google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

12 سنة غربة ومات يوم زفافه

 

محمود ابن الـ 38 عاماً ، الحاصل على بكالوريوس هندسة قسم كهرباء ،   مثله مثل أى شاب فى مصر ، كان يتطلع لبناء مستقبله ، وتكوين أسرة يستكمل معها حياته ، ولكن أحواله المادية وظروفه المعاشية ، وقفت حائلاً أمام تحقيق آماله وطموحه ، وعلى الفور فكر كما يفكر معظم الشباب فى السفر للخارج لبناء مستقبله ، والعودة لتحقيق حلمه.



12 سنة غربة ومات يوم زفافه



استكمل محمود أوراقه الخاصة بالسفر بالسلف والدين ، وكان وقتها يبلغ من العمر 26 عاماً ، واختار وجهته للمملكة العربية السعودية ، وعمل فى عدة أعمال مختلفة ، معظمها أعمال شاقة ، وظلت الغربة تأكل فى أيامه ، حتى أهلكت 12 عاماً من عمره ، وخفف عنه آلام كل هذه الأعوام ، أنه نجح خلالها فى تكوين ثروة لا بأس بها ، ساعدته فى خطبة إحدى فتيات قريته ، واشترى شقته ، وجميع ما يلزم لحياته الزوجية التى يتطلع ويحلم بها.

 

وحدد محمود مع أهل خطيبته موعد الزفاف ، وبدأ فى اعداد أوراقه والاستعداد للعودة من السعودية لمصر حتى يتزوج ، واشترى بعض مستلزمات الفرح من مدينة الرياض السعودية ، قبل أن يستقل الطائرة فى طريق عودته لأرض الوطن  ، والسعادة تكاد تقضى عليه من فرط الفرحة ، بعد أن تحول حلمه الذى كان مستحيلاً ، إلى حقيقة الآن أمام عينيه ، ودار شريط أيام القحط والفقر فى مخيلته فى الطائرة ، وأخذ يحمد الله  على نعمه وعلى ما وصل إليه.

 

وبمجرد أن نزل محمود من الطائرة ، هاتف خطيبته ، وأخبرها بوصوله ، وبعد كلمات الترحيب والشوق واللهفة ، طالبها بأن تتركه يذهب لمنزله لرؤية والدته وشقيقه الأصغر ، ويستعد لعقد القرآن ، المحدد بعد خمسة أيام من عودته ، وقضى محمود الأيام التى تسبق زفافه ، فى سعادة غامرة ، فمع صباح كل يوم كان يذهب لمنزل خطيبته ، ويصطحبها معه فى جولة بالأسواق لشراء بعض الاحتياجات لبناء منزلهم الجديد ، وكان لا يبخل فى شراء كل ما تطلبه خطيبته.

 

وفى صبيحة يوم الزفاف ، استيقظ محمود من نومه ، والسعادة تكسو وجهه والفرح يكاد يرقص أمام عينيه ، وهو يحدث نفسه ، أخيراً جاء اليوم الذى انتظرته كثيراً ، ويردد ، ألف حمد وشكر ليك يا رب ، وظل يحمد الله ، وتروى والدته ، أن وجه محمود فى هذا اليوم ، كان يشع نوراً وكأن وجهه تحول لمصباح يضئ كل ما حوله ، وعند الساعة الثالثة عصراً ، أخبر محمود والدته بأنه سينام قليلاً من الوقت ، حتى يستطيع أن يقاوم السهر مع حفل زفافه ، دخل محمود حجرته وألقى بجسده على سريره ، وكانت المرة الأخيرة ، فقد كانت مشيئة الله تعالى ، إلا يزف محمود فى الدنيا ، وأن يؤجل زفافه ليوماً لا يعلمه إلا الله تعالى  .

 

دخلت والدة محمود عليه حجرته ، وهى تناديه ، يلا يا حوده يلا يا حبيبى ، عشان تجهز نفسك ، ولكن محمود كان قد ترك أحلامه وسنواته التى أكلتها لهيب الغربة ، وترك الدنيا ومن عليها وأسلم روحه لبارئها ، وبرواية والدته فوجئت بوجهه مبتسماً ، ونسيم غريب ينتشر حول وجهه ، وبعد صراخها وعويل كل أفراد أسرته وأسرة خطيبته على فراق هذا الشاب الطيب ، بدت قصة محمود عبرة بأن المستقبل وحده بيد الله .

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف