شائعات جماعة الإخوان المحظورة ، أصبحت السلاح الرئيسى ، الذى تعتمد عليه
تلك الجماعة ، للنيل من سمعة واستقرار الدولة المصرية ، ويوهموا أنفسهم أن هذا
السلاح ربما يفتح لهم الطريق مرة أخرى للعودة للساحة السياسية ، واختار جهابزة
الجماعة مجموعة من المتلونيين ، ونشرتهم ما بين الإعلام المرئى والمقروء ، سواء
بمواقع إلكترونية أو منصات التواصل الاجتماعي على السوشيال ميديا، للقيام بتلك المهمة المشبوهه.
شائعات جماعة الإخوان ، تحولت لمنطق غريب تؤمن به وتتمسك بقواعده ، عقب ثورة
الشعب فى 30 يونية ، وأخذت قياداتها تشكل لجان خاصة ، تدير هذا الأمر باحترافية وأسلوب
دقيق ، يعتمد على مبدأ إقناع المتلقى ، مهما كانت المعلومة ، الأهم أن يقتنع
المتلقى بوجهة النظر الإخوانية ، دون الالتفات إلى صحة تلك المعلومة من عدمه ،
فالكتائب الإعلامية لتلك الجماعة ، تتعمد نشر أى شائعة ، فى التوقيت المناسب لها ،
الذى يسمح للمواطن أن يصدقها ، حتى ولو كانت بعيدة عن الواقع ، وذلك وفقاً للظروف
المعينة التى تمر بها البلاد ، التى تجعل من الشائعة أقرب للحقيقة على خلاف الواقع.
وهذا ما دفع المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء إلى إصدار تقرير مفصل فى يناير الماضى ، يكشف كم الشائعات التى تعرضت لها الدولة المصرية خلال عام 2022 ، من قبل المنصات الإعلامية المختلفة ، التابعة للإخوان ، والتى تعدت الـ 800 شائعة متنوعة وفى كافة المجالات ، ونالت تلك الشائعات جميع المسئولين والوزراء ، ولم تستثنى أحد ، حتى رئيس الجمهورية نفسه ، وصعدت كتائب الجماعة الإعلامية من وتيرة الشائعات خلال النصف الأول من العام الجارى ، وتزيد من تصعيدها كلما اقترب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية أوائل العام المقبل.
شائعات الإخوان تعتمد على محدودى الدخل والفقراء
وتوقع خبراء السياسة ، أن الجماعة الإرهابية ، سوف تلجأ خلال الفترة
القادمة ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية ، إلى نوعية محددة من الشائعات ،
التى تتعلق فى المقام الأول بحقوق الانسان وانتهاكات تحدث سواء فى أقسام الشرطة أو
السجون ، بهدف تقليب الرأى العام العالمى ، وتحريك منظمات حقوق الإنسان ، التى
يسطر الإخوان على معظمها ، بل وتوغلت أيديهم داخل المنظمات الحقوقية التابعة لدول
الغرب ، وهذا الأمر معروف منذ سنوات بعيدة.
اللواء محمود توفيق |
ويرى المهتمون بالعمل السياسى فى مصر ، أن كتائب الإخوان الإعلامية ستركز
جهودها فى الأيام القادمة ، على القضايا التى تمس معيشة المواطن المصرى ، وستصور
له الحياة القاتمة ، وأن المستقبل أسود على رأس المصريين ، ولاسيما من قطاع محدودى
الدخل ، وستجد الشائعة وراء الأخرى ، فيما يتعلق بالدعم وسعر رغيف العيش ونقص بعض
المواد الغذائية ، وشائعات أخرى تتعلق بموظفين الدولة ، من نوعية الاستغناء عن عدد
من الموظفين مثلاً فى أى جهة أو مؤسسة عمالية ، أو تخفيض رواتب الموظفين ، أو زيادة
الضرائب الخاصة بالدخل والمرتبات ، ووضع أرقام مفزعة ، لتخويف الموظفين وتجعلهم
يعيشون فى قلق على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
ومن المنتظر أيضاً كما يرى كل المراقبين ، أن تصل الشائعات للمجال الصحى ، من نوعية اختفاء أدوية معينة ، وإهمال أدى لوفاة داخل مستشفى بعينها ، حتى وان كانت موجودة بعض هذه الحالات بالفعل ، ولكن الجماعة لن تنتظر وقوع الحالات بالفعل فلديها أجندة شائعات خاصة ، لابد من نشرها أمام الرأى العام ، سواء حدثت بالفعل أو لم تحدث ، فتلك أمور ثانوية لا تهمهم فى شئ ، ومن المتوقع أن يصل قاموس الشائعات لديهم إلى القوات المسلحة نفسها ، ومتوقع أيضاً أن تصل الشائعات لطبقة الفلاحين ، من نوعية ، إجبار الفلاحين على تسليم المحصول بمبالغ مالية أقل من قيمتها بالأسواق ، ورفع أسعار الأسمدة والبذور ، وبنسبة كبيرة سوف تطال تلك الشائعات رئيس الجمهورية نفسه ، وفبركة قرارات على سبيل المثال والإدعاء أنه من أصدرها ، وكلها بالطبع تهدف إلى فقدان المواطن الثقة بينه وبين القيادة السياسية والنظام بأكمله
شائعات الإخوان ما قبل الانتخابات الرئاسية
اعتمدت الجماعة الإرهابية خلال عام 2022 على نشر الشائعات بصورة غير مسبوقة
، وتشير الاحصائيات أن وزارة التموين ، وما يخص السلع الغذائية ، هى أكبر مؤسسة
مصرية تعرضت للشائعات خلال عام 2022 ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، خرجت الأبواق
الإخوانية ، فى 18 يوليو 2022 بشائعة انتشرت كالنار فى الهشيم ، بالادعاء بإلغاء
بطاقة التموين ، واستبدالها بالكارت الموحد لشراء الخبز وبالتالى إلغاء السلع
المدعمة على البطاقة ، مما دفع رئاسة مجلس الوزراء لإصدار بيان ينفى الشائعة جملةً
وتفصيلاً ، بجانب شائعة إلغاء الدعم عن السلع الغذائية بالمقررات التموينية ، وإلغاء
الدعم عن رغيف العيش ، والذى يستفيد منه ما يقرب من 70 مليون مواطن مصرى.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية ، بدأت شائعات الإخوان ، تكون أكثر تركيزاً
على المشروعات التى أطلق شارة التنفيذ لها الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ومن أكبر
الشائعات المتعلقة بهذا الشأن ، التى أربكت عدد كبير من المواطنين ، الشائعة التى أطلقوها خلال مارس الماضى ، والخاصة بإلغاء
مشروع سكن مصر رقم 4 لعدم وجود أموال لاستكمال المشروع بعد ارتفاع أسعار مواد البناء
من أسمنت وحديد وخلافه ، وارتفاع تكاليف الوحدة من 310 ألف جنيه إلى 620 ألف ، وعلى
الفور خرجت وزارة الإسكان ببيان اعلامى ، نفت من خلاله تلك الشائعة ، وأكدت أن
الدولة سوف تتحمل فروق أسعار الوحدات السكنية ، والتنفيذ مع المواطن لن يخرج عن الاتفاق
حسب ما ورد بكراسة الشروط.
كما أطلقت كتائب الجماعة ، شائعة بأن الوزرات لن تنتقل للعاصمة الإدارية ، والمشروع لم يحقق الهدف منه بتخفيف الضغط عن القاهرة الكبرى ، إلا أن رئاسة
الوزراء نفت الشائعة بشكل عملى ، بعدما انتقلت بالفعل الوزارات لمقراتها الجديدة
بالعاصمة الإدارية ، حيث انتقلت إليها 25 وزارة ، و55 جهة تابعة للحى الحكومى ،
وتوفير وسائل مواصلات للموظفين ، وسكن لمن يريد الاقامة بالعاصمة الإدارية من
موظفى الدولة ، كما نفت رئاسة الوزراء ، شائعة إصدار قرار حكومى بوقف استيراد
مجموعة من السلع المعينة لمدة 3 أشهر بسبب ارتفاع سعر الدولار ، حسب زعم الجماعة
الإرهابية .
أما أكبر شائعة تعرضت لها الدولة المصرية ، تلك الشائعة الإخوانية ، والتى
تناقلتها كل المنصات الخاصة بالجماعة الإرهابية ، والمتعلقة بوجود خلل فنى فى حقل
ظهر ، أثر على انتاجه للغاز ، مما أدى إلى تقليص كميات الانتاج المصرى من الغاز ،
وبالتالى تسبب ذلك فى استمرار قطع التيار
الكهربائى ، مع العلم أن معظم دول العالم لجأت هى الأخرى ، إلى تخفيف الأحمال
لمواجهة الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة ونسبة الرطوبة ، وعلى الفور خرج مسئول
من شركة اينى الإيطالية ، لينفى بنفسه تلك الشائعة ، ويؤكد أنه لا توجد أى مشاكل
متعلقة بحقل ظهر ، وأعلن مجلس الوزراء فى بيان رسمى ، أن الحقل يعمل بكامل طاقته ،
دون مشاكل تقنية .
ونالت وزارة الداخلية ، قسطاً كبيراً ، من شائعات الجماعة المحظورة ، ويكفى
أنها أصدرت بيانات عديدة خلال الفترة الوجيزة الماضية ، لنفى ما ورد من شائعات
الإخوان ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، نفى القيام بأى أعمال تعديل على
اللوحات المعدنية الخاصة بأرقام السيارات ، عقب ظهور لوحات بيضاء مشابهه للوحات
الأوربية ، ونفى الادعاء بوجود اضراب النزيلات بمركز الإصلاح والتأهيل عن الطعام ،
ونفى الادعاء بوفاة سجين بمركز شرطة بمحافظة الدقهلية ، وتبين أن المذكور ،
محكوم عليه فى إحدى القضايا ، وأصيب بهبوط حاد فى الدورة الدموية ، أدت لوفاته .
شائعات كتائب الإعلام التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية ، لم ولن تنتهى ، وستظل حلقات
مسلسها فى هذا الشأن عرض مستمر ، طالما الجماعة المحظورة بعيدة عن كرسى السلطة ، وخلال
الأيام القليلة القادمة ، والتى تسبق الانتخابات الرئاسية ، يتوقع الجميع ، سيل من
الشائعات ، للأسف الشديد لا تبحث عن المصلحة العامة للدولة ، ولكن هدفها النيل من
الدولة بالكامل ، فالغاية معروفة عودة الجماعة التى لفظها الشعب للحكم ، حتى ولو
على حساب سقوط الدولة بالكامل.