google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

بايدن يسابق الزمن لانهاء ملف التطبيع السعودى الإسرائيلى

 الملف الفلسطينى يعرقل الاتفاق وأمريكا تكثف ضغوطها 


قضية التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل قضية بالفعل شائكة ومعقدة ، رغم وجود دول عربية تطبع مع الكيان الصهيونى بشكل علنى ، وعلى رأسها بالطبع الدول التى وقعت على اتفاقية إبراهام وهى المغرب والبحرين والإمارات العربية المتحدة ، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى بكل الطرق على تقريب وجهات النظر بين كلا من السعودية وإسرائيل ، حتى تنضم السعودية لاتفاقية إبراهام والتى تقضى بالتطبيع مع الكيان الصهيونى ، لما تمثله السعودية من أهمية كبرى لها تأثيرها القووى بمنطقة الشرق الأوسط .



بايدن يسابق الزمن لانهاء ملف  التطبيع السعودى الإسرائيلى

 

المصالح الأمريكية والتطبيع السعودى الإسرائيلى


 

يرى الرئيس الأمريكى بايدن ، أن نجاح مساعى الادارة الأمريكية ، في عقد اتفاق تاريخى للتطبيع ما بين إسرائيل والسعودية ، سيكون بمثابة ضربة قوية لكل معارضى الرئيس الأمريكى في الداخل والخارج ، وستكون تلك الاتفاقية أفضل دعاية انتخابية له في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة فى  نوفمبر من العام المقبل ، لذلك تكثف الادارة الأمريكية من جهودها ، لعقد تلك الاتفاقية ، والاعلان عنها بشكل رسمى ، بعدما أصبحت هى الحل الوحيد أمام بايدن لتحسين صورته أمام شعبه والمسئولين الأمريكان ، بعد أن خسر العديد من القضايا الخارجية ، التى وضعته في مأزق حقيقى.


يأتى على رأس الخسائر الخارجية ، التى تعرض لها الرئيس بايدن ، ما حدث في دول الساحل بالغرب الأفريقى ، وخروج الدولة وراء الأخرى من تحت السيطرة الأمريكية وحليفتها فرنسا ، عقب عدة انقلابات عسكرية ، أعلنت رفضها للتواجد الفرنسى الأمريكى ، وعقدت تلك الدول بعد الخروج من العباءة الفرنسية الأمريكية ،  اتفاقيات مع الجانب الروسى والصينى ، هذا بجانب الضربة القوية التى تعرض لها بايدن منذ أيام قليلة ، بعد تسريب لقاء وزيرى الخارجية في إسرائيل وليبيا والذى عقد في العاصمة الإيطالية روما ، حيث كان بايدن يأمل في نجاح مخططه وعقد اتفاقية تطبيع بين ليبيا وإسرائيل تحسن من صورته أمام شعبه  ، وهذا ما يفسر ردة فعله تجاه الحكومة الإسرائيلية وتوجيه لوم شديد لها بسبب تسريب اللقاء ، واتهامها بفشل مخطط عقد اتفاقية تطبيع بين إسرائيل وليبيا.

 

ونفس الحال في سوريا ، حيث كان يطمح بايدن ، في اعادة الهيمنة الأمريكية ، على منطقة العراق وسوريا ، بعد أن تسبب ترامب بضياعها ، وتقديمها على طبق من ذهب للدب الروسى خلال عام 2014 ، مع انطلاق عمليات مكافحة الإرهاب في الدولتين ، وسحب ترامب معظم القوات الأمريكية في العراق وسوريا ، وترك المجال للقوات الروسية ومجموعة فاغنر ، لتكون لها السيادة الأكبر بالمنطقة ، ولاسيما في سورية ، ومن هذا المنطلق بدأت القوات الأمريكية ، تحاول خلال الأيام الأخيرة ، إعادة انتشارها مرة أخرى وبأعداد جنود أكبر في دولة العراق.

 

ومن هنا ترى إدارة بايدن ، أن اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل ، يعتبر بمثابة جواز مرور لبايدن في الانتخابات الرئاسية ، لذلك ينتظر الرئيس بايدن عقد قمة دول العشرين ، خلال الساعات القليلة القادمة للقاء محمد بن سلمان ولى العهد السعودى ، لبحث السبل التى تؤدى لنجاح عملية عقد اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية ، بجانب إثناء السعودية عن عقد اتفاق انشاء المحطة النووية مع الشركة الصينية ، والموافقة على العرض الأمريكي ، وربما تصل الأمور بموافقة بايدن على كل شروط السعودية من أجل عقد اتفاقية التطبيع ، عدا الشروط الخاصة بالقضية الفلسطينية ، والتى أعلن عنها خلال القمة العربية في بيروت من عام 2022.



الشروط السعودية للتطبيع والملف الفلسطينى


 

الشروط الخاصة ، التى وضعتها المملكة العربية السعودية ، للموافقة على الطلب الأمريكى ، بالانضمام لمجموعة إبراهام والتطبيع مع إسرائيل ، والتى كانت بمثابة شروط صعبة على كل من أمريكا وإسرائيل ، ولاسيما فيما يخص الملف النووى ، تحولت لشروط الموافقة عليها أمر مطروح ، لاسيما عقب تعمد السعودية ، الزج بالقضية الفلسطينية ضمن شروطها ، وخاصةً القرارات الصادرة عن القمة العربية ببيروت والتى عقدت عام 2022 ، ووافقت عليها كل الدول العربية ، إلا أن إسرائيل ترفض تنفيذها حتى الآن.




بن سلمان



فقد انتهت تلك القمة ، إلى ضرورة ، الإعلان عن هيئة دولية ، تتكون من عدة أطراف ،  المنوط بها رعاية عملية المفاوضات من أجل تحقيق السلام ما بين إسرائيل وفلسطين ، هيئة تعتمد على قوانين الحقوق الدولية ، ووقف عمليات الاستيطان الإسرائيلي في أراضى الضفة الغربية ، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ، وإعلان دولة فلسطين المستقلة ، وفقاً لحدود 4 يونية 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية 

 

كما طالبت تلك القمة العربية ،  بضرورة حصول دولة فلسطين عقب استقلالها ،  على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ، ودعوة الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى قبول هذه العضوية ، فضلاً عن دعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى الاعتراف بها ، وتبني ودعم حق دولة الفلسطينية في أن تباشر حقوقها كاملة كدولة لها سيادة خاصة بها .


ولكن المسئولين في المملكة السعودية ، عندما وضعوا هذا الشرط ، يعلمون علم اليقين بأن الحكومة الإسرائيلية من المستحيل أن توافق عليه مهما كانت الضغوط ، حتى ولو لم تنجح جهود التطبيع مع السعودية ، والسؤال الذى يطرح نفسه ، هل السعودية بالفعل تضع شروطاً تعجيزية للهروب من عملية التطبيع مع إسرائيل ؟ أم أنها وضعت الشرط  حتى يكون الطريق سهل للموافقة على الشروط الأخرى ، التى تحقق للمملكة كل ما تصبوا أليه ، وبالتالى توافق على التطبيع مع إسرائيل وتضيع القضية الفلسطينية بلا رجعة .

 

 والدليل على ذلك ، أن المملكة السعودية ، طالبت السلطة الفلسطينية ، بوضع الشروط الخاصة بها ، حتى توافق السعودية على التطبيع مع إسرائيل ، وهذا إن دل على شئ يدل على أن شرط تنفيذ ما ورد في قمة بيروت ، تحول لشرط مرن ممكن التغاضي عنه مع تقدم المفاوضات  ، وجاءت المطالب الفلسطينية ، لتتلخص في منح السلطة الفلسطينية السيطرة على أجزاء أكبر في الضفة الغربية ، مع منحها ما يقارب الـ 400 مليون دولار ، لإعمار المناطق التى تحتاج لبنية أساسية .



بايدن


حيث كشفت تقارير صحفية ، أن وفدا فلسطينياً ،  ضم حسين الشيخ ،  أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وماجد فرج ، رئيس جهاز المخابرات ، ومجدى الخالدى ، مستشار الرئيس الفسطينى للشؤون الدبلوماسية ، التقى بباربرا ليف ، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ، في العاصمة الأردنية عمان ، وفوجئ الوفد بطلب المسئولة الأمريكية لهم ، بأن الرئيس بايدن يشدد على عدم وضع الوفد الفلسطينى ، أى شروط تعجيزية ، من شأنها تعطيل عقد اتفاقية التطبيع ما بين السعودية وإسرائيل.


ورأت المسئولة الأمريكية ، أن شروط الوفد الفلسطيني تعجيزية من وجهة نظرها ، حيث طالب الوفد ، بإلغاء القرار الصادر باعتبار منظمة تحرير فلسطين منظمة إرهابية ، وإعادة فتح مكتب الممثلية الفلسطينية في الولايات المتحدة ،  مع اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين كدولة مستقلة لها كيان سياسى خاص بها ، مع فتح القنصلية الأمريكية بالقدس الشرقية.

 

خلاصة كل ما سبق ، أن المفاوضات الخاصة بالتطبيع ما بين السعودية والولايات المتحدة لتطبيع المملكة مع إسرائيل ، مفاوضات معقدة ومتشابكة ، ويغلفها غموض واضح حول مستقبلها ، ولكن إلى أى مدى ستصل تلك المفاوضات ، وما هى الشروط التى ستقبلها كل الأطراف في حال نجاح المفاوضات ، كلها أمور تزيح عنها الستار الأيام القليلة القادمة .

 

 

 

 

 


عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف