ِأعلنت إدارة أمن السواحل في مدينة طبرق الليبية عبر حسابها الخاص على مواقع التواصل الاجتماعى ، أنه ورد إليها حتى الآن جثامين ، 145 شاب مصرى لقوا مصرعهم بمدينة درنة وبعض المناطق القريبة منها بشمال شرق الأراضي الليبية، وذلك من جراء تعرضهم للعاصفة دانيال ، التى تسببت فى خسائر كبيرة بالأرواح والمنشآت الليبية ، والتى ضربت البلاد خلال الـ 48 ساعة الأخيرة.
وكشف بيان إدارة أمن السواحل في مدينة طبرق، أن الجثامين
سيتم عمل الاجراءات اللازمة لها، بإصدار تقارير صحية من وزارة الصحة ، عن
أسباب الوفاة ، ثم يتم تغسيل الجثث ووضعهم فى أكفان ، تمهيداً لنقلهم للأراضى
المصرية لتسليمهم لذويهم .
وبدأ بعض أهالى الضحايا فى مصر ، يصل لهم أخبار مصرع ذويهم ، حيث علم أهالي قرية أويش الحجر التابعة لمحافظة الدقهلية، عن مصرع ابن القرية الشاب خالد محمد شرارة 32 عاماً ، من جراء العاصفة دنيال خلال عمله بأحد المحلات بمدينة درنة شرق ليبيا ، وتداول أهالى القرية ، صور للشاب المتوفى ، وتناقلت خبر وفاته فى مدينة درنة ، وأكدوا أنه يعمل شيف بأحد محلات الحلويات بمدينة درنة
الجدير بالذكر ، أن السلطات الليبية ، أعلنت أن عدد
ضحايا العاصفة دانيال التى ضربت ليبيا مؤخراً ، وصل إلى 2300 قتيل ، و7500 مصاباً
، بينما هناك ما يتعدى الـ6000 مواطن فى تعداد المفقودين .
فيما اتهمت أسماء الخوجة، عضو مجلس النواب الليبي، الخلاف
السياسى فى ليبيا ، بأنه السبب الرئيسى فى زيادة أعداد الضحايا ، وعدم القدرة
للسيطرة على الأوضاع وتقليل حجم الخسائر فى الأرواح ، وذلك نظراً لوجود حكومة
بالغرب وأخرى بالشرق ، تتضارب فيما بينهما التخصصات ، فوقفت تلك الانقسامات حائلاً
أمام ادارة الأزمة بالشكل الصحيح ، مما أدى لزيادة عدد الضحايا وجرح عدد كبير وفقدان ما
لا يقل عن 5000 مواطن حتى الآن.
وأضافت الخوجة أن الانقسام السياسي ، أصبح عائقا أمام الوصول للحقائق ومعرفة أعداد
الوفيات والمفقودين، وأن هناك عملا عشوائيا من الحكومتين، ولا يوجد تكاتف للجهود
المبذولة، مؤكدة أن ما يحدث مجرد إجراءات فقط دون احصائيات دقيقة للضحايا .
وتوقعت الخواجة ، أن يرتفع عدد الضحايا ، عندما تتمكن الأجهزة الأمنية ، من القيام بأعمال
الإنقاذ في المناطق المنكوبة التى يصعب الوصول إليها نتيجة لقوة العاصفة دنيال
وشدة السيول ، مشيرة إلى أن العاصفة
دانيال وصلت إلى منطقة اليابسة في بنغازي، ثاني
أكبر مدينة في ليبيا من حيث عدد السكان ، بعدما
اجتاحت أحياء بأكملها في بعض المناطق
الساحلية قبل أن تتحرك شرقًا في جميع أنحاء البلاد.
ومن جانبه ، قال محمد دومة ، وزير الموارد المائية الليبي ، فى تصريحات
إعلامية له ، إن مدينة درنة تعرضت لحصار
رهيب مع ارتفاع أمواج البحر وفيضان السدود
، وأن السبب الرئيسى فى الأضرار الكبيرة التى لحقت بالمدينة يرجع إلى الطبيعة
الجغرافية والتضاريس الوعرة لمدينة درنة ، مما أسفر عنه حصار السيول المنجرفة للمدينة من أعلى
الجبل الأخضر بجانب ارتفاع أمواج البحر .
وأكد دومة ، أن السدود الموجودة بالمنطقة ، سدود قديمة
للغاية ، ولم يتم تطويرها أو عمل أى صيانة لها منذ سنوات عدة ، الأمر الذى أدى إلى عدم تحملها كميات المياه الكبيرة التي تجمعت وراءها من جراء
السيول المتواصلة بفعل العاصفة دنيال ، وشدد على أن قوات الجيش بدأت فى تكثيف
جهودها لإنقاذ الضحايا والمفقودين
x