الصراع الروسى الأمريكى يهدد بإحياء داعش فى سوريا
يبدو أن منطقة الصراع بين الدول الكبرى ستتركز معالمها في سوريا ، خلال الفترات القادمة ، في ظل التداعيات والأحداث ، التى بدت تطفو على السطح لتكشف محاولات أمريكية لإحياء تنظيم " داعش " لتحقيق أهداف سياسية ، فبعد إعلان التنظيم الإرهابى ، عن اسم قائده الجديد ، بدأ ينشط بصورة واضحة سواء في الرقة ودير الزور أو البادية السورية ، وهذا ما أكده مدير المرصد السورى ، خلال تصريحاته التى نقلها موقع " المرصد " ، والتى أكد من خلالها ، أن التنظيم الإرهابي خلال الأيام الأخيرة ، نشط بشكل كبير وقتل ما يقرب من 34 جندى من قوات النظام السورية خلال 48 ساعة فقط
بايدن |
تركيا تتجاهل " داعش " وتوجه سلاحها للقوات السورية
بدأت
خيوط الصراع بسوريا ، تتكشف مع خروج رامى عبد الرحمن ، مدير المرصد السورى لحقوق
الانسان بتصريحات قال من خلالها ، إننا
جميعاً شاهدنا أبناء الشعب السوري من مختلف المحافظات يجرحون ويقـتلون ، عند
الحدود السورية التركية ، وبعد ذلك تأتي إلينا الخارجية الأمريكية ، وتتحدث عن
عودة طوعية إلى الأراضي السورية ، على عكس من ذلك ، لا يوجد عودة طوعية بينما يوجد
قتل عند الحدود
أردوغان |
وأكد
خلال التصريحات التى نقلها موقع " المرصد السورى " أن هذا العام فقط شهد 45 على أقل بين شهيد وجريح
برصاص جنود " الجندرما " التركية، وشاهدنا حالات التعذيب عند الحدود
السورية التركية، أي أن هناك منع للسوريين من التقدم باتجاه الحدود من قبل عناصر
" الجندرما "
وأيضاَ كما قال مدير المرصد ، حتى الذين حاولوا
اجتياز الحدود مع لواء اسكندرون ، تعرضوا لإطلاق النار عليهم ، مما أدى لسقوط جرحى
برصاص " الجندرما " التركية ، مشدداً على أن هناك خطة تركية حول التهجير
القسري للاجئين السوريين من داخل أراضيها باتجاه منطقة رأس العين و تل أبيض، وهذه
الخطة هي تغيير ديمغرافي في سوريا، و تركيا لديها جدية كاملة في الإبعاد القسري.
وفى
نفس الإطار ، كشف القوات السورية
الديمقراطية ، أن القوات التركية المنتشرة على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية
، بدعوى محاربة التنظيمات الإرهابية بالمنطقة والقضاء على الوجود الداعشى بالبادية
السورية ، ما هو إلا تصريحات أمام الرأى العام العالمى لا أساس لها من الصحة على
الإطلاق ، وأن القوات التركية كل همها شن هجوم عسكرى على القوات الكردية بدعوى
أنها تمثل التنظيمات الإرهابية ، مؤكدة أن أسلحة القوات التركية معظمها يوجه لجيش
النظام السورى ، والقوت الكردية فقط ، ولم يوجه إلى تنظيم " داعش " على
الإطلاق ، واعتبرت القوات السورية الديمقراطية ، أن تصريحات تركية بقتل أحد زعماء
تنظيم " داعش " تصريحات غير صحيحة ، بعدما تبين أنه قتل خلال مواجهة
عسكرية مع أحد التنظيمات المسلحة بسوريا.
وبدأت الاتهامات تحاصر الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة احياء تنظيم " داعش " في سوريا ، لتحقق عدة أهداف سياسية ، على رأسها بالطبع ، أن تظل سوريا في حالة صراع على الدوام ولا يتحقق بها أى استقرار وهى الدولة الحليفة لروسيا والصين ، وهذا ما دفع ، " سيرغى ناريشكين " مدير الاستخبارات الخارجية الروسية ، أن يخرج بتصريحات لوكالة " تاس " الروسية ، يؤكد من خلالها ، أن الولايات المتحدة تقوم سراً بمحاولة إحياء تنظيم " داعش " بسوريا ، وأنها بدأت في تجهيز مقاتلى تنظيم "داعش" بتلقى تدريباتهم في القاعدة الأمريكية بسوريا بهدف زعزعة الاستقرار في البلاد.
وأوضح
، أن واشنطن لا تخفي انزعاجها من نجاحات سوريا في قضائها على الإرهاب ، وتريد نسف هذه النجاحات ، وأن الولايات المتحدة تستغل قاعدة " التنف " العسكرية التابعة لها ، والمتواجدة بالقرب من حدود سوريا مع الأردن ، ليتلقى عناصر
من مقاتلي تنظيم " داعش " التدريب على أحدث طراز عسكرى بها
وكشف
مدير المخابرات الخارجية الروسية ، أن القاعدة تشهد أعداد متزايدة من عناصر "
داعش " للتدريب بها ، بعد تعمد الولايات
المتحدة ، إطلاق سراح العناصر التابعة لـ " داعش " من السجون في الجزء الشمالي الشرقي المحتل من
سوريا ، وتنقل شاحنات الأسلحة الصغيرة والذخيرة وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات
إلى معسكرات التدريب ، حتى يتدرب عليها عناصر " داعش "
واتهم
" ناريشكين " موظفي الأجهزة الأمنية الأميركية المتواجدين في
هذه المنطقة ، بالتخطيط والتنسيق للهجمات
التى يشنها مقاتلى تنظيم " داعش " ببعض المناطق التى تقع تحت سيطرة
الجانب الأمريكى داخل سوريا ، لذلك حسب كلامه ، نشاهد هجوم إرهابى على مناطق حيوية
واستراتيجية في مناطق السويداء ودرعا جنوب
البلاد ، وهجوم آخر أكثر شراسة فى مدينتي
تدمر ودير الزور بالشمال والشمال الشرقى السورى
استهداف قاعدة " التنف " والألاعيب التركية
ومن
الواضح ووفقاً للأحداث التى تشهدها المنطقة السورية ، فإن الجانب الروسى ، رصد بين
الحين والآخر عمليات تدريب لعناصر تابعة لتنظيم " داعش " بمعسكر "
التنف " الأمريكى ، لذلك تقوم القوات الروسية بتيسير طائرات بين الحين والآخر
لتحلق فوق المنطقة ، وهناك توقعات بتكثيف تلك العمليات خلال الفترة القادمة .
بوتين |
وربما
يكون هذا هو السبب الرئيسى ، لقيام الطائرات العسكرية الروسية ، ،باستهداف منطقة التنف السورية خلال شهر يونيه الماضى ، مما دفع الجانب الأمريكى ، لإرسال طائرات
حربية لمواجهة الطائرات الروسية ، بعدما تعرض الجنود الأمريكان بالقاعدة للخطر من
جراء الاستهداف الروسى
وفي الوقت
الذى خرج فيه مدير المرصد السورى ليؤكد ، أن القوات التركية ، تستهدف فقط القوات
الكردية وقوات النظام السورية ، ولم توجه أسلحتها بشكل مباشر وقاطع لتنظيم "
داعش " ، خرجت تركيا بتصريحات نارية على لسان سليمان صويلو ،
وزير الخارجية التركى ، يتهم من خلالها الولايات المتحدة بالسعى إلى إقامة " دولة
إرهابية " على حدود تركيا مع سوريا
ولكن
أرجع البعض من خبراء السياسة ، تصريحات صويلو ، بأنها مراوغة كالعادة ، لإبعاد
شبهة محاولة أمريكا إحياء تنظيم " داعش " في سوريا ، لأن الجانب التركى
يرى أن إحياء التنظيم سيصب في النهاية في مصلحته ، سواء باستمرار حالة عدم الاستقرار
على الأرض السورية ، مما يبرر تواجد قواته بشكل مستمر بالمنطقة ، بجانب أن تواجد
" داعش " سيساعد بشكل واضح في التصدى للقوات الكردية
والدليل
على ذلك ، أن وزير خارجية تركيا ، لم يتطرق للحديث عن " داعش " في اتهامه
، وصب تركيزه فقط على دعم الولايات المتحدة لـ " وحدات حماية الشعب الكردية " ، بل وأعتبر أن الولايات المتحدة تستعد لإقامة " دولة إرهابية " قرب
حدود تركيا ، بمساعدة تلك الوحدات ، مؤكداً أن هذا الخطر لن يختفي ما لم تتم إزالة عامل
التأثير الأميركي في المنطقة.
النفوذ الروسى واتهامات أمريكية لترامب
فيما
بدأت بعض المصادر ، تؤكد أن هناك نزوح للمئات من المقاتلين التابعين لتنظيم "
داعش " من كل منطقة متواجدين بها في دول العالم في اتجاه الشمال والشمال
الشرقى بسوريا ، للانضمام للتنظيم هناك بمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية ،
كما تؤكد المصادر، لنقل الصراع بشكل كامل للشمال السورى وبعض المناطق بالبادية ،
للتخلص من سيطرة ونفوذ الدب الروسى .
ترامب |
حيث ترى الحكومة
الأمريكية ، أن النفوذ الروسى تعاظم بشكل كبير مع بداية الحرب على الإرهاب بروسيا
والعراق ، حيث بدت الحكومة الروسية ، تبسط نفوذها بصورة واضحة على منطقة الشرق
الأوسط ، بعدما أخذت راية القيادة والمبادرة في هذه الحرب ، التى وجدت أنها تحقق
لها كل أهدافها في المنطقة ، على رأسها تطهير أراضى سورية حليفتها الأولى بالشرق
من الإرهاب ، واتضح ذلك جلياً بتدخل الجانب الروسى بقوة عسكرية هائلة للقضاء على
تنظيم " داعش " بسوريا ، بينما لم يكن حماسه بنفس القوة ، لمحاربة
عناصر التنظيمات الإرهابية سواء في العراق أو ليبيا ، واكتفى الجانب الروسى في غالب الأحيان
بالتوجيهات وعقد الاتفاقيات في هذا الشأن ولاسيما في ليبيا .
وربما تعكس تلك
التطورات ، مدى الاتهامات التى توجهها الحكومة الأمريكية ، للرئيس السابق ترامب ،
حيث ترى أنه ترك القيادة في الحرب على الإرهاب للجانب الروسى ، وسمح للروس بفرض
هيمنتهم على مناطق الحرب على الإرهاب وبسط نفوذها على منطقة الشرق الأوسط ولا سيما
بدولة سوريا ، التى تمثل أهمية قصوى بالنسبة للدب الروسى
فالحكومة الأمريكية ،
تعلم علم اليقين ، أن سوريا بالنسبة لروسيا ، هى المحور الأهم في منطقة الشرق الأوسط ،
بالنظر إلى العلاقات المتعمقة بين الجانبين ، وتحققت المخاوف الأمريكية بالفعل ، عقب
انتهاء الحرب على الإرهاب ، وتحولت سوريا إلى القوة الرئيسية للتواجد الروسى
بمنطقة الشرق ، والتى تتضمن بعض القواعد العسكرية الهامة ، على رأسها قاعدة طرطوس
البحرية ، وقاعدة حميميم ، وأهمية سوريا في تواجد السيطرة الروسية على البحر
المتوسط ، من هنا كانت روسيا أول من شنت هجوماً على العناصر الداعشية في سوريا
وأرسلت قوات فاغنر التابعة لها للمساهمة في الحرب على التنظيم .
وكانت
الإدارة الأمريكية ، مستاءة جداً من النفوذ الروسى بمنطقة الشرق الأوسط ، عقب انتهاء
الحرب على الإرهاب ، وانتشار قواعده العسكرية ، حتى جاءت الحرب الأوكرانية ، لتضع الحل أمام
الحكومة الأمريكية ، لاسيما بعدما تحولت الحرب لحرب طويلة الأمد ، لا يعرف أحد متى
تنتهى ، وذلك لأن الجانب الأمريكى ومعه عدد من دول الاتحاد الأوربى ، قدموا كل
المساعدات الاقتصادية والعسكرية للحكومة الأوكرانية ، حتى تستطيع الصمود أمام تقدم
الدب الروسى.
وبدأت
الحكومة الأمريكية تستعيد ذكريات سيطرتها الكاملة على الشرق الأوسط ، ولاسيما
بالعراق وسوريا ، عندما كان ينشط تنظيم " داعش " بتلك المنطقة بمباركة
ودعم كامل منها ، حتى اهتزت هذه السيطرة ، مع اعلان الحرب على " داعش "
وتقليص دوره بالمنطقة بشكل واضح .
لذلك بدأت الولايات المتحدة الأمريكية ، تحاول
إحياء التنظيم الإرهابى مرة أخرى ، ولاسيما بسوريا ، مركز قوة الدب الروسى ، وبدأت
تستغل حالة النفور ما بين الرئيس الروسى بوتين وقوات فاغنر، التى غادر معظم عناصرها سوريا ، بجانب قيام روسيا بسحب طائراتها من قاعدة حميميم السورية وإن كانت قليلة العدد ،
وسحب بعض القيادات والقوات المميزة من سوريا ، والحاقهم بالقوات الروسية للمساعدة في
الحرب على أوكرانيا ، وهو الأمر الذى أخذ يضعف التواجد الروسى في المنطقة ،
فالصراع يبدو أنه سيحتدم بين القوى الكبرى خلال الفترة القليلة القادمة بشمال
سوريا .
x