إعصار درنة وزلزال المغرب بداية التحديات
نسبة
كبيرة من السكان ، يعيشون على ضفاف البحر المتوسط ، ويعتبر هذا البحر أمرًا
طبيعيًا وجزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية ، ومع ذلك يشكل البحر المتوسط في أيام
غضبه ، تهديدًا محتملًا للعديد من البلدان
المحيطة به فيما يتعلق بحدوث الزلازل ، ومد مياه البحر وارتفاع منسوب المياه بشكل
مخيف ، بجانب أعاصير المتوسطى ، والتى أصبحت أكبر خطر على الدول المطلة على هذا
البحر ، وما حدث في مدينة درنة الليبية
بسبب هذا الإعصار ليس ببعيد ، ويتوقع
الخبراء أن يحمل هذا البحر كوارث مدمرة خلال عام 2024 ، إذا لم تفطن الدول لتلك
التهديدات الطبيعية والمناخية الخطيرة ، وتتكاتف فيما بينها لمواجهة تلك التحديات
المدمرة .
البحر المتوسط أيام الغضب |
ظاهرة المد وابتلاع البحر المتوسط لمدن كاملة
مد
البحر المتوسط وارتفاع منسوب مياهه عن المعدل الطبيعى ، ظاهرة خطيرة ، ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة التأثير
المشترك للجاذبية الشمسية والقمرية على كميات المياه في هذا البحر ، وتتسم هذه الظاهرة بتغيرات منتظمة في مستوى سطح
الماء على مدار اليوم ، تشهد السواحل
المتوسطية مرتين في اليوم ارتفاعًا وانخفاضًا في مستوى الماء، وقدرتها على التأثير
على السواحل والمدن الموجودة على السواحل تختلف اعتمادًا على عدة عوامل.
كما
يؤثر مد البحر المتوسط أيضًا على أمان السواحل، حيث يمكن أن يؤدي إلى تراجع
الشواطئ وتغير مسار الأنهار ، بسبب تعديل الرواسب الساحلية ، و هذا يزيد من تعرض
المناطق الساحلية للعواصف وتآكل الشواطئ ، كما تتأثر الحياة البحرية والنظام البيئي الساحلي ،
بشكل كبير بتغيرات مد البحر المتوسط ، مما يؤدى إلى التغير في المناخ نفسه بشكل
كبير وواضح ، وتأثيره يكون قوى على الدول المحيطة به ، وقد تؤدي التغيرات المفاجئة في مستوى الماء إلى
تغير المواطن البيئية والتأثير على التنوع البيولوجي، والأنظمة البيئية الأخرى في
المنطقة.
ويهدد
ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط الهائج ، باختفاء مدن بالكامل من على الخريطة
العالمية ، على رأسها بالطبع ، مدينة البندقية في إيطاليا ، حيث تواجه تلك المدينة ، تحديات هائلة من مد البحر ،
وتعتمد المدينة على شبكة من القنوات والأنهار والجسور، ومستوى سطح البحر المتزايد
يهدد بغرق المدينة تحت المياه ، ومارسيليا في فرنسا من المدن المهددة أيضاً بالمد
، كما يهدد هذا المد أيضاً عدد من المدن الأوروبية المطلة على البحر المتوسط .
وفى
أفريقيا ، تعتبر مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية من المدن المهددة بأن
يبتعلها البحر المتوسط ، بسبب موقعها الساحلي المنخفض، حيث تواجه الإسكندرية
تحديات من مد البحر ، وقد تأثرت المدينة بالفعل بارتفاع مستوى سطح البحر وغمر بعض
الأحياء السكنية في بعض الأوقات السابقة ، كما أن معظم مدن دول الشمال الأفريقى
ليست بمنأى عن هذا الخطر الداهم .
أعاصير البحر المتوسط الخطر الأكبر
ومع
ارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة ، خلال السنوات الأخيرة ، أصبح البحر المتوسط
يمثل خطراً جديداً وأقوى على المدن المطلة عليه ، والمتمثلة في الأعاصير القوية
التى تلتهم كل شئ يقابلها ، والتى ضربت
مؤخراً مدينة درنة بليبيا ، وأزهقت العديد من الأرواح وضيعت معالم المدينة بالكامل
، ويتوقع الخبراء ، أن تستمر تلك الظاهرة الخطيرة ، وتنشط بصورة أكبر في صيف 2024
، لاسيما وأن أعاصير المتوسطى ، تنشط مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، ولا سيما
بالدول الأوربية التى لم تتعود على مثل هذه التغيرات المناخية .
والخطير في الأعاصير الناتجة عن البحر المتوسط ، أنها حسب تأكيدات خبراء الأرصاد ، أنه لم يتوقع في أى منطقة سيكون أكثر نشاطاً ، لأنه ينتج عن ارتفاع درجة الحرارة بصورة مبالغ فيها في منطقة معينة ، مما يؤدى للتفاعل مع الغلاف الجوى والرطوبة ، فيسمح بسقوط أمطار غزيرة ، وتيارات قوية تتنقل من مكان لآخر ، مثل العاصفة دانيال ، حيث أكد ديفيد فاراندا ، الباحث في علوم المناخ بباريس ، من خلال تصريحات اعلامية ، أن العاصفة دانيال بدأت
كوارث البحر المتوسط |
بارتفاع درجة الحرارة بدولة فرنسا ، وتحولت
بفعل تفاعلها مع الغلاف الجوى إلى إعصار تزداد قوته يوماً وراء الأخر ، ويتميز هذا
الإعصار بأنه يتحرك من مكان لآخر بقوة مختلفة ، فقد استقر فوق اليونان لعدة أيام ، مما أدى
لسقوط السيول بها ، حتى حملته التيارات الهوائية
الجوية للسواحل الليبية واستقر بقوته بمدينة درنة الساحلية ، وجذبته دراجات حرارة البحر المتوسط المرتفعة
جداً عن معدلها الطبيعى من 3 إلى 4 درجات.
وكشف
ديفيد ، أن هذا الإعصار لن يكون الأخير ، والمنطقة مهددة بأعاصير أكثر قوة خلال
الأعوام القادمة ، بداية من عام 2024 المقبل ، مع العودة لارتفاع درجات الحرارة
خلال فصل الصيف ، وستكون تلك الأعاصير
أكثر كثافة وقوة ، بسبب التوقع بأن ترتفع درجات الحرارة عن هذا العام ، وارتفاع نسبة ثانى
أكسيد الكربون في الغلاف الجوى للبحر المتوسط ، مما يؤدى إلى رتفاع الطاقة مع
الرطوبة وحرارة الجو ، لتكون الأعاصير في النهاية أكثر قوة ، وتأثيرها مدمر
وأشار
ديفيد ، إلى المناطق الأكثر تعرضًا للخطر من هذه الأعاصير ، والمتوقع نشاطها بشكل
كبير بداية من عام 2024 ، هي بعض البلدان
في شمال أفريقيا، وكذلك بعض البلدان في جنوب أوروبا، لأنها لا تملك البنية التحتية
اللازمة للتعامل مع هذه الكميات من الأمطار ولا مع الفيضانات الساحلية الناجمة عن
هبوب الرياح العنيفة التي تصاحب الإعصار.
زلازل قوية تخرج من باطن البحر المتوسط
وخطورة
البحر المتوسط ، الذى تحول لوحش يفتح فكيه لالتهام عدد كبير من المدن ، تكمن أيضاً
في الزلازل التى تنبعث من باطنه لتهدد الدول المتواجدة على ضفافه ، والسبب الرئيسى
في ذلك ، أن البحر المتوسط في منطقة تصطدم
فيها الصفائح الأفريقية والأوروبية، وتشهد
البلدان المحاذية للبحر المتوسط بشكل خاص زلازل متوسطة إلى قوية بين الحين والآخر
، ويتوقع الخبراء ، حدوث زلازل إضافية في هذه المنطقة خلال عام 2024 ، من المهم أن
تكون البلدان المحاذية للبحر المتوسط مستعدة تمامًا للتعامل مع هذه الزلازل
المتوقعة من حيث الأمان العام والبنية التحتية وتأثيرها على الاقتصاد المحلي.
تعتبر بعض الدول مهددة بحدوث زلازل قوية خلال
الفترات القادمة ، فمن بين الدول الرئيسية
التي يتوقع حدوث زلازل قوية فيها في العام 2024 هي ، المغرب التى ما زالت تعانى من
آثار الزلزال التى تعرضت له مؤخراً ، ويرجع
ذلك إلى النشاط الزلزالي في مناطق مثل
الريف والأطلس ، ويتوقع أيضاً زلازل قوية في بلدان قريبة من البحر المتوسط من
بينها مصر وإيطاليا وتركيا وسوريا وغيرها دول كثيرة مهددة.
ومن
المتوقع أن تستمر الزلازل في البحر المتوسط، وقد يحدث زلزال قوي يتسبب في تدمير
كبير في عام 2024 ، لذلك ينبغي على السكان
في المنطقة أخذ التحذيرات والتدابير اللازمة لتعزيز السلامة الشخصية والهياكل
المتضررة في حالة حدوث زلزال قادم.
و
تعتبر تركيا إحدى الدول التي تقع في منطقة زلازل حمراء (زلازل محتملة بشدة عالية)
وشهدت زلازل كبيرة في العقود السابقة ، استنادًا إلى تجربتها ، زادت تركيا جهودها
في بناء المباني مقاومة للزلازل وتطوير نظام إنذار مبكر للزلازل ، كما تشهد إيطاليا زلازل بانتظام نتيجة لتواجدها
في منطقة نشاط زلزالي مرتفع ، وقدمت إيطاليا دروسًا هامة في إعداد خطط الطوارئ
والتعامل مع الزلازل بشكل فعال.
الجدير بالذكر ، أنه لا يمكن التنبؤ بالزلازل بدقة مطلقة،
ولكن يمكن اتخاذ تدابير احترازية لتقليل التأثيرات السلبية للزلازل المتوقعة.
ينبغي على الجهات المعنية والسكان المحليين توخي الحذر واتخاذ إجراءات السلامة
المناسبة لتعزيز الاستعداد والحماية من زلازل بحر المتوسط المتوقعة في العام 2024.
الزلازل
قدرتها عالية، مما يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على البنية التحتية والاقتصاد في
المناطق المتأثرة ، من الناحية البنية التحتية، يمكن أن تتسبب الزلازل في تدمير
الطرق والجسور والمباني. قد يتطلب إصلاح هذه التدميرات تكاليف باهظة ووقتًا
طويلاً، مما يؤثر على السفر والنقل والتجارة. بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث انقطاع في
إمدادات الكهرباء والمياه، مما يؤثر على حياة السكان المحليين.
من
الناحية الاقتصادية، يؤدي تأثير الزلازل على البنية التحتية إلى توقف الأعمال
التجارية وتراجع الاستثمارات. قد يتأثر السياحة وصناعة الفنادق والمطاعم بشكل
كبير، ويمكن أن يكون لهذا تأثير سلبي على الاقتصاد المحلي.
التعاون بين الدول لمواجهة تلك التحديات
لمواجهة
التحديات المتعلقة بتأثير الزلازل على البنية التحتية والاقتصاد، يجب أن تتعاون
الدول المتأثرة في المنطقة مع بعضها البعض ، يمكن للتعاون الإقليمي أن يكون له تأثير كبير في
تحسين استعداد الدول وقدرتها على التعامل مع الزلازل المتوقعة.
ويؤكد
الخبراء ، أنه يمكن للدول أن تشارك المعلومات والخبرات المتعلقة بالإجراءات
الوقائية والتحذير المبكر، وتطوير البنية التحتية المقاومة للزلازل ، كما يجب
أيضًا تعزيز التعاون في التدريب والتوعية للسكان حول كيفية التصرف في حالة وقوع
الزلازل ، وبالتعاون المشترك، يمكن للدول المتأثرة تقليل الآثار السلبية للزلازل
وتعزيز الاستعداد والاستجابة الفعالة لأي أحداث مستقبلية، مما يضمن
أما
بالنسبة لخطر مد البحر المتوسط ، فعلى الدول المهددة بهذا الخطر كما أكد المتخصصون
في هذا الشأن ، تعزيز المضامير والأرصفة
الساحلية ، وتوفير هياكل ميكانيكية مثل الأرصفة الساحلية والحواجز المائية ، لامتصاص طاقة الأمواج ، وتقليل حجم الأمواج
القوية التي تصل إلى الشواطئ ، وتعزيز البنية التحتية المستدامة والتخطيط العمراني
الذكي يمكن أن يقلل من آثار ارتفاع مستوى سطح البحر على المدن الساحلية ، بجانب تشجيع
الابتكار والتطوير في مجال الهندسة المعمارية والتكنولوجيا البيئية يمكن أن يوفر
حلولًا جديدة وفعالة للتصدي لتحديات مد البحر المتوسط.
وفيما
يتعلق بالأعاصير ، فيجب تنسيق المشاريع
بين الدول ، فعن طريق التعاون والتنسيق
بين الدول المتأثرة بظواهر البحر المتوسط ، من الممكن أن تتحقق نتائج أكثر فاعلية في حماية المدن الساحلية ، وفي
حال كانت كميات الأمطار التي تهطل على دول مثل شمال إفريقيا استثنائية وتصل لحد
السيول الجارفة ، فمن الممكن تماما تصميم سدود قادرة على تحمل هذه الكميات من
الأمطار.
ويرى
بعض الخبراء ، أنه من الضرورى ، تجنب إعادة البناء بالقرب من المناطق الساحلية
بالبحر المتوسط ، و إنشاء نظام إنذار، مثل
نظام "ميطيو فرانس"، الذي يسمح في حالة وصول إعصار، بنقل السكان
الموجودين في المناطق المعرضة للفيضانات ، إلى مناطق أكثر أمناً قبل وقوع الكارثة .