إبراهيم العرجانى ، رجل أعمال مصرى ، من محافظة شمال سيناء ، فوجئ الرأي العام المصري ، خلال الأيام القليلة الماضية ، بشن هجوم شرس ومنظم عليه ، من جميع كتائب الإعلام التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية ، سواء مرأية أو مقروءة أو حتى مسموعة ، واستخدموا خلال هجومهم الإعلامي ، أساليب تكشف نواياهم من هذا التوجه ، الذى يرمى إلى إحداث فتنة بين القبائل ، وبالتالي ضرب سيناء والزج بها فى حرب أهلية ، تجعل الأرض خصبة لظهور جماعات الإرهاب المسلح مرة أخرى على أرض الفيروز، لعل ذلك كما تتطلع الجماعة ، أن يكون الطريق لعودتها مرة أخرى للحياة السياسية المصرية.
العرجانى |
والتزمت كل المنافذ الإعلامية للجماعة الإرهابية ، بالأوامر الصادرة لهم فى
هذا الشأن ، واختاروا طريق واحد وعبارات متشابهة ، وقضايا متفق عليها ، للهجوم على
العرجانى ، لدرجة أنهم جميعاً بلا استثناء ، عادوا لقضية التخابر الإسرائيلي التى يرجع
تاريخها لعام 2013 فى محاولة للزج باسم إبراهيم العرجانى فى القضية بعد مرور 10
سنوات كاملة عليها ، والحكم فيها على المتهمين ، وإغلاقها بشكل كامل .
فمن هو إبراهيم العرجانى ؟ وما علاقته بالجماعات التكفيرية وإسرائيل ، وما
الذى يربطه بقطاع غزة ؟ وما هو الهدف من شن الجماعة الإرهابية الهجوم عليه فى هذا
التوقيت بالذات ؟ كلها أسئلة " عيون الخريف " تجيب عليها خلال السطور
التالية بالأدلة والبراهين ، لكشف ملابسات ما يحدث بين الجماعة الإرهابية والعرجانى.
إبراهيم العرجانى وقضية التخابر مع إسرائيل
إبراهيم العرجانى ، من أبناء محافظة شمال سيناء ، وينتمى لقبيلة الترابين ،
أكبر القبائل بسيناء ، وكان لها ولأبنائها أدوار ملموسة فى التصدى للجماعات
التكفيرية وضحى عدد كبير من أبنائها بأرواحهم من أجل هذا الهدف ، و العرجانى رجل
أعمال ناجح فى عدد من المجالات ، المتعلقة بالمقاولات والإعمار والتنمية ، ويمتلك
مجموعة من الشركات التى تعمل فى هذا المجال ، منها شركة أبناء سيناء ، شركة مصر
سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار ، وشركة سيناء للتجارة والمقاولات العامة ،
والتى تعمل بمجال الكسارات والمحاجر ، هذا بجانب رئاسته لمجلس أمناء مؤسسة سيناء
للخير والتنمية ، التى تقدم الاعانات للفقراء ومحدودى الدخل بمحافظة شمال سيناء.
الجماعة الإرهابية ، بدأت تعطى الضوء الأخضر لكتائبها الإعلامية المتنوعة ،
بداية من معتز مطر ، وحتى المواقع الالكترونية ، والصفحات والحسابات التى يديرها
أعضاءها على " السوشيال ميديا " لشن الهجوم على العرجانى ، والتركيز فى
هجومهم على نقاط محددة ، يأتى على رأسها قضية التخابر مع إسرائيل ، التى بدأت
أحداثها خلال منتصف عام 2013 وتحمل رقم " 325 " لسنة 2014 حصر أمن الدولة
العليا ، والصادر بها الحكم بالمؤبد على سلامة محمد سلامة وجمعة أدبارى ، بجانب
الحكم على " سالم " وهو الاسم الحركى
لـ " شالوم سوفير " ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية "
أمان " الذى كان يدير العملية بالكامل ومسئول عنها بسيناء.
وانكشفت وقائع تلك القضية ، عقب عثور الأهالى على رأس منيزل محمد فى
الزراعات ، وبالتحرى عن الواقعة تبين ، أن العناصر التكفيرية ،قامت بقتله ، بدعوى
أنه شارك مع آخرين فى ابلاغ ضابط المخابرات الإسرائيلي المدعو " سالم
" عن مكان إبراهيم عويضة أحد عناصر
الجماعة التكفيرية " أنصار بيت المقدس " ، والذى اتهمت إسرائيل مع آخرين من التنظيم
الإرهابي باستهداف قول أمنى إسرائيلى بالقرب من الحدود مع رفح المصرية نهاية عام
2012 ، فخططوا لقتله بزرع لغم أمام منزله وتفجيره.
الأمر الذى دفع التنظيم الإرهابي ، لمحاولة الانتقام ممن وشى بأحد عناصره ، فقام التنظيم الإرهابى بقطع رأس منيزل ونشروا
بيان صادر عنهم بمسئوليتهم عن الواقعة وذكروا أسبابها ، وتمكن سلامة محمد سلامة من الهرب مع زوجته
وأولاده إلى إسرائيل ، عند هذا الحد كانت تقف القضية وما تضمنته أوراقها الخاصة
بالمحكمة ، ولكن كتائب إعلام جماعة الإخوان
الإرهابية ، خلال هجومهم الأخير ، حاولوا الزج باسم إبراهيم العرجانى فى القضية ،
والادعاء بأنه كان ضمن الأفراد الذين أبلغوا إسرائيل عن مكان إبراهيم عويضة.
وخيالهم الواسع وصل إلى حد ، أن إسرائيل طلبت من النظام المصري
، أن يسند عمليات إعمار قطاع غزة بعد الدمار الذى تعرض له القطاع ، وانهيار البنية
الأساسية ، لشركات العرجانى ، وأن
المسئولين بإسرائيل وصفوا العرجانى ، للقيادة السياسية المصرية ، بأنه وطنى مخلص ، وأدعت تلك الكتائب ، أن
إبراهيم العرجانى طلب تدخل كبار شيوخ الترابيين ، للتوسط لدى تنظيم " أنصار
بيت المقدس " حتى يكف التنظيم عن مطاردته ، بدعوى أن لا علاقة له بالتخابر مع
الجانب الإسرائيلي وليس له أى دخل فى مقتل إبراهيم عويضة .
وواصلت كتائب الجماعة الإرهابية ولمدة ثلاث أيام متواصلة ، سرد معلومات فى هذا الشأن ، وترديد أقاويل ،
بأن هناك تعليمات صدرت من الحكومة الإسرائيلية ، وأمور غريبه فى هذا الملف أدعوا
أنها حدثت ، والتى تستوجب من يحصل عليها
ويعرفها ممن يعمل فى المجال الإعلامي ، أن يكون على صلة مباشرة بالمسئولين
بإسرائيل نفسها ، للتوصل لمثل هذا المعلومات ، التى يتبين أنها معلومات تندرج تحت
باب الفبركة الإعلامية ، والدليل على ذلك ، أن جماعة " أنصار بيت المقدس
" لم تترك العرجانى كما ادعت تلك الأبواق الإعلامية ، بل حاولت استهدافه
لثلاث مرات فى توقيتات مختلفة لولا عناية الله ، التى أنقذته منهم .
مخطط الحرب الأهلية فى سيناء
وبدأت كتائب جماعة الإخوان الإرهابية ، فى إلصاق الاتهامات بالعرجانى ،
اتهام وراء الآخر ، حتى انكشفت لعبتهم ، حسب آراء كل خبراء السياسة ، الذين
تناولوا الحديث فى هذا الأمر ، والذين أكدوا أن هدف الجماعة الإرهابية ، واضح
ومكشوف أمام الجميع ، فهى تحاول فتح قضية التخابر مع إسرائيل هذه الأيام ، ونشر
شائعات ، بأن هناك خلاف حاد نشب مؤخراً بين العرجانى والقيادة السياسية ، حتى تنال من
عمليات الإعمار والتنمية التى تشهدها مدن شمال سيناء ، لتجد التنظيمات الإرهابية
التابعة لها الأرض الخصبة للعودة مرة أخرى لمسرح الأحداث ، لتحقيق أهداف الجماعة.
والأغرب من ذلك ، أن تلك الكتائب الإعلامية ، ادعت أن إبراهيم العرجانى ،
أسس كتائب مسلحة تابعة له بشمال سيناء ، تقوم بعمليات عنف بين الحين والآخر
وتستهدف فى بعض الأحيان رجال من الأمن ، وأن تلك الكتائب المسلحة تقوم بمناوشات
بين الحين والآخر لصالح العرجانى ، وأمور لا يستوعبها ، أى انسان لديه عقل يفكر به
ويميز الأمور وحقيقتها .
وحذر خبراء السياسة من تركيز جماعة الإخوان الإرهابية ، وكتائبها الإعلامية
المسمومة على شمال سيناء خلال الأيام القليلة الماضية ، ومحاولة اشعال الفتن ما بين القبائل ، على أمل
أن تأجج العدوات بين تلك القبائل ، مما يجعل الطريق مفتوح لحرب أهلية على أرض
سيناء ، تساعد فى العودة إلى نقطة الصفر مرة أخرى ، فتوقف أعمال التنمية والإعمار
وإنشاء المشروعات الجديدة ، وعودة الانفلات الأمنى وعدم الاستقرار بأرض الفيروز ،
لتجد الكتائب الإرهابية المسلحة ، التابعة لجماعة الإخوان ضالتها فى الظهور مرة أخرى فى سيناء ، لاسيما
وأن هناك تنظيمات إرهابية مسلحة تابعة للجماعة الإرهابية ، لازالت متواجدة حتى
الآن داخل قطاع غزة ، وأن كانت بأعداد قليلة.