بقلم - محمد مقلد
أعلم أن اعتراض فئات محددة على ما يتضمنه مقالى هذا أمر بديهى ، أتوقعه
وأنتظره منهم ، مع الوضع فى الاعتبار ، اختلاف نوعية اعتراض كل فئة حسب نظرتها لما
يحقق مبتغاها ، بعيداً عن وجهة نظرى ، وبطبيعة الحال جماعة خفافيش الظلام الدموية
، ستكون الأكثر اعتراضاً ، وربما يصل بهم إلى حد التطاول على شخصى ، والزج بى فى
مستنقع ألفاظهم البذيئة وقاموس السب والشتم الذى تعودوا عليه لمواجهة منتقديهم ،
أليس هؤلاء ممن يطلقون على أنفسهم جماعة الإخوان المسلمين ، عندما خرج حسن البنا
مؤسس جماعتهم الدموية ، بمقال معنون " ليسوا بإخواناً وليسوا بمسلمين ، كان
اعتراضهم عليه وهو كبيرهم ومؤسس جماعتهم ، بإهدار دمه وإزهاق روحه .
وفصيل آخر اعتراضه سيكون نابع من أحوالهم وأوضاعهم الاقتصادية الصعبة ،
التى دفعتهم للمطالبة بالتغيير لمجرد التغيير ، دون النظر إلى نتائجه ، أو حتى
مستقبلهم من جراء هذا التغيير ، وأنا معهم فى ضرورة تحسين أحوالهم المعيشية ، ولكن
هذه الخطوة المشروعة ، لم ولن تتحقق بالصورة التى يفكر بها هؤلاء ، ورسمها لهم بعض
المدعين الذين تلاعبوا بعقولهم ، وأقنعوهم بالزيف والبهتان ، أن أوضاعهم ستتحسن
بمجرد اختيار اسم جديد ليكون على رأس السلطة فى مصر.
فالوضع العام يا سادة ، الذى سيطر على العالم كله ، يفرض علينا أن نحكم لغة
العقل ، ونضع التريس والهدوء نصب أعيننا ، بعيداً عن لغة التعصب والانفعال ،
والسير على درب خفافيش تخطط لإسقاط كنانة الله فى الأرض ، لرسم موقع لها بجوار
العراق وسوريا واليمن وليبيا ، على خريطة الدمار والانهيار، خفافيش لا تجد لها
سبيل للحياة إلا وسط الإرهاب والخراب وتشريد الأسر وتجويع الأطفال وقتلهم.
أفيقوا يرحمكم الله ، وراجعوا دور تلك الخفافيش فى سوريا وليبيا واليمن والعراق
، وما فعلوه فى مصر عقب الاطاحة بحكمهم الباطل على يد الشعب المصرى نفسه ،
لتكتشفوا بأنفسكم أنهم كانوا وما زالوا السلاح الذى استغله الغرب ، لتصويب نيرانه
، فى قلب الوطن العربى بالكامل ، فسقط من سقط
من الدول العربية التى تعرضت لأكبر عملية نهب وسطو على ثرواتها دولة وراء
الأخرى.
أفيقوا يرحمكم الله ، وأنظروا إلى معظم دول الخليج العربى ، السعودية
والإمارات والبحرين وغيرها ، التى تعامل قياداتها
مع هذا الملف بكل قوة وحزم ، وأبت أن تترك المجال لتلك الخفافيش حتى تتسلل
داخل مجتمعاتهم ، فنجحوا فى إنقاذ بلادهم من الدخول فى دوامة ثروات الخريف العربى
، وأنقذوا بلادهم من سوس ضار ينخر عظام أى دولة مستقرة ويهدم استقرارها وكيانها
على رؤوس كل من يعيش فيها ، فكانت لها ما أرادت وحافظت على قوة اقتصادها واستقرار
أمنها .
أفيقوا يرحمكم الله ، وشاهدوا ما تبثه القنوات الفضائية وتنقله وكالات
الأنباء العالمية ، عن أحوال إخواننا فى اليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان ،
عقب ثروات الخراب العربى ، التى أشعلها وفجرها تلك الخفافيش ، لتنفيذ أجندة الغرب
، لتروا بأم أعينكم ، كيف يعيش إخوانكم العرب والمسلمين فى تلك الدول ، آلاف الأسر
تندسر وتمحى من الوجود ، بنيران الأسلحة والقاذفات ، التى باتت تحاصرهم أينما
ذهبوا ، ومن ينجوا منهم ، يلقى حتفه موتاً من الجوع والتشريد فى صحراء جرداء لا
تلبى احتياجات بنى البشر.
ودعونا استأذنكم ببعض الأسئلة ، الإجابة عليها تتطلب تحكيم عقولكم ، وطرد
أى مصلحة خاصة من أذهانكم ، والابتعاد عن لغة الأنا ، حتى تكون إجاباتكم دقيقة تعكس
الحقيقة كاملة ، وأترك لكم الحكم فى النهاية ، هل مصر كانت قبل أن يتولى السيسى
رأس السلطة ، أمريكا مثلاً ، وتحولت على يديه للصومال ؟ وهل كانت المحروسة دولة
ضمن الدول العشرين الاقتصادية ، ولا
يطوقها الديون الخارجية ، وجاء السيسى وضيع اقتصادها وورطها فى الديون ؟ وهل جاء الرجل ليحكم بلد احتياطها النقدى يتعدى
الـ 100 مليار دولار ؟ ومحدودى الدخل والمعدومين ، لم يظهروا في مصر إلا فى عهده.
أفيقوا يرحمكم الله ، ولا تتسببوا باندفاعكم خلف تلك الخفافيش الدموية ، فى
ضياع بلدكم ، والقضاء على استقرارها وأمنها ، ووقتها أقسم بالله لم ولن ينفع أى
بكاء على لبن سكبتموه بأيديكم على أرض يلطخها دماء ، ستكونون أنتم السبب فيها ،
وأنا هنا والله شاهد على نيتى ، لا أدافع عن الرئيس السيسى ، وليس لى حتى الحق فى
الدفاع عنه ، ولكنى أدافع عن مصير بلد ، نجاها الله من كمين الغرب الذى نصبه
خفافيش الإخوان ، بعد أن سقط فيه العديد من الدول العربية ، ولكن تخليداً لاسم مصر
الذى ذكر فى القرآن أكثر من مرة ، حماها الله وحفظها لنا ، وعلينا كمصريين ألا
نضيع الفرصة ، ونرمى ببلدنا إلى طريق اللا عودة.
القضية يا سادة لا تتعلق باسم وشخصية من تقلد رأس السلطة فى مصر ، بعد
إسقاط المصريين حكم الخفافيش فى ثورة 30
يونيه ، مصر التى عانت من إرهاب أهدر دماء أبنائها لأكثر من عامين ، ضاعوا من فترة
حكم السيسى ، على يد فلول تلك الجماعة ، التى تشبثت بالحكم بصورة دموية ، عكست
انطباع العنف والتدمير والخراب ، التى تربت عليه تلك الخفافيش.
القضية تتعلق بظروف وأحداث محيطة ، أحكمت قبضتها على العالم بأثره ، فتأثر
بها ونالت منه ومن اقتصاده ، ومصر ليست جزيرة منعزلة ، حتى لا تتأثر اقتصادياً
مثلها مثل باقى دول العالم ، من جراء جائحة كورونا اللعينة ، والتغيرات المناخية
الغريبة التى لم نشهدها من قبل ، والحرب الروسية على أوكرانيا ، فمن الطبيعى أن
تنعكس تلك التغيرات الاقتصادية العالمية على الأسرة المصرية ، بالنظر إلى ارتفاع
الأسعار والصعود الجنونى للدولار ، وما ترتب عليه من انخفاض حد الاستيراد لبعض
السلع والمواد الخام.
تعالوا نتخيل أن رئيس آخر غير
السيسى كان يحكم مصر فى تلك الفترة العصيبة ، فبأى منطق مثلاً كان سيمنع ظهور وباء
كورونا ، ويحول دون التغيرات المناخية ، التى أفسدت معظم المحاصيل الزراعية وأثرت
على بعض الصناعات ، وما هى شخصيته التى يتمتع بها حتى يكون قادر على إثناء الرئيس
بوتين وإقناعه بالعدول عن رأيه فى شن حرباً على أوكرانيا.
أفيقوا يرحمكم الله ، ولا تجعلوا مجموعة من الخفافيش تتلاعب بكم ، وتحولكم
لقطيع تابع لهم ولآرائهم المسمومة ، التى تقود الدول دوماً إلى طريق سفك الدماء والدمار
وضياع الأمن والاستقرار وانتشار الإرهاب ، ووقتها لا تلوموا إلا أنفسكم ، اللهم قد
بلغت اللهم فأنت الشاهد.