يبدو
أن الصراع الروسى الأمريكي لن يتوقف عند حد معين ، والحرب الباردة بين القوتين
العظمتين ، ستتواصل حلقاته السياسية والاقتصادية ، فما زالت الحكومة الروسية ، تتمسك بوقف تمديد اتفاقية
الحبوب مع الجانب الأوكرانى ومرور السفن المحملة بالحبوب الأوكرانية عبر البحر
الأسود
آثار الزلزال المدمر |
وهو
القرار الذى أسفر عن منع وصول تلك الحبوب
الغذائية للدول الفقيرة والأكثر احتياجاً ، ومن جانبها بدأت الحكومة الأمريكية ، الرد على الدب الروسى ،
بوقف مد العمل بالرخصة 23 والتى كانت تقضى بمنح رخصة خاصة لسوريا ، برفع الحظر
المفروض على سوريا لمدة 180 يوماً ، وتقديم المساعدات للشعب السورى ، عقب الأضرار
التى لحقت به من جراء الزلزال الذى ضرب البلاد فبراير الماضى
وعلى
الفور خرجت الخارجية الروسية ، لتعلق على قرار الولايات المتحدة بعدم مد فترة الرخصة 23 ،
بأنه قرار خاطئ ويجب ادانته عالمياً ، ولابد من مراجعته بالنظر إلى المعاناة التى
يعيش فيها الشعب السورى ، وتأتى تلك التصريحات بالتزامن مع قيام مركز
المصالحة الروسي خلال الأيام القليلة الماضية ، بتقديم مساعدات إنسانية في عدة محافظات سورية قدر وزنها
بأكثر من 6 أطنان مواد غذائية وأدوية وخلافه ، وتم توزيعها على سكان اللاذقية
وكويرس بحلب وقرية زغرين وبعض القرى بمدينة حماة وغيرها من القرى .
اتفاقية الحبوب والرد الأمريكى
مع بداية الحرب الروسية على أوكرانيا وبداية دخول الجيش الروسي
للأراضي الأوكرانية ، فى شهر فبراير من عام 2022 ، قامت القوات الروسية ، بإغلاق
كل الموانئ التى تعمل بالبحر الأسود ، مما أسفر عنه وقف تصدير ما يقرب من 26 مليون
طن حبوب غذائية ، على رأسها القمح ، وكانت النتيجة حرمان البلاد الأكثر احتياجاً
للحبوب الغذائية بمنطقة الشرق الأوسط من الحبوب الغذائية ، وبالتالى ارتفعت
الأسعار للحبوب بشكل كبير ، مما هدد اقتصاد تلك الدول الفقيرة.
وبعد الضغوط التى مورست على الرئيس الروسى بوتين ، وافق
على عقد اتفاقية بين بلاده وأوكرانيا وتركيا برعاية الأمم المتحدة ، وذلك خلال شهر
يوليو من عام 2022 ، وتقضى الاتفاقية بالسماح للسفن الأوكرانية المحملة بالحبوب
الغذائية بالعبور من ممر في البحر الأسود بطول 310 أميال بحرية وعرض ثلاثة أميال
حتى تصل للمضيق التى تسيطر عليه تركيا .
ومع إصرار الرئيس بوتين على رفض مدة فترة العمل
بالاتفاقية ، واصلت أوكرانيا تصدير الحبوب الغذائية عبر البحر الأسود ، مما دفع
القوات الروسية لاستهداف السفن العابرة ، بالصواريخ والتى ألحقت أضرار كبيرة
بالسفن ، حيث أعلنت الحكومة الأوكرانية ، أن استهداف القوات الروسية للسفن المحملة
بالحبوب ، أدى لتدمير 60 ألف طن حبوب ، وألحقت أضرار كبيرة بالبنية التحتية
للمخازن الخاصة بالحبوب داخل الموانئ .
وجاء
الرد سريعاً من الجانب الأمريكى ، بمنع تمديد العمل بالرخصة 23 ووقف الاعانات والمساعدات
للشعب السورى ، عقب زلزال فبراير الماضى ، فالحكومة الأمريكية على دراية كاملة
بالعلاقات الدبلوماسية القوية التى تربط بين الرئيس الروسى بوتين ، ونظيره السورى
بشار الأسد