يبدو أن الصراع المحتدم ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وحليفتها الصين ، يدخل كل يوم منعرج أخطر مما سبق ، فبدأ يظهر في الصورة خلال الساعات القليلة الماضية ، كلا من الرئيس الكورى الشمالى المثير للجدل " كيم يونغ أون " وحسن نصر الله ذراع إيران اليمنى ، لبث الخوف والقلق لدى الإدارة الأمريكية والكيان الصهيونى.
كيم يونغ خلال زيارته لروسيا |
فكما
كان يتوقع المراقبون ، أن روسيا والصين ، سيكون لهما رد واضح على تحركات الإدارة
الأمريكية ، لتطبيع عدد من الدول العربية مع الكيان الصهيونى ، والإعلان عن الممر
التجارى خلال قمة العشرين الأخيرة ، الذى ينال من المصالح الصينية فيما يتعلق
بطريق الحرير ، ومحاولة الولايات المتحدة فرض هيمنتها كاملة على منطقة الشرق
الأوسط ، فها هى بروسيا تضرب عرض الحائط بالعقوبات الكبيرة
الموقعة على كوريا الشمالية من الولايات المتحدة وحلف الناتو والأمم المتحدة ، وتستدعى " كيم يونج " رئيس كوريا
الشمالية ، الذى يرهب الغرب بتصرفاته ، لزيارة روسيا ، وتفقد عدد من المواقع
العسكرية ، والإعلان عن تبادل بين الجانبين في الجانب التسليحي.
وهذا
التحالف الثنائى يضرب عدة عصافير بحجر واحد ، حيث يبعث برسالة واضحة للتحالف
الرباعى الذى يضم الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والهند ، كما أن
زيارة الزعيم الكورى الشمالى لروسيا ، تبدو وكأنها رد على زيارة بايدن لفيتنام ،
والذى أغضبت الإدارة الصينية ، وجاءت الوعود الروسية لكيم يونج " بمساندة
بلاده للخروج من الأزمة الغذائية التى فرضها عليهم العقوبات الموقعة من الأمم
المتحدة ، فضلاً عن مساعدته في تسليح جيشه بأحدث الأسلحة ولاسيما الصواريخ
البليستية ، وعمل تبادل بين الجانبين في مجال التسليح ، وكلها رسائل واضحة لبايدن
والأمم المتحدة.
حزب الله ومطار جنوب لبنان
وفى نفس توقيت زيارة الزعيم الكورى الشمالى لروسيا ، بدأت الحكومة الصهيونية ، تشكو من تحركات ، حسن نصر الله زعيم حزب الله الموالى لإيران ، الحليف القوى للصين وروسيا بمنطقة الشرق الأوسط ، عقب اكتشاف قيام حزب الله بإنشاء مطار عسكرى جنوب لبنان ، يهدف إلى توجيه الضربات مستقبلاً في العمق الإسرائيلى ، مما دفع مسئولون إسرائيليون للخروج عبر وسائل الإعلام المختلفة ، لاتهام إيران بأنها وراء إقامة هذا المطار للقيام بأعمال عسكرية ضد إسرائيل.
نيتنياهو |
المطار
الذى يرهب الكيان الصهيونى ، يقع بالجنوب اللبنانى ، عند قرية بركة جبور ومدينة
جزين ، وموقعه يسمح باستهداف العمق الإسرائيلى ، ولاسيما بأن المطار يتسع للطائرات
متوسطة الحجم ، والتى يمتلك حزب الله عدد منها حصل عليها من الجانب الإيرانى ،
ومما يقلق الكيان الصهيونى من هذا المطار ، أن منطقة بركة جبور التى أقيم بها هذا
المطار ، هى منطقة عسكرية خاصة بحزب الله ويوجد بها مراكز تدريب عسكرية ومستشفى ميدانى
تحت الأرض تابعين لكتائب حسن نصرالله.
وجاء
الإعلان عن اكتشاف هذا المطار ، ونشر صور وخرائط خاصة به من الجانب الصهيونى ،
بالتزامن مع خروج نعيم قاسم ، نائب الأمين
العام لحزب الله اللبناني، بتصريحات قوية نقلتها قناة المنار خلال الاحتفال بتخريج
دفعة جديدة لطلاب الثانوية العامة بمدارس المصطفى بمدينة بيروت ، قال فيها إن البعض في لبنان يتهَّجم على المقاومة ، ويريد
أن ينزع سلاحها ، ألم يعرف مثل هؤلاء الطامحين للمناصب السياسية الرفيعة ، أن نزع
السلاح من المقاومة سيضعف من مقاومة دولة لبنان ، ويعطى العدو الإسرائيلى الفرصة
لاحتلال أرضنا بكل سهولة ويسر.
واستكمل قاسم حديثه
بلهجة حادة وكأنه يوجهه للحكومة الإسرائيلية ، لقد انتهى عصر العبث من الجانب
الإسرائيلى بأرض لبنان وبحياة أبنائها ، دون أن يكون هناك رد رادع على أى تحرك
منهم يلحق الأذى بلبنان وشعبها ، وما دامت المقاومة موجودة ، فلن نسمح لإسرائيل
بأى تحرك ينال منا ، فقد نجحت المقاومة في دحر الجماعات التكفيرية ، وإعادة رسم
الحدود البحرية ، بالشكل الذى يضمن حق الشعب اللبنانى ، ولن نستريح حتى نعيد
ثروتنا النفطية ، بعدما نجحنا في خلق التوازن الرادع مع الجانب الإسرائيلى
وأكد
قاسم خلال تصريحاته ، بأن حزب الله سيبقى مستعداً في أى وقت ، لأى مواجهة تحاول
فرضها إسرائيل ، فالمقاومة ستظل قوية باتحادها مع الجيش والشعب اللبنانى ، ولابد
من التخلص من رؤوس الفتنة ، التى تحاول أن تنال من ثروات اللبنانيين وانجازاتهم ،
ونفى ما يحاول البعض ترويجه من أكاذيب رخيصة ، باتهام بعض التابعين لحزب الله
بالقيام ببعض أعمال تهريب الأسلحة عبر مطار بيروت الدولى ، واصفاً إياها بمحاولات لتشويه صورة المقاومة أمام الشعب اللبنانى
يأتى ذلك في الوقت
الذى عبر فيه بعض المسئولين السابقين في الكيان الصهيونى ، عن مخاوفهم من استهداف حزب الله لإسرائيل ، مع
العام اليهودى الجديد ، على رأسهم اللواء عاموس يادلين ، الرئيس السابق لجهاز
المخابرات العسكرية الإسرائيلية " أمان " ، والذى أكد أن إسرائيل أمام
عدة سيناريوهات خلال العام الجديد ، من بينها التوترات شمالاً ، واحتمالية أن
يستهدف حزب الله العمق الإسرائيلى ، معتبراً أن حزب الله هو أكبر تهديد يواجه
إسرائيل خلال الفترة القادمة .