بدت الحكومة الإسرائيلية منذ صباح اليوم الجمعة ، وهى فى حالة احتفال كامل بالذكرى الثالثة للتوقيع على اتفاقية إبراهام الموقع عليها من قبل الإمارات والبحرين والمغرب ، ومن المنتظر أن تنضم السعودية للاتفاقية خلال الفترة القليلة القادمة ، لتنجح إسرائيل فى إحكام قبضتها على دول الخليج ، بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية ، والتى تهدف من وراء ذلك تحقيق مصالحها باستكمال مسلسل نهب ثروات دول الشرق الأوسط
افتتاح السفارة الاسرائيلية بالإمارات |
واحتفلت بالذكرى الثالثة لتوقيع اتفاقية إبراهام ، دولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث خرجت السفارة الإماراتية بإسرائيل ، ببيان عددت من خلاله حجم التبادل الاقتصادي والنجاحات التى حققتها كل من الإمارات
وإسرائيل منذ توقيع اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيونى ، حيث أعلنت من خلال
بيانها ، أنه بلغت التجارة الثنائية بين إسرائيل والإمارات 5.6 مليار
دولار ، منذ التوقيع على الاتفاقية فى سبتمبر من عام 2020 ، وأن أكثر من مليون
سائح إسرائيلى ، قاموا بزيارة الإمارات ، و70 شركة إسرائيلية تعمل بدولة الإمارات
، و106 رحلة أسبوعية ما بين الإمارات وإسرائيل ، وتم توقيع 120 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين
الجانبين ، بجانب توقيع أول اتفاقية تجارة حرة ما بين إسرائيل ودولة من دول الخليج
،
يأتى ذلك فى الوقت الذى كثفت فيها إسرائيل من احتفالاتها ، بمناسبة الذكرى الثالثة للتوقيع على اتفاقية إبراهام ، وقال ايلى كوهين وزير الخارجية الإسرائيلي ، فى بيان مصور بثه التليفزيون الإسرائيلي ، إن اتفاقية إبراهام أو إبراهيم بالعربية ، غيرت النظرة للسلام بالمنطقة وفتحت آفاق جديدة ، وسميت بإبراهيم لأنه الأب الروحى للديانات الثلاث الاسلام واليهودية والمسيحية ، مشيراً إلى أنه تم عقد العديد من الاتفاقيات المشتركة مع الدول الموقعة على الاتفاقية ، فى مجالات الاقتصاد والمناخ والأمن والصحة والأمن الغذائى والزراعة والتعليم والتكنولوجية والمياة والطاقة وغيرها.
وأضاف كوهين ، أن حكومته قامت بفتح مكاتب رسمية بالدول الموقعة على
الاتفاقية ، وانطلقت الرحلات الجوية
المتبادلة بينهم وبين تلك الدول ، وأكد أن
هناك زيادة فى حجم التبادل التجارى بينهم وبين دول إبراهام ، بجانب وجود استثمارات من جانب تلك الدول
الموقعة على الاتفاقية داخل إسرائيل ، فضلا عن الإعفاء من تأشيرة الدخول ما بين
الإمارات وإسرائيل ، والعمل بنظام التأشيرة الإلكترونية بيهم وبين المغرب والبحرين ، مما سمح للمواطن الإسرائيلي
من زيارة تلك الدول بسهولة
وأكد كوهين ، اليوم نحتفل بذكرى هذا الانجاز العظيم ، ونعلن وقوفنا بجانب
المغرب فى أزمتها الأخيرة بسبب الزلزال العنيف الذى ضرب المملكة ، باعتبار إسرائيل
شريكة وصديقة للمغرب ، وتواصل إسرائيل سعيها للتطبيع مع دول الشرق الأوسط بالكامل
، ونحن اليوم ، نحيي ذكرى مرور ٣ سنوات على التوقيع على اتفاقيات
إبراهيم للسلام بين إسرائيل والإمارات ومملكة البحرين، ٣ سنوات من الصداقة
والشراكة والاخوة والسلام.
التبادل التجارى ومشروع نهب ثروات الخليج
ومع توقيع اتفاقية إبراهام ، بدأ حجم التبادل التجارى بين الدول الموقعة عليها وبين إسرائيل ينمو عاماً وراء الآخر ، وساهمت تلك الدول فى تقوية شوكة الكيان الصهيونى ، ليواصل تعدية على المقدسات والمواطنين ، بأرض فلسطين المحتلة ، فقد وقعت إسرائيل على سبيل المثال لا الحصر ، خلال عام 2021 ، مع الاردن والامارات العربية المتحدة مذكرة تفاهم لبناء منشآت للطاقة الشمسية وتحلية المياه
وكشفت أرقام الجهاز المركزي للإحصاء ، أن حجم التجارة بين الإمارات وإسرائيل بلغ في " 2021-2022 " باستثناء الماس والخدمات ، نحو 2.5 مليار دولار، بينما بلغ التبادل التجارى
ما بين إسرائيل البحرين ، 20 مليون دولار ،
ويرجع ذلك إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي مركز مالي
عالمي ، بجانب أنها تحتوى على أماكن عدة للجذب السياحى ، فخلال عام 2022 استقبلت الإمارات ، نحو مليون سائح إسرائيلي ، بينما زار 1400 سائح
من الإمارات إسرائيل خلال نفس العام ، بينما زار 400 سائح بحرينى إسرائيل.
أما الفخ الأكبر الذى أعده الرئيس الأمريكى بايدن ، لدول
الشرق الأوسط بوجه عام ، ودول الخليج العربى على وجه الخصوص ، فيتمثل فى الممر
الاقتصادى المزمع انشاءه ، ما بين الهند والإمارات والسعودية وإسرائيل وبعض الدول
الأخرى ، والذى تم الإعلان عنه ، خلال جلسات قمة العشرين الذى استضافته الهند منذ
أيام ، فهذا المشروع المستفيد منه الأول ، الولايات المتحدة وإسرائيل والهند ، أما الدول
العربية بما فيها دول الخليج ، دورها ثانوى فى المشروع ، وبعدما كانت السعودية تلاعب تلك الدول بورقة إيران والصين ، وقعت فريسة لهذا المشروع .
ففى البداية المشروع سوف يتكلف ما يزيد عن الـ 30 مليار
دولار بشكل مبدئى ، وبدأت أمريكا توزع الأدوار فى مرحلة الانشاء ، حيث تم اسناذ عمليات
انشاء خطوط السكك الحديدية ، لشركات تابعة لدولة الهند ، بينما تم اسناد باقى
المشروع من طرق وموانئ ومد كابلات وخلافه ، إلى لشركات أمريكية وأوربية ، وتمكنت أمريكا
من الحصول على موافقة السعودية والإمارات ، لتكفلا بالتكلفة الكاملة للمشروع ، مع
أن المراقبين يؤكدون أن المشروع من شأنه أن يمهد لنهب ثروات النفط بدول الخليج ونقلها
للغرب وأمريكا ، تحت ادعاءات وأمور ستخلق فى حينها.
وكشف المراقبون ، أن أمريكا تريد ضرب أكثر من عصفور واحد
، من جراء هذا المشروع ، نجاح جهودها لتوقع المملكة السعودية على اتفاقية إبراهام
، وتبدأت بشكل رسمى ومعلن التطبيع مع الكيان الصهيونى ، وهى خطوة تعضد من موقف
بايدن خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقرر لها فى شهر نوفمبر من عام 2024 ،
بجانب توجيه ضربة للممر الصينى العملاق المعروف بطريق الحرير، والذى يضم 123 دولة
، فالممر المزمع إنشائه ، سيكبد الصين خسائر فادحة ، مما دفع بعض المراقبين
للتأكيد بأن الصين سترد بقوة فى المستقبل القريب على هذا المشروع ، هذا بجانب أن
الولايات المتحدة ستستنفذ دول الخليج مادياً من أجل إنشاء المشروع ، الذى يصب فى
النهاية لمصلحتها ، وأخيراً سيساهم فى عودة الهيمنة الأمريكية بشكل أكبر على دول
الشرق الأوسط.