google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

أسرار تراجع السعودية عن التطبيع مع إسرائيل

المملكة العربية السعودية ، ضربت كرسى في الكلوب ، وبعثرت كل الأوراق الأمريكية والإسرائيلية ، بعد تراجعها عن فكرة التطبيع مع الكيان الصهيونى ، في قرار جرئ ومفاجئ ، لقى ترحاباً واستحساناً ،  من كل الشعوب العربية وعلى رأسها مواطنى المملكة نفسها ، ولكن ما هى الأسباب التى دفعت المملكة السعودية لاتخاذ هذا القرار المفاجئ ، بعد أن كانت كل الطرق تؤدى إلى التطبيع لا محالة ولاسيما عقب قمة العشرين في الهند


أسرار تراجع السعودية عن التطبيع مع إسرائيل
بن سلمان 


مسئولو المملكة العربية السعودية ، فطنوا إلى عدة أمور تهدف لها كل من أمريكا وإسرائيل من أجل التطبيع ، وتيقنوا أن الولايات المتحدة لا تبحث إلا عن مصلحة إسرائيل في هذا الملف ، وأن خطوتها في التطبيع مع إسرائيل ، وهى قلب الأمة الإسلامية وحاضنة للحرمين الشريفيين وبيت الله الحرام ، ستكون سقطة مدوية لن يغفرها لهم  التاريخ ، فضلاً عن شعورهم بأن هناك عدم رضا لدى المواطن السعودى ، لخطوة التطبيع مع الكيان الصهيونى.

 

وتأتى القضية الفلسطينية على رأس الأسباب التى دفعت المملكة السعودية ، لإخبار الولايات المتحدة ، بتوقف أى مفاوضات تخص التطبيع مع إسرائيل ، وإغلاق هذا الملف بشكل نهائى ، لاسيما بعدما تبين من تصريحات المسئولين بإسرائيل ، أنهم رافضين لأى حلول خاصة بالاعتراف بالكيان الفلسطينى ، وتنفيذ بعض البنود الخاصة باتفاقية أوسلوا ، والتى التزم بتنفيذها الجانب الفلسطينى واعترف بدولة إسرائيل ، بينما لم تعترف إسرائيل حتى الآن بالدولة الفلسطينية ، ذات الكيان المستقل.

 

 وكان اعتراف جبهة التحرير الفلسطينية ، من خلال تلك الاتفاقية بدولة إسرائيل ، بمثابة طريق حجة اعتمد عليها الكيان الصهيونى للتوسع أكثر في الأراضى الفلسطينية ، وزيادة المستوطنات بصورة تؤكد أن إسرائيل تريد محو فلسطين نهائياً من على الخريطة ، حتى سيطرت إسرائيل على 78 % من الأراضى الفلسطينية ، وتركت للفلسطينيين ، 23% فقط ، تزاحمهم عليها ، وتفرض قوانينها على سكانها .


وهذا ما عبر عنه بشكل واضح ، الأمير فيصل بن فرحان ،  وزير الخارجية السعودي ،  في تصريحات للتلفزيون الرسمي ،  الذى أكد من خلالها ، أنه لا يوجد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدون دولة فلسطينية مستقلة  ، مشدداً على أهمية إعادة حل الدولتين إلى الواجهة ، ولا يخفى على أحد أن تلك رسالة واضحة من المملكة السعودية ،  بأن حل القضية الفلسطينية ، يعتبر شرط أساسى قبل أى تطبيع مع الكيان الصهيونى.

 


الولايات المتحدة والملف النووى

 


المسئولون بالمملكة السعودية ، لمسوا بأنفسهم ، أن الرئيس الأمريكى بايدن ، يبحث من وراء التطبيع مع إسرائيل عن مصلحته الخاصة ، حيث كان يعول على تلك الخطوة كدعاية انتخابية قوية له ، تساعده خلال الانتخابات الرئاسية المزمع إجراءها ، في نوفمبر من عام 2024  ، فضلاً عن أن الشروط التى وضعتها السعودية قبل الموافقة على عملية التطبيع ، والمتمثلة في إنشاء مفعل نووى سلمى ، وعمل اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة ، بجانب تسليح المملكة بنفس نوعية الأسلحة التى تحصل عليها إسرائيل ، لم يتم البت فيها من الجانب الأمريكى ، ولاحظ ولى العهد السعودى محمد بن سلمان ،  أن الولايات المتحدة تماطل في هذا الملف ، وأن بايدن كان يخطط لتوقيع اتفاقية إبراهام أولاً ، لإعلان التطبيع بين السعودية وإسرائيل ، والشروع في بناء الخط التجارى الدولى المزمع إنشاءه ، وإن كان مستقبل المشروع نفسه أصبح شديد الغموض بعد موقف السعودية الأخير من ملف التطبيع مع الكيان الصهيونى .

 


ومن أهم الأسباب التى دفعت المملكة السعودية ،  للتراجع عن فكرة التطبيع مع إسرائيل ، بل وطبع الخرائط التعليمية ، لا تتضمن دولة إسرائيل ، أنها تلقت معلومات مؤكدة ، بأن الولايات المتحدة الأمريكية ، تخطط لتأجيج الصراعات في منطقة الشرق الأوسط ، حيث رأت أن التطبيع مع إسرائيل ، سوف يعود بها للخلف خطوات في علاقتها مع إيران ، عقب اتفاق تاريخى بين الدولتين ، والذى عقد بالصين ، بعد صراع دام 7 سنوات كاملة ، والسعودية لا تريد أن تعود الأخطار التى كانت تتعرض لها المملكة عن طريق الحوثيون في اليمن والموالين بصورة كبيرة لإيران ، فضلاً عن شعور السعودية ، بأن علاقاتها مع مصر بدأت تتوتر بصورة كبيرة ، من جراء مباركتها لعدد من خطوات الولايات المتحدة وإسرائيل ، التى يتضح أنها ضد مصر ومؤامرة عليها ، وهذا واضح من خلال استبعاد مصر من مشروع الممر التجارى العالمى.

 


هذا بجانب ، أن بعض خبراء السياسة في إسرائيل نفسها ، خرجت عنهم تصريحات نشرت في عدد من وكالات الأنباء العالمية ، وبالتحديد في الأول من سبتمبر ، أكدوا من خلالها أنه لولا مصر لكان من السهولة  توجيه ضربات عسكرية لدول الخليج ، مؤكدين أن الجيش المصرى هو الوحيد القادر على مواجهة أى أخطار خارجية ضد منطقة الخليج.  

 


رد الفعل الإسرائيلي واقتحام المسجد الأقصى

 


وبمجرد أن أعلنت المملكة العربية السعودية ، وقف أى مفاوضات خاصة بالتطبيع مع إسرائيل ، بدأت إسرائيل تحمل السلطة الفلسطينية المسئولية ، حول توقف تلك المفاوضات ، متهمين إياها بمغالاتها في الطلبات الخاصة بالقضية الفلسطينية  ، حتى توافق السعودية على التطبيع ، وبدت حكومة إسرائيل وكأنها في نكبة حقيقية بعد القرار السعودى.


أسرار تراجع السعودية عن التطبيع مع إسرائيل
نيتنياهو 


فقد خرجت كل وسائل الإعلام الإسرائيلية ، المقروءة والمسموعة والمرئية ، لتعبر عن مدى قلها من وقف السعودية التطبيع مع دولتهم ،   وأكدت أن  قضية التطبيع بين إسرائيل والسعودية ، تعتبر الأهم في تاريخ إسرائيل ، وعلى رأس الملفات التى تبحث حكومة إسرائيل على انجازها قبل انقضاء العام الحالى 2023

 

وبدأت الحكومة الإسرائيلية ، الرد على الجانب الفلسطينى المتهم الأول لديها بوقف مفاوضاتها مع السعودية ، بأن سمحت لعشرات المستوطنين باقتحام  المسجد الأقصى ، ودهسه بأحذيتهم ، بعد طرد كل الفلسطينيين منه بالقوة والتعدى عليهم ، بدعوى أنهم يحتفلون بالعام اليهودى الجديد ، وكل ذلك تحت حماية واضحة من الشرطة الإسرائيلية ، التى واصلت مخططها بالتضييق الكامل على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة ، وطرد أى فلسطينى لم يتحققوا من هويته من داخل المسجد ، فضلا عن قيام الجيش الصهيونى ،  بغارات جوية متلاحقة شرق قطاع غزة ، بدعوى ملاحقة عناصر من المقاومة ، واعتقال 4 فلسطينيين من بينهم طفل لا يتعدى عمره الـ 12 عاماً ، من مخيم العروب بشمال محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية ، بعد شن حملات مداهمة وتفتيش لمنازل الفلسطينيين بالمنطقة  

 

وقامت قوات الاحتلال أيضاً ، باقتحام بلدة عناتا بالقدس المحتلة ، وإطلاق قنابل مسيلة للدموع على عدد كبير من الطلاب مما أسفر عنه إصابة العشرات منهم باختناقات ، وذلك بدعوى تفريقهم ، مع أنهم حسب بيان وزارة التعليم الفلسطينية ، كانوا مسالمين ومتواجدين بالقرب من مدارسهم ، ولا يقوموا بأى تظاهرات من أى نوع  ، مما اضطر معه الطلاب  لمغادرة الفصول الدراسية بفعل كثافة الغاز المُستخدم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

ويتوقع المراقبون ، أن ترفع إسرائيل من وتيرة تشديد الخناق على الفلسطينيين أكثر وأكثر خلال الفترة المقبلة  ، لاسيما بعد اصرارها على اغلاق معبر بيت حانون ، شمال قطاع غزة ، بسبب التظاهرات ، والتأكيد على عدم فتحه إلا بعد هدوء تلك الاحتجاجات التى اندلعت بالقطاع تندد بأفعالهم .

 

 

 

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف