google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

أمريكا تطلق أذرع الإرهاب بدول الساحل لتأديب قادة الانقلابات

 ما تعرضت له دولة مالى مؤخراً من حادث إرهابي خسيس ، تسبب فى إزهاق أرواح 64 مواطن ، لا يحتاج إلى عناء لقراءته وتحليل أسبابه ، فمن الواضح للجميع ، وحسب آراء معظم المراقبين للأوضاع والأحداث الأخيرة بمنطقة الساحل الأفريقى وكما كان متوقع ، فإن الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها فرنسا ، لم يجدا طريقاً لحل أزمتهم بالمنطقة ، وإحراج الدب الروسى ، إلا بترك الأذرع الإرهابية التى تواجدت بالمنطقة ، بتساهل واضح منهما ، لشن عمليات إرهابية كبرى ،  لإنقاذ تواجدهما وسيطرتهما على ثروات الساحل الأفريقى.



أمريكا تطلق أذرع الإرهاب بدول الساحل لتأديب قادة الانقلابات
بايدن



فقد بدأت الاعيب الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها فرنسا ، فى الظهور على سطح الأحداث بمنطقة الساحل بغرب أفريقيا ، الولايات المتحدة والتى أثبتت الوقائع التاريخية ، أنها تستغل تواجد الجماعات الإرهابية لتحقيق أهدافها ، وإن كانت تحقق ذلك بطريق غير مباشرة ، حتى تخلق لنفسها تواجد داخل مناطق الإرهاب بدعوى محاربته والتصدى إليه ، وما كان يحدث فى العراق ما زال عالق بالأذهان ، وتورط الأمريكان الواضح فى تدعيم الجماعات المتطرفة ، فى أكثر من منطقة لتمنح لقواتها الضوء الأخضر للتواجد ، بمناطق انتشار الإرهاب ، بدعوى التصدى له على خلاف الحقيقة التى تقوم على أهداف محددة تبحث عن تحقيقيها.


 

وتوقع المراقبون ، عقب انقلاب النيجر ، أن تنشط الجماعات الإرهابية بشكل كبير ، بدول منطقة الساحل ، بتسهيلات واضحة  من الولايات المتحدة التى تواجدت بالمنطقة بهدف مكافحة هذا الارهاب  ،  لتكون رسالة من فرنسا وأمريكا لدول الساحل ،  بأن الإرهاب سيعود بصورة أقوى فى المناطق التى تركوها ، لتشتيت قوات الجيوش بتلك الدول ، وخلق حالة من عدم الاستقرار والانفلات الأمنى ، حيث تراهن أمريكا ، على أن تنقلب الشعوب التى أيدت الانقلابات على قادتها ، بعد أن كانت تدعمها مع الأيام الأولى لتلك  الانقلابات ، وإظهارها فى صورة الحكومات الضعيفة التى لا تقوى على حماية شعوبها من مجموعة من العناصر الإرهابية.


 

ومن ناحية أخرى ، تستفيد الولايات المتحدة من عودة العمليات الإرهابية بشكل شرس بدول الساحل ،  فى إحراج الدب الروسى ، بعد أن ارتمت الدول التى قامت بالانقلاب فى احضانه ، وإظهار روسيا بالدولة التى لا تسطيع حمايتهم من الجماعات الإرهابية المسلحة ، وتوقع المراقبون للأوضاع فى منطقة الساحل الأفريقى ، أن الحادث الإرهابى الأليم الذى ألم بدولة مالى مؤخراً ، لن يكون الأخير ، وربما تطول العمليات الإرهابية خلال الأيام القليلة القادمة النيجر وبوركينا فاسو.

 

 

حادثة مالى واستنفار عسكرى  ببوركينا والنيجر


 

منذ ساعات قليلة من تصريحات منسوبة لمسئولين جزائريين ، تلك الدولة المتواجدة فى أقصى الساحل  ، حول وضع الجماعات الإرهابية بغرب القارة الأفريقية ، وتحذيرهم للعالم ، بأن  هناك جيوشاً من عناصر التنظيمات الإرهابية ، بدأت تتمركز بصورة مخيفة بالمنطقة ، مستغلة حالة الانفلات وعدم الاستقرار الأمنى ، وتأكيد حكومة الجزائر على ضرورة تكثيف الجهود ، لمكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل ، قبل أن تتفاقم الأمور وتخرج عن السيطرة.



أمريكا تطلق أذرع الإرهاب بدول الساحل لتأديب قادة الانقلابات
تراورى



وصدقت التوقعات الجزائرية سريعاً ، حيث شنت تلك الجماعات المسلحة هجمات إرهابية مركزة بدولة مالى ، استهدفت زورق بنهر النيجر وموقع لقوات الجيش فى منطقة بامبا شمال البلاد ، مما أسفر حسب تصريحات الحكومة المالية ، عن مصرع 64 مواطن ، من بينهم 49 مدنياً و15 جندياً ، والتى أعلنت على إثره الحكومة المالية إعلان حالة الحداد بالبلاد لمدة 3 أيام ، نظراً لفجاعة هذا الحادث الأليم ، وخرجت جماعة " نصرة الاسلام والمسلمين " التابعة لتنظيم القاعدة ، ببيان أعلنت من خلاله مسئوليتها عن الحادث .

 

ومن البديهى عقب هذا الهجوم الإرهابى ، أن يكون هناك عدد من ردود الأفعال على دول المنطقة  ، وعلى الفور أعلن إبراهيما  تراورى قائد المجلس العسكري ببوركينا فاسو والقائم بأعمال رئيس البلاد ، استنفار قوات الجيش وإعادة نشرها بصورة أكبر بمنطقة الحدود ، تحسباً لأى هجمات إرهابية تستهدف بلاده ، عقب حادثة مالى ، وسار على نفس النهج المجلس العسكرى الانقلابى فى النيجر ، الذى أعلن هو الأخر رفع حالة الطوارئ والاستنفار الأمنى بالبلاد ، لشعور قيادات الانقلاب ، أنه من المرجح ، استغلال الجماعات الإرهابية لإحراجهم ، وتمهيد الطريق لهم لشن عمليات ارهابية ، تربك حسابات قيادات الانقلاب  ، وتحرجهم أمام شعبهم ، ولاسيما عقب إصرارهم على طرد فرنسا من النيجر واتهامهم لها  بأنها لم تحرز أى تقدم فى الملف الخاص بالإرهاب ، وكانت سبباً رئيساً فى تكثيف العناصر الإرهابية من تواجدها بالمنطقة ، بدلاً من القضاء عليها وتطهير المنطقة منهم.

 

 

إدانة عالمية وصمت أمريكى 

 

ووسط صمت غريب من الولايات المتحدة وفرنسا ، حول هذا الحادث ، وعدم التعليق عليه من قريب أو بعيد ، أو حتى تقديم واجب العزاء لمالى وإدانة الحادث ، خرجت معظم دول العالم وبعض المنظمات والمؤسسات العالمية  ببيانات إدانة للعمل الإرهابى ، الذى تعرضته له دولة مالى 


حيث  أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات فى بيان صادر عن وزارة الخارجية ، الهجومين الإرهابيين اللذين وقعا في شمال شرقي مالي، مما أسفر عن وقوع عشرات وأكدت مصر فى بيانها على إدانتها لمثل تلك الأعمال الإرهابية المشينة ، مطالبةً بضرورة تكاتف المجتمع الدولى من أجل اجتثاث الإرهاب من جذوره وتجفيف منابع تمويله ، وأعلن البيان دعم مصر لحكومة وشعب جمهورية مالى ولأسر الضحايا ، وتمنياتها بالشفاء العاجل

 

بينما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسى ، ماريا زاخاروفا ، عن تعازى بلادها لهذا الحادث الأليم ، وشددت على أن روسيا سوف تكثف من دعمها ومساعدتها لدولة مالى للخروج من هذه الأزمة وحتى تحقق الاستقرار والأمن

وقال بيان الخارجية الجزائرية ، تدين الجزائر بشدة الهجمات الإرهابية التي استهدفت البلد الشقيق والجار مالي ، معبّرة عن تعازيها وتضامنها مع مالي في مواجهة هذه المحنة التي فرضتها عليه آفة الإرهاب.

 

 

x

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف