهار سلاح التضليل الإعلامى لهذا الجيش أمام شاشة
الجزيرة القطرية.
عقاب الجزيرة واستهداف مراسليها
تحطم سلاح التضليل الإعلامى للجيش الإسرائيلى على يد قناة الجزيرة ، دفع
الحكومة الإسرائيلية لإعلان عدائها الصريح للقناة ومسئوليها ، لدرجة أن الحكومة
الإسرائيلية عقدت اجتماع طارئ برئاسة نتنياهو ، لاتخاذ قرار بوقف ترخيص عمل قناة
الجزيرة فى إسرائيل والضفة الغربية ، بدعوى أنها تنقل أكاذيب ، وتحاول تشويه صورة
الجيش الإسرائيلى أمام العالم ، علماً بأن الجزيرة تنقل كل أخبارها المتعلقة بتلك
الحرب مدعمة بالصوت والصورة.
ولم تكتف الحكومة الإسرائيلية ، بقرار وقف ترخيص الجزيرة ، ولكن أعطت الأوامر
الصريحة لقيادات الجيش باستهداف مراسلى القناة فى قطاع غزة ، ومطاردتهم أينما
كانوا ، وهذا ما حدث مع مدير مكتب الجزيرة بقطاع غزة وائل الدحدوح ، والذى انتقل
بعائلته من شمال غزة لمنطقة فى وسط القطاع
، قال الجيش الإسرائيلى ، أنها منطقة آمنة ، ولكن الجيش الإسرائيلى ، رصد العمارة
السكنية التى انتقلت لها عائلة الدحدوح ، وقام الطيران الإسرائيلى باستهدافها
وتدميرها بالكامل ، مما أسفر عنه استشهاد معظم عائلة الدحدوح من بينهم زوجته
وابنته وابنه وحفيده ، فى واحدة من أخس العملات العسكرية فى تاريخ الحروب.
وأكد المحللون السياسيون ، أن تصرف الجيش الإسرائيلى مع الدحدوح ، بهدف
إرهاب مراسلى قناة الجزيرة بقطاع غزة ، وتوصيل رسالة تحذير لهم جميعاً ، بأن الجيش
الإسرائيلى ، يتعقبهم ويخطط لاستهدافهم ، إلا أن رد فعل وائل الدحدوح ، رغم فقده
كل أفراد أسرته ، أصاب إسرائيل بخيبة أمل ، حيث قرر البطل الإعلامى ، فى استكمال
رسالته ، والقيام بدوره فى كشف المجازر التى يقوم بها جيش الاحتلال ، وواصل كل
مراسلى الجزيرة عملهم داخل القطاع بدون خوف أو تردد لنقل كل ما يدور من مجازر وجرائم
حرب أمام الرأى العام العالمى .