google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

أفيقوا يرحمكم الله

 


أفيقوا يرحمكم الله



بقلم - محمد مقلد 



أعلم أن اعتراض فئات محددة على ما يتضمنه مقالى هذا أمر بديهى ، أتوقعه وأنتظره منهم ، مع الوضع فى الاعتبار ، اختلاف نوعية اعتراض كل فئة حسب نظرتها لما يحقق مبتغاها ، بعيداً عن وجهة نظرى ، وبطبيعة الحال جماعة خفافيش الظلام الدموية ، ستكون الأكثر اعتراضاً ، وربما يصل بهم إلى حد التطاول على شخصى ، والزج بى فى مستنقع ألفاظهم البذيئة وقاموس السب والشتم الذى تعودوا عليه لمواجهة منتقديهم ، أليس هؤلاء ممن يطلقون على أنفسهم جماعة الإخوان المسلمين ، عندما خرج حسن البنا مؤسس جماعتهم الدموية ، بمقال معنون " ليسوا بإخواناً وليسوا بمسلمين ، كان اعتراضهم عليه وهو كبيرهم ومؤسس جماعتهم ، بإهدار دمه وإزهاق روحه .

 

وفصيل آخر اعتراضه سيكون نابع من أحوالهم وأوضاعهم الاقتصادية الصعبة ، التى دفعتهم للمطالبة بالتغيير لمجرد التغيير ، دون النظر إلى نتائجه ، أو حتى مستقبلهم من جراء هذا التغيير ، وأنا معهم فى ضرورة تحسين أحوالهم المعيشية ، ولكن هذه الخطوة المشروعة ، لم ولن تتحقق بالصورة التى يفكر بها هؤلاء ، ورسمها لهم بعض المدعين الذين تلاعبوا بعقولهم ، وأقنعوهم بالزيف والبهتان ، أن أوضاعهم ستتحسن بمجرد اختيار اسم جديد ليكون على رأس السلطة فى مصر.

 

فالوضع العام يا سادة ، الذى سيطر على العالم كله ، يفرض علينا أن نحكم لغة العقل ، ونضع التريس والهدوء نصب أعيننا ، بعيداً عن لغة التعصب والانفعال ، والسير على درب خفافيش تخطط لإسقاط كنانة الله فى الأرض ، لرسم موقع لها بجوار العراق وسوريا واليمن وليبيا ، على خريطة الدمار والانهيار، خفافيش لا تجد لها سبيل للحياة إلا وسط الإرهاب والخراب وتشريد الأسر وتجويع الأطفال وقتلهم.

 

أفيقوا يرحمكم الله ، وراجعوا دور تلك الخفافيش فى سوريا وليبيا واليمن والعراق ، وما فعلوه فى مصر عقب الاطاحة بحكمهم الباطل على يد الشعب المصرى نفسه ، لتكتشفوا بأنفسكم أنهم كانوا وما زالوا السلاح الذى استغله الغرب ، لتصويب نيرانه ، فى قلب الوطن العربى بالكامل ، فسقط من سقط  من الدول العربية التى تعرضت لأكبر عملية نهب وسطو على ثرواتها دولة وراء الأخرى.

أفيقوا يرحمكم الله ، وأنظروا إلى معظم دول الخليج العربى ، السعودية والإمارات والبحرين وغيرها ، التى تعامل قياداتها  مع هذا الملف بكل قوة وحزم ، وأبت أن تترك المجال لتلك الخفافيش حتى تتسلل داخل مجتمعاتهم ، فنجحوا فى إنقاذ بلادهم من الدخول فى دوامة ثروات الخريف العربى ، وأنقذوا بلادهم من سوس ضار ينخر عظام أى دولة مستقرة ويهدم استقرارها وكيانها على رؤوس كل من يعيش فيها ، فكانت لها ما أرادت وحافظت على قوة اقتصادها واستقرار أمنها .

 

أفيقوا يرحمكم الله ، وشاهدوا ما تبثه القنوات الفضائية وتنقله وكالات الأنباء العالمية ، عن أحوال إخواننا فى اليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان ، عقب ثروات الخراب العربى ، التى أشعلها وفجرها تلك الخفافيش ، لتنفيذ أجندة الغرب ، لتروا بأم أعينكم ، كيف يعيش إخوانكم العرب والمسلمين فى تلك الدول ، آلاف الأسر تندسر وتمحى من الوجود ، بنيران الأسلحة والقاذفات ، التى باتت تحاصرهم أينما ذهبوا ، ومن ينجوا منهم ، يلقى حتفه موتاً من الجوع والتشريد فى صحراء جرداء لا تلبى احتياجات بنى البشر.

 

ودعونا استأذنكم ببعض الأسئلة ، الإجابة عليها تتطلب تحكيم عقولكم ، وطرد أى مصلحة خاصة من أذهانكم ، والابتعاد عن لغة الأنا ، حتى تكون إجاباتكم دقيقة تعكس الحقيقة كاملة ، وأترك لكم الحكم فى النهاية ، هل مصر كانت قبل أن يتولى السيسى رأس السلطة ، أمريكا مثلاً ، وتحولت على يديه للصومال ؟ وهل كانت المحروسة دولة ضمن الدول العشرين الاقتصادية  ، ولا يطوقها الديون الخارجية ، وجاء السيسى وضيع اقتصادها وورطها فى الديون ؟  وهل جاء الرجل ليحكم بلد احتياطها النقدى يتعدى الـ 100 مليار دولار ؟ ومحدودى الدخل والمعدومين ، لم يظهروا في مصر إلا فى عهده.

 

أفيقوا يرحمكم الله ، ولا تتسببوا باندفاعكم خلف تلك الخفافيش الدموية ، فى ضياع بلدكم ، والقضاء على استقرارها وأمنها ، ووقتها أقسم بالله لم ولن ينفع أى بكاء على لبن سكبتموه بأيديكم على أرض يلطخها دماء ، ستكونون أنتم السبب فيها ، وأنا هنا والله شاهد على نيتى ، لا أدافع عن الرئيس السيسى ، وليس لى حتى الحق فى الدفاع عنه ، ولكنى أدافع عن مصير بلد ، نجاها الله من كمين الغرب الذى نصبه خفافيش الإخوان ، بعد أن سقط فيه العديد من الدول العربية ، ولكن تخليداً لاسم مصر الذى ذكر فى القرآن أكثر من مرة ، حماها الله وحفظها لنا ، وعلينا كمصريين ألا نضيع الفرصة ، ونرمى ببلدنا إلى طريق اللا عودة.

 

القضية يا سادة لا تتعلق باسم وشخصية من تقلد رأس السلطة فى مصر ، بعد إسقاط  المصريين حكم الخفافيش فى ثورة 30 يونيه ، مصر التى عانت من إرهاب أهدر دماء أبنائها لأكثر من عامين ، ضاعوا من فترة حكم السيسى ، على يد فلول تلك الجماعة ، التى تشبثت بالحكم بصورة دموية ، عكست انطباع العنف والتدمير والخراب ، التى تربت عليه تلك الخفافيش.

 

القضية تتعلق بظروف وأحداث محيطة ، أحكمت قبضتها على العالم بأثره ، فتأثر بها ونالت منه ومن اقتصاده ، ومصر ليست جزيرة منعزلة ، حتى لا تتأثر اقتصادياً مثلها مثل باقى دول العالم ، من جراء جائحة كورونا اللعينة ، والتغيرات المناخية الغريبة التى لم نشهدها من قبل ، والحرب الروسية على أوكرانيا ، فمن الطبيعى أن تنعكس تلك التغيرات الاقتصادية العالمية على الأسرة المصرية ، بالنظر إلى ارتفاع الأسعار والصعود الجنونى للدولار ، وما ترتب عليه من انخفاض حد الاستيراد لبعض السلع والمواد الخام.

 

تعالوا نتخيل  أن رئيس آخر غير السيسى كان يحكم مصر فى تلك الفترة العصيبة ، فبأى منطق مثلاً كان سيمنع ظهور وباء كورونا ، ويحول دون التغيرات المناخية ، التى أفسدت معظم المحاصيل الزراعية وأثرت على بعض الصناعات ، وما هى شخصيته التى يتمتع بها حتى يكون قادر على إثناء الرئيس بوتين وإقناعه بالعدول عن رأيه فى شن حرباً على أوكرانيا.

 

أفيقوا يرحمكم الله ، ولا تجعلوا مجموعة من الخفافيش تتلاعب بكم ، وتحولكم لقطيع تابع لهم ولآرائهم المسمومة ، التى تقود الدول دوماً إلى طريق سفك الدماء والدمار وضياع الأمن والاستقرار وانتشار الإرهاب ، ووقتها لا تلوموا إلا أنفسكم ، اللهم قد بلغت اللهم فأنت الشاهد. 

    

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف