سد النهضة الإثيوبى ، تحول إلى قنبلة موقوتة تهدد بكارثة مروعة ينتظر وقوعها فى أى وقت ، ويهدد أرواح 20 مليون سودانى ، بالنظر إلى الظواهر الطبيعية التى بدت تضرب مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا ، لاسيما عقب إعلان دولة إرتيريا القريبة من إثيوبيا ، وقوع زلزال وصلت قوته إلى 5 ريختر مساء الأربعاء 13 سبتمبر الجارى ، وهذا ما أكده مركز الأرومتوسطى لرصد الزلازل ، وإثيوبيا كما هو معروف دولة حدودية مع ارتيريا .
إثيوبيا دائماً تتعرض للفيضانات التى تهدد سد النهضة |
وإثيوبيا نفسها تعرضت خلال هذا العام لزلزالين ، الأول وقع فى شهر مايو ، وصلت قوته إلى 4,3 ريختر على عمق 9,8 متر ، والثانى خلال شهر أغسطس الماضى ، وصلت قوته إلى 5,5 ريختر وعلى عمق 10 كيلو متر ، مما أسفر عنه تصدع أجزاء من اساسات سد النهضة ، وتكتمت وقتها الحكومة الإثيوبية على الخبر خوفاً من انتشاره مما قد يؤدى إلى تدخل المجتمع الدولى لوقف استكمال عمليات ملء السد حتى لا يؤدى إلى كارثة يتوقعها جميع الخبراء ، وعقب تعرض ارتيريا للزلزال الأخير شعر بعض سكان إثيوبيا بالزلازال ، لاسيما المناطق القريبة من جنوب ارتيريا.
وتوقع خبراء الأرصاد ، أن تتعرض إثيوبيا لزلازل أكثر قوة فى المستقبل
القريب ، مما يهدد سد النهضة بالانهيار ، نظراً لطبيعة المنطقة التى تنشط فيها
الزلازل بين الحين والأخر ، فضلاً عن انشاء السد نفسه على صخور نارية تتفتت بفعل
الظواهر الطبيعية ، وتتأثر بصورة كبيرة بالزلازل ، لا سيما وأن السدود فى تلك
المناطق لا تستطيع مقاومة الظواهر الطبيعية سواء زلازل أو أعاصير ، كما حدث فى
المغرب وانهيار عدد من السدود الصغيرة ، وإثيوبيا نفسها انهار لديها سدين من قبل
من جراء الظواهر الطبيعية ، أولهما سد "
تاكيزى " على نهر عطبرة ، مما أسفر عن مصرع 56 شخص ، والثانى سد " " جيبا 2 " والذى انهار خلال عام
2010.
دراسة أمريكية حذرت من زيادة سعة سد النهضة
وكانت دراسة أمريكية ، قد حذرت عقب بناء سد\ النهضة ، من زيادة السعة الخاصة به ، عن 12,7 مليار متر مكعب مياه ، نظراً للطبيعة الجغرافية للمنطقة القريبة من
القرن الأفريقى ، والتى تتعرض بشكل مستمر للزلازل والظواهر الطبيعية الخطرة ،
ويتوقع زيادة الزلازل بها ، وبقوة أكبر عما تعرضت له المنطقة من قبل ، فضلاً عن أن
السد نفسه تم انشاءه على منطقة صخرية ، مما يعرضها للتشقق والتفتيت ، وبالتالى
يكون السد على شفا الانهيار ، إلا أن الحكومة الإثيوبية ، تحدت كل تلك التحذيرات ،
وقامت بملء السد بـ 41 مليار متر مكعب مياه خلال أيام كنوع من أنواع الاختبار للسد
، تمهيداً لوصول ملء السد إلى 74 مليار متر مكعب ، حتى يتثنى للحكومة الإثيوبية
تشغيل الـ12 تربينو الموجودة بالسد لتوليد الكهرباء.
وتوقع خبراء الجيولوجية والأرصاد ، مدى الخطورة التى تحاصر سد النهضة ، فى حال
تعرض إثيوبيا لزلزال يتعدى الـ 6 ريختر ، أو تتعرض البلاد لفيضانات شديدة لاسيما وأنها تشهد سيول جارفة كل عام مع
دخول فصل الشتاء ، وشددوا على أن تعرض سد النهضة لانهيار من شأنه أن يتسبب فى
كارثة مروعة ، تهدد أرواح 20 مليون سودانى ، نتيجة لشدة المياة المتوقعة جرفها من
السد ، بجانب تعرض معظم المؤسسات التابعة للسودان للخطر الداهم.
وحمل بعض المراقبون إثيوبيا ، النتائج المنتظرة من جراء سد النهضة ، فى ظل
تعنت الحكومة الإثيوبية ولجؤها للملء الرابع للسد ليصل سعته حتى الآن إلى 41 مليار
متر مكعب مياه ، وذلك دون الرجوع إلى مصر أو السودان ، علماً بأن هناك تقارير رسمية حذرت من الخطورة التى تحاصر السد ،
لاسيما بعدما ظهرت عيوب بجسم السد عقب الملء الثالث له ، حدثت بفعل الظواهر الطبيعية
والزلازل ، حيث تعرض أسفل السد لتصدعات وشقوق وتسريبات للمياه ، إلا أن هناك من
تدخل لدى إثيوبيا ، وأقنعها بعمل الترميمات اللازمة للسد واستكمال المشروع ، دون
النظر إلى النتائج .
المصيبة الكبرى ، التى كشف عنها
الخبراء ، أن إثيوبيا تنتوى عن طريق الشركة الإيطالية ، تعلية السد لـ20 متر أخرى
خلال الفترة القادمة ، بهدف استئناف ملء السد حتى يصل إلى 74 ميار متر مكعب مياه
وهى سعة كبيرة جداً ، تهدد بوقوع الكارثة لا محالة بانهيار السد ، خاصةً وأن إثيوبيا
أقامت السد بهدف توليد الكهرباء ، وقامت بوضع 12 توربين لهذا الغرض ، إلا أنه حتى
الآن لم يتم تشغيل إلا اثنين فقط منها ، وتحتاج تلك التوربينات إلى زيادة سعة
المياه ، حتى تعمل وتولد الكهرباء ، إلا أن هذا الأمر يهدد بوقوع كارثة مروعة .