google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

تراورى " بوتين أفريقيا " وأحلامه للقارة السمراء

 شخصيته القوية وعدائه للغرب حوله لزعيم شعبى


 

إبراهيم  تراورى ، أو بوتين أفريقيا كما لقبه البعض مؤخراً  ،رئيس المجلس العسكرى البوركينى ،  ذاك الضابط الصغير ، الذى لم يتعدى عمره الـ35 عاماً ، أبهر العالم كله بشخصيته الواثقة ، وإقدامه ، وجرأته  التى غابت عن معظم قيادات دول أفريقيا السمراء ، والذى أبى مع مجموعة من زملاءه داخل الجيش البوركينى ، أن يظل أبناء وطنه يدفعون دمائهم وتشريدهم ، ثمناً  للهجمات الإرهابية التى تتعرض لها بوركينا ، يوماً وراء الآخر ، دون أن يكون هناك ردة الفعل من رئيس المجلس العسكرى والرئيس المؤقت السابق ، بول هنرى ، ودون أن تتدخل القوات الفرنسية الموجودة بالمنطقة بدعوى محاربة الإرهاب



تراورى " بوتين أفريقيا " وأحلامه للقارة السمراء
تراورى


وأعلن بوتين أفريقيا وزملاءه ، أن زمن الاستعمار الفرنسى ، الذى نهب ثروات أفريقيا بالكامل ، لابد أن ينتهى ، فقادوا انقلاباً عسكرياً في سبتمبر 2022 ، وأطاحوا بالرئيس المؤقت هنرى ، وتقلد تراورى ، مقاليد الأمور ببوركينا ، بشكل مؤقت ، ولاقى هو ومجموعته ترحيب شعبى كبير من أبناء بوركينا ، الذين وجدوا فيه ، الزعيم الذى سيخلصهم من الفساد الذى استشرى في مؤسسات الدولة البوركينية ، وحالة الجوع والفقر التى أصابت القطاع الأكبر منهم .


 

 ووصلت مجموعة تراورى لمبتغاها ، ونجح الانقلاب ، وعلقوا العمل بالدستور ، ومجلس النواب المؤقت ، و أعلنوا إغلاق الحدود البرية والجوية ، وفرض حظر التجوال من الساعة التاسعة مساءً حتى الساعة الخامسة فجراً ، وبرروا انقلابهم ، بأن هنرى لم يف بوعوده ، عقب انقلاب يناير 2022 ، وتقلده منصب رئيس المجلس العسكرى ، والرئيس المؤقت للبلاد ، ولا سيما فيما يخص أمن المواطنين ، والتصدى للجماعات الإرهابية ، التى انتشرت بصورة مرعبة خلال الأيام القليلة التى سبقت انقلاب سبتمبر ، وراح ضحية تلك العمليات العشرات من الجنود والمدنيين ، ونزح أعداد كبيرة من البوركينيين للبلاد المجاورة هرباً من الإرهاب.


 

تراورى ما بين لقب بوتين أفريقيا واستلهام روح سانكارا


 

وعقب وصول تراورى للسلطة في بوركينا ، كشفت تصرفاته وتصريحاته ، التى تميزت بالجرأة والشجاعة ، والآراء السديدة ، عن مولد زعيم أفريقى جديد يحمل طموحات القارة الأفريقية بالكامل ، وليس بلاده فقط ، حتى وجد فيه ، الشعب البوركينى ، الذى التف حوله وأيده عقب الانقلاب ، صورة مكررة للزعيم سكاندرا ، الذى حكم البلاد في الفترة من عام 1983 حتى عام 1987 ، حيث تعرض للاغتيال ، نتيجة لآرائه في الغرب ولاسيما فرنسا ووصفه لهم بالدول الاستعمارية ، ومن هناك حاصرت الاتهامات فرنسا ، بأنها التى خططت لقتله على يد أحد العسكريين بالجيش البوركينى.


 

وجاءت كلمة تراورى ، التى ألقاها في القمة الروسية الأفريقية ، التى انعقدت في يوليو الماضى ، بمدينة بطرسبرغ بروسيا ، لتعكس شخصيته الحقيقة ، وتكشف أن آراءه تشبه لحد كبير آراء بيوتين ، وتطلعاته للقارة السمراء ، لا تختلف عن تطلعات بيوتين بالنسبة لروسيا ، ومن هنا بدأ معظم وسائل الإعلام تطلق عليه ، لقب " بوتين أفريقيا " ، فالرجل لم يخص بلاده فقط خلال كلمته ، بل تحدث باسم القارة الأفريقية بالكامل ، وطالب قادة أفريقيا ، بأن يكونوا على قدر المسئولية بالنسبة لشعوبهم ، وأكد أن الرجل الذى لا يناضل من أجل مستقبله ، غير جدير بالإشادة ، وطالب القادة الأفارقة ، أن يتخلصوا من التبعية للغرب ، وأن يكثفوا جهودهم ، لتحقيق آمال وطموح الشعوب الأفريقية .



تراورى " بوتين أفريقيا " وأحلامه للقارة السمراء
الزعيم البوركينى سكاندرا


بوتين أفريقيا ، لقب لم يحصل عليه تراورى من فراغ ، فالرئيس الروسى نفسه ، خلال لقاءه به ، أكد أنه يرى نفسه في هذا الشاب ، ويرى طموحات القارة ، الأفريقية ، تتحقق على يد مثل هؤلاء الشباب ، الطامح للتخلص من سيطرة الغرب الاستعمارية ، وتوفير الحياة الآدمية المستقرة الآمنة لكل الشعوب الأفريقية ، فضلاً عن إعلان روسيا بأنها ستدعم بوركينا فاسو ، وأى دولة أفريقية تبحث عن تحررها من الغرب الاستعمارى.



تراورى الذى أصدر قرارات ، عقب نجاح الانقلاب ، تعكس أنه بالفعل الزعيم الملهم للقارة السمراء ، حيث قرر طرد القوات الفرنسية من بوركينا وإغلاق السفارة الفرنسية ، وأعلن أن روسيا هى الشريك الحقيقى في العلاقات مع بوركينا ، بل ووصل به الأمر إلى أن طلب من الرئيس بوتين ، إنشاء محطة طاقة نووية لتوليد الكهرباء في بوركينا ، ورد الرئيس الروسى بإعادة فتح السفارة البوركينية في روسيا ، لبداية عهد جديد مع بوركينا.



أحلام تراورى للقارة الأفريقية


 

كشف المراقبون ، أن شخصة إبراهيما تراورى ، تميل بشكل واضح وصريح ، إلى التخلص من الإمبريالية الغربية ، وتكوين وطن أفريقى متماسك يواجه التوجهات الاستعمارية ويحقق لشعوب القارة الأفريقية ، الحياة الآدمية ، واتضحت شخصية الرجل بصورة كبيرة ، عقب تلويح فرنسا ومجموعة دول الإيكواس ، بتوجيه ضربة عسكرية ضد الانقلابيين في النيجر ، حيث أعلن على الفور ، أن أى تدخل من أى قوة عسكرية ، داخل النيجر سيكون الرد جاهز من الجيش البوركينى ، وشدد على أنهم لن يتركوا النيجر تواجه أى تدخل عسكرى وحدها.



أحلام تراورى للقارة الأفريقية
انقلاب النيجر



وأكد المراقبون ، أن المصادر المقربة من تراورى ، تؤكد أن الرجل يبحث عن اتحاد قوى بين الدول الأفريقية ، يستطيع الدفاع عن نفسه ومواجهة أى خطر من دول الغرب ، ويحلم بالوحدة الأفريقية في جميع المجالات ، ولاسيما في المجال الاقتصادى والعسكرى ، حيث يحلم الرجل بعمل سوق أفريقية مشتركة ، يهدف إلى زيادة حجم التبادل التجارى للسلع والمواد الخام بين الدول الأفريقية ، وتكثيف الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتى ، للشعوب الأفريقية ، خاصةً فيما يخص ملف الغذاء ، فضلاً عن تكاتف الدول الأفريقية عسكرياً لدحر الإرهاب ، وتطهير القارة الأفريقية منه ، ولا تعتمد الدول على أى تدخل غربى لانهاء هذا الملف ، لأن تراورى يرى ، أن تلك الدول لا يهمها القضاء على الإرهاب بقدر ما يهمها المقابل من نهب وسرقة ثروات الشعوب الأفريقية.


 

ويرى تراوى ، أن القارة الأفريقية ، قارة غنية بثرواتها الطبيعية والمعدنية ، مما يجعلها عرضه لأطماع الغرب ، ويحلم بأن تستغل الدول الأفريقية تلك الثروات وتساعد بعضها البعض لتنميتها وتنمية الجانب الصناعى ، لتحقيق طفرة تساهم في حل مشاكل البطالة بالدول الأفريقية ، ويتطلع تراورى بصورة كبيرة إلى اهتمام الدول الأفريقية بالزراعة ، لما لديها من مقومات زراعية ، طبيعية وبشرية ، تجعلها بالفعل تحقق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الغذائية ، ويجعلها قارة تعتمد على انتاجها ، ولا تلتفت للغرب إطلاقاً في هذا الملف ، وقضايا أخرى عديدة يحلم تراورى بتحقيقها بالقارة السمراء ، لتنميتها ووضعها في المكانة التى تليق بها ، وتجعلها قادرة على التصدى لأطماع الغرب ، ولكن هل بالفعل يستطيع تراورى تحقيق تلك الأحلام ؟ أم ستحاول المعوقات التى سيخلقها الغرب أن تعرقل مسيرته؟  

  

من هو بوتين أفريقيا ؟

 

إبراهيم تراوري ، أو بوتين أفريقيا كما يحب أن تلقبه بعض وسائل الإعلام ،  ضابط برتبة نقيب ، ولد خلال عام 1988 في بلدة بوندوكي بمحافظة موهوم، شمال غرب العاصمة واغادوغو لعائلة مسلمة من قبائل ديولا.


انطلقت مسيرة ترواري التعليمية من القرية الريفية بوندوكى ،  حيث حصل على الشهادتين الابتدائية والإعدادية ، ثم انتقل إلى  مدينة بوبو ديولاسو ، والتى تعتبر  العاصمة الاقتصادية ببوركينا فاسو ،  وثاني أكبر مدينة بالبلاد بعد واجادوجو ، وفيها  تمكن خلال علام 2006 من الحصول على شهادة الثانوية العامة  ، شعبة العلوم الطبيعية .

 

والتحق تراورى بجامعة "جوزيف كي زيربو" في العاصمة البوركينية  واجادوجو وحصل منها على البكالوريوس في الجيولوجيا ، وفي عام 2010 التحق بالأكاديمية العسكرية "جورج نامونو" وتخرج منها  عام  2012 برتبة ملازم ثان ، وشارك في الانقلاب العسكرى مع العقيد بول هنرى ، وأطاحوا بالرئيس المدنى المنتخب ، روك كابورى ، ومن وقتها أصبح تراورى ، عضواً بارزاً في المجلس العسكرى للجيش البوركينى ، حتى قاد الانقلاب في سبتمبر ، وأصبح على رأس السلطة  

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف