رحمة الله على كل ضحايا زلزال المغرب ، ويشفى كل المصابين في هذا الحادث الأليم ، وبعيداً عن أى نوع من أنواع الشماتة ، فلا شماتة في الكوارث المفجعة والموت ، فهذا الزلزال ربما يكون رسالة من الله تعالى لملك المغرب والمسئولين بالمملكة ، فالمتابع لتحركات مسئولى المغرب ومعهم عدد ليس بالقليل من الشعب المغربى ، ربما يفسر لماذا ضرب الزلزال الإلاهي المغرب وفى هذا التوقيت ، وجاء بهذه القوة التى هزت المغرب بالكامل حكومة وشعباً .
 |
| محمد السادس |
فربما
يكون هذا الزلزال عبارة عن رسالة تحذير واضحة من الله تعالى للملك محمد السادس ملك
المغرب ، والذى غرق خلال السنوات الثلاث الأخيرة ، في بحر العسل مع دولة الكيان
الصهيونى ، عقب توقيع اتفاقية إبراهام مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة
الأمريكية ، في العاشر من ديسمبر عام 2020 ، وشدوا على أيدى ملطخة بدماء إخواننا في
فلسطين ، فمنذ ذلك التاريخ ، تحولت المغرب
بشكل غريب في علاقتها بإسرائيل ، وبدت وكأنها ولاية تابعة للكيان الصهيونى ،
زيارات متبادلة بين المغاربة وإسرائيل ، ورحلات ترفيهية تجمع الشعبين ، ونشر صور
عبر وسائل التواصل الاجتماعى ، ويد المغربى تتشابك مع يد الإسرائيلى ، والعناق
الحار ، أصبح هو السمة المميزة بينهما .
هناك
دول بالفعل تطبع مع إسرائيل ، ولكن تطبيع يشوبه الحذر ، غير معلن وفى أضيق الحدود
، أما المغاربة فقد تناسوا أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى ، يداه
ملطختين بدماء إخواننا الفلسطينيين في الضفة وغزة وجنين وغيرها ، وفى ظل ما يفعله الكيان
الصهيونى من مذابح في حق إخواننا في فلسطين
، وتوسيع عمليات الاستيطان في الضفة الغربية وتشريد مئات الأسر الفلسطينية
فوجئنا بالملك محمد السادس يدعو مرتكب تلك
المذابح ، رئيس الوزراء نتنياهو لزيارة المغرب، وصدرت الدعوة في رسالة شخصية شكر
فيها الملك، إسرائيل على استعدادها للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ،
ووصلت الأمور إلى وصف تلك الزيارة بأنها ستفتح آفاق جديدة لتعزيز العلاقات بين
الدولتين ، لمجرد أن اعترفت
اسرائيل بأحقية سيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية ، واستعداد اسرائيل لفتح
قنصلية لها بمنطقة الداخلة.
ترابط مغربى صهيونى وإهمال القضية الفلسطينية
وبدا الترابط بين
الجانبين وثيقاً ، حيث يعيش من اليهود في المغرب عدد لا يقل عن 3000 مواطن ، أما
المغاربة المقيمين في إسرائيل ، فيصل عددهم إلى 512 ألف و200 نسمة ، ويعبر عن مدى
الارتباط بين الجانبين ، تجاهل المغرب الواضح للقضية الفلسطينية ، عدا بعض التصريحات ، التى
لا تعدو للاستهلاك الإعلامي فقط ، ففى نفس توقيت الغارات التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة ، قامت المملكة المغربية
الإسلامية ، بتجاهل سقوط العشرات من أهالينا في فلسطين ضحايا تلك المجازر
الإسرائيلية ، واستضافت
للمرة الثانية مراسم الاحتفال الخاص بعيد
الاستقلال الـ 75 لدولة الكيان الصهيونى ،
وذلك بحضور أكثر من 400 ضيف إسرائيلي ، في فندق فيرمونت في العاصمة الرباط.
وشمل
الاحتفال عرضًا للأزياء ، قام به بعض
الطلاب من إحدى مدارس التصميم المعروفة في
المغرب ، وتضمن العرض تصميمات أزياء ، أعلن الحضور أنها مستوحاة من ثقافة البلدين ، وفى نهاية الحفل ، بينما أصوات القذائف تخترق منازل الفلسطينيين ،
كان غناء
النشيدين الوطنيين لكل من إسرائيل والمغرب و باللغتين العبرية والعربية من قبل
مغني ومغنية مغربيين ، فامتزجت كلمات النشيدين مع صرخات إخواتنا في فلسطين من
مجازر بنى صهيون ، فهل كان الزلزال رسالة من الله لملك المغرب بعد تلك الحوادث ،
ربما؟
وعندما وقعت أحداث جنين بالضفة الغربية خلال عام
2022 والذى أسفرت عن استشهاد عشرة فلسطينيين ، و تخللها قصف جوي بطائرات مسيرة إسرائيلية استمر ليومين
متتالين ، مما أدى لإصابة 200 فلسطينى ، و تشريد 3 آلاف أسرة فلسطينية ، عقب تدمير
منازلهم ، كانت العاصمة المغربية الرباط على موعد لاستضافة قمة إبراهام للدول التى
تطبع مع إسرائيل ، واكتفت فقط وبتصريحات من ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب ، بتأجيل
القمة لوقت لاحق بسبب الأوضاع السياسية التى تحول عن إقامتها في موعدها.
المغرب بالفعل ألقت القضية الفلسطينية وراء
ظهرها ، وفتحت ذراعيها على مصرعيها
لاحتضان الكيان الصهيونى ، وكل ما نلاحظه من ملكهم أو مسئوليهم ، فيما يتعلق
بالقضية الفلسطينية ، تصريحات فقط لا غير ، يؤكدوا من خلالها دوماً أمام الكاميرات
، أن موقفهم من القضية الفلسطينية ، لن يتغير وأنهم مع حقوق الفلسطينيين ، وخلف
الكاميرات ، يسابق هؤلاء المسئولين الزمن ، لتوطيد علاقاتهم مع الكيان الصهيونى ، ونفس
المسئولين تباهوا بأن حلمهم تحقق ، بعدما أعلنت الخطوط الملكية المغربية عن إطلاق خط جوي مباشر
يربط الدار البيضاء بتل أبيب بتاريخ 12 ديسمبر عام 2022
نصب تذكارى للحسن الثانى وتبادل الزيارات
العلاقة بين المغرب وإسرائيل ، تعتبر هى الأكبر ما بين إسرائيل وأى دولة عربية أخرى ، ولما لا وها هى إسرائيل تطلق اسم الملك المغربى الأسبق الحسن التانى على أحد شوارعها الحيوية ، ويتخلله نصب تذكارى بالميدان الرئيسى بالشارع تخليداً لذكراه ، ولن ينسى الفلسطينيون ، لقاء وزير خارجية المغرب ، ناصر بوريطة مع قناة " كان " الرسمية الإسرائيلية ، والذى قال من خلالها ، أن اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والمغرب ، تمثل تطوراً مهما تدعمه جميع مراكز القوة المهمة في المغرب ، ويمهد الطريق للتعاون والشراكات ، وأشار إلى إن العلاقات مع إسرائيل ستشمل الرحلات الجوية المباشرة والعلاقات الدبلوماسية والتعاون في العديد من القضايا.
واعتبر
بوريطة الاتفاقية قرارا سيادياً ، ينطلق من طبيعة العلاقات بين المغرب وإسرائيل ، وقال
بالحرف الواحد ، لقد شاهدنا جميعاً ، كيف
احتفل الناس في بلاده بإسرائيل بعد
الإعلان عن التطبيع معها ، لان هناك روابط
إنسانية لا مثيل لها بأى مكان آخر
االنصب التذكارى للملك الحسن الثانى بإسرائيل
وتواصلت
الزيارات المكثفة بين البلدين ، بدأها وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس للمملكة المغربية، والتى كانت أول زيارة رسمية لوزير دفاع إسرائيلي
للمغرب ، والذى افتتح زيارته بوضع أكليل
من الزهور على ضريح الملك الراحل محمد الخامس بالعاصمة المغربية الرباط
وبعدها
، التقى غانتس مع نظيره المغربي ، السيد عبد اللطيف لوديي ، المكلف بإدارة الدفاع
الوطني المغربى ، ووقعا على اتفاقية في
المجالات الأمنية والاستخباراتية، والتي تقضي بعقد صفقات أمنية وبيع معدات أمنية
وعسكرية وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة ما بين المغرب إسرائيل.
وشهد
التبادل التجاري بين الدولتين خلال عام 2023 ، ارتفاعا ملحوظة ، وفقاً لتصريحات مسئولين مغاربة
، والذين أعلنوا أن الاستثمار مع إسرائيل في قطاع تبادل السائحين فقط ، بلغ حوالي 100 مليون دولار، حيث زار المغرب خلال هذه الفترة نحو 70 الف سائح
إسرائيلي ، وتوقعوا أن يزداد عددهم ثلاثة أضعاف خلال السنوات
المقبلة ليبلغ نحو 200 الف سائح سنوياً.