صعدت إيران خلال الساعات الأخيرة من وتيرة تهديداتها للمملكة العربية السعودية ، بسبب اتجاه المملكة للتطبيع مع دولة إسرائيل ، مما يمثل تهديد صريح للأمن الإيرانى ، ويهدد بتقليص تواجدها بلبنان وسوريا ، واحتمالية أن تكون السعودية وسيلة إسرائيل لاستهداف حزب الله داخل لبنان ، ومن هذا المنطلق هددت إيران صراحةً بتوجيه ضربة عسكرية للمملكة فى حال اتمام اتفاقها مع الجانب الإسرائيلى ، وبدأت إيران فى إجراء مناورات بطائرات مفخخة بالخليج العربى وبالقرب من السعودية ، فى رسالة تهديد واضحة للمملكة.
وزير الاتصالات اليهودى يقوم بشاعئر يهودية على أرض السعودية |
جاء تهديد إيران للسعودية عن طريق صحيفة كيهان الإيرانية
، المقربة من المرشد الأعلى الإيراني ، تحدثوا من خلالها عن خطورة التطبيع مع
إسرائيل ، وتقول الحكومة الإيرانية أن تطبيع السعودية مع إسرائيل ، يختلف اختلاف
كلى عن تطبيع البحرين والإمارات ، وأكدوا أن السعودية لو سارت فى هذا الطريق سوف
تدفع ثمناً باهظاً جداً ، وتصريحات محمد بن سلمان الأخيرة بأن السعودية تقترب
كثيراً من اتمام عملية التطبيع مع إسرائيل ، تؤكد أن المملكة أصبحت قريبة من هذا
التطبيع.
وكشفت الصحيفة الإيرانية ، أن الزيارات المتبادلة ما بين المسئولين
السعوديين والإسرائيليين زادت عن الحد ، وعبر الإيرانيين عن غضبهم من قيام وزير
الاتصالات الإسرائيلى ، شلومو كارعى وكل مرافقيه من أعضاء الكنيست ، خلال زيارتهم
الأخيرة للسعودية ، بطقوس عيد المظلة اليهودى على أرض المملكة التى تضم الحرمين
والكعبة المشرفة ، وذلك لأول مرة فى تاريخ السعودية , حيث يزور رئيس الاتصالات
الإسرائيلى السعودية للمشاركة فى مؤتمر البريد الدولى ، الذى يشارك فيه 192 دولة ،
ويتم تنظيمه كل أربع سنوات.
وأوضح الجانب الإيرانى ، أن زيارة
وزير الاتصالات اليهودى للسعودية ، تأتى بعد أسبوع واحد فقط من زيارة حاييم كاتس
وزير السياحة الإسرائيلى للمملكة ، فضلاً عن قيام بعض المسئولين السعوديين بزيارة
إسرائيل خلال الفترة الأخيرة ، ومن هذا المنطلق أدلى إبراهيم رئيسى ، رئيس دولة
إيران بتصريحات أكد خلالها ، بأن تطبيع
العلاقات مع إسرائيل هو عمل رجعى لأى حكومة إسلامية فى العالم ، وأن القضية
الفلسطينية لن تحل بالتنازل والاستسلام بل بالمقاومة فقط ، مشيراً إلى أن الدول
التى تطبع مع إسرائيل ستكون خاسرة لأنها تراهن على الحصان الخطأ.
والأخطر من ذلك ما كشف عنه المراقبون ، بأن هناك تحركات عسكرية خطيرة من
الجانب الإيرانى تتجه نحو المملكة العربية السعودية ، والقيام بمناورات بالقرب من
السعودية واستخدام 200 طائرة مسيرة دفعة واحدة فى تلك المناورات العسكرية
الإيرانية ، من بينها طائرات مهاجر وطائرات أبابيل ، بجانب طائرات الاستطلاع
وطائرات هجومية قاصفة وهى أخطرها على الاطلاق ، بجانب طائرات مفخخة ، وحلقت تلك
الطائرات فى خليج عمان وأجزاء من الخليج العربى واستمرت المناورات لمدة يومين.
وهددت إيران بإغلاق مضيق هرمز ، والذى يمثل 20% من التجارة النفطية العامية
، للضغط على المملكة العربية السعودية ،
بل ووصل المراقبون إلى التأكيد بأن إيران ربما تستأنف مخططها السابق لضرب السعودية
، عن طريق أكثر من 250 طائرة مسيرة مفخخة ، كان مخطط لها أن تنطلق من اليمن
والعراق وإيران لاستهداف المنشآت النفطية السعودية ، ولاسيما شركة أرامكو ، ولكن
تدخل بعض الوسطاء وعلى رأسها روسيا ، دفع إيران إلى العدول عن تلك الفكرة.
الأخطر من ذلك ، رصد قيام طائرة إيران " أبابيل5 " بتصوير مدمرة
أمريكية متواجدة بالخليج العربى ، وكأنها رسالة بأن إيران من الممكن أن تقصف تلك
المدمرة
اتفاقية 2231 والتصعيد الإيرانى
يرى بعض المراقبين ، أن المناورات الإيرانية ، لم تقتصر فقط على تهديد مباشر للسعودية ، ولكن
تحاول إيران توصيل رسالة للولايات المتحدة والاتحاد الأوربي قبل أيام من رفع حظر التسلح
عن إيران والمقرر يوم 18 أكتوبر الجارى ، والمفروض بموجب القرار 2213 ، والذى وقعته إيران
خلال عام 2015 مع الدول الكبرى ، والذى تم التصديق عليه من قبل مجلس الأمن ، حيث يسمح رفع حظر التسلح عن إيران، بشراء أسلحة
تقليديّة وبيعها، بما يشمل الدبّابات والمدرّعات والطائرات المقاتلة والمروحيّات
الهجوميّة والمدفعيّة الثقيلة ، كما يتيح لها بيع طائراتها للدب الروسى لاستخدامها
فى حربه على أوكرانيا
ويأتى هذا التصعيد الإيرانى ، عقب تلميج دول الترويكا
الأوربية " بريطانيا وفرنسا وألمانيا " بأنهم عازمون للإبقاء على
الاجراءات العقابية على إيران وتمديد حظر التسلح الإيرانى ، مما يعد ضربة جديدة
لإيران ، واستمرار فرض القيود عليها، ويساهم فى تقليص دورها بشكل كبير بمنطقة
الشرق الأوسط.
فقد خرج المتحدث باسم الترويكا الأوروبية ، في بيان رسمى
تناقلته وكالات الإعلام العالمية ، قال فيه ، إنه في رد مباشر على عدم امتثال
إيران المتواصل والشديد لالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق
النووي الإيراني) منذ عام 2019، تعتزم حكومات فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة
الإبقاء على التدابير المتعلقة بالانتشار النووي على إيران، وكذلك حظر الأسلحة
والصواريخ، بعد يوم الانتقال في خطة العمل الشاملة المشتركة في 18 أكتوبر تشرين
الثاني 2023.
وأشار إلى إن هناك ثلاثة أسباب للإبقاء على العقوبات وهي
استخدام روسيا لطائرات مسيرة إيرانية ضد أوكرانيا ، وتولد مخاوف لدى الاتحاد
الأوروبى بقيام إيران ببيع الصواريخ
باليستية لحكومة روسيا لاستخدامها فى الحرب على أوكرانيا ، وهى تصريحات أعلنت إيران عن رفضها بشكل قاطع ، حيث خرجت وزارة
الخارجية الإيرانية ببيان قالت فيه ، مما
لا شك فيه أن إيران سترد ردا متناسبا على هذه التلميحات ، معتبرة هذا الاجراء بأنه
ينتهك التزامات الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا بموجب خطة العمل الشاملة
المشتركة والقرار رقم 2231 ، في إشارة إلى قرار الأمم المتحدة الذي أقر الاتفاق
النووي لعام 2015.
لماذا تخشى إيران التطبيع السعودى الإسرائيلى؟
يرى المراقبون أن إيران ، لا يمثل لها التطبيع ما بين السعودية وإسرائيل ، أى
أزمة إذا اقتصر فقط على التبادل التجارى والاقتصادي بين الدولتين ، وإقامة سفارة
لكل دولة داخل الدولة الأخرى ، ولكن حسب المراقبين ، ما يشغل الجانب الإيرانى ، أن
تطور تلك العلاقات السعودية الإسرائيلية للجانب التسليحى والأمنى ، والسماح
بالتدخل الإسرائيلى فى سوريا ولبنان بهدف تقليص الدور الإيرانى بالمنطقة.
نيتنياهو |
كما ترى إيران ، أن تطبيع إسرائيل مع السعودية ، وتطور العلاقات الثنائية
للجانب الأمنى ، مع وجود التطبيع ما بين إسرائيل والبحرين والإمارات ، سيخلق شريط
حدودى يهددها أمنياً وعسكرياً ، لاسيما وأن إسرائيل عقدت اتفاقية عسكرية مع
أذربيجان ، ومنحتها الأخيرة قمرين صناعيين سيجعلان من إيران كتاب مفتوح بالنسبة
لإسرائيل ، فضلاً عن أن موقع أذربيجان يسمح لإسرائيل وحلفائها من استهداف المفاعل
النووى الإيرانى.
كل هذه الأمور تؤكد أن الاتفاق السعودى الايرانى الذى تم تحت رعاية الصين ،
لم يلقى أى نجاح ، وأصبحت تلك الاتفاقية فى مهب الرياح فى ظل الأجواء الملتهبة
بالمنطقة ، بسبب قضية التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
ومما لا شك فيه ، أن التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة ، فى منطقة
الخليج العربى ، دفعت إيران لتصعيد لهجتها ضد السعودية ، حيث يرى الجانب الإيرانى
، أن تلك التحركات وكأنها رسالة لها ، فى حال أى تحرك منها تجاه التطبيع
الإسرائيلى مع المملكة السعودية ، أو استهداف ناقلات البترول بالخليج ، حيث أرسلت
الولايات المتحدة ناقلات الطائرات العملاقة والسفن الحربية بالخليج العربى ،
متضمنة طائرات " أف 35 " ، فالولايات المتحدة تخشى من قيام إيران بإغلاق
مضيق هرمز والذى يمر منه 20% من النفط العالمى ، مما سوف يؤدى إلى ارتفاع أسعار
النفط فى العالم ، مما سيكون له أثر سلبى كبير على الوضع الاقتصادى فى الولايات
المتحدة ، والذى يمر ببعض المشاكل خلال الفترة الأخيرة.