فاهم أفندى ،،،،،
خرج علينا بعض مقدمي برامج " التوك شو " بعدد
من القنوات الفضائية ، يقترحون على الشعب المصري ، أن يستعد من الآن لتجهيز شبيه
سعد زغلول للدفع به لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2030 ، عقب انقضاء فترة حكم
الرئيس عبد الفتاح السيسي ، على اعتبار أن احتفاظ السيسي بمنصبه كرئيساً للجمهورية
خلال الانتخابات المقبلة ، محسوم بشكل كبير ، بالنظر إلى كل الظروف والمعطيات
المحيطة ، وأنه بالفعل رجل تلك المرحلة.
فإذا تخيلنا المشهد العام ، وفقاً لآرائهم ، فى مرحلة ما
بعد حكم الرئيس السيسى ، وما هى التوقعات المطروحة لتلك المرحلة المستقبلية ، التى
لا يعلم بظروفها غير الله سبحانه وتعالى ، لنرسم سوياً أحداثها من وحى خيالهم الافتراضي
، فها هو الشعب المصرى ، قد نجح بالفعل فى ايجاد شبيه الزعيم الوفدى سعد زغلول ،
بعد عملية تفتيش دقيق فى وجوه أكثر من 40 مليون رجل مصري ، ووضعه على جهاز كشف
الوطنية ، والتقاط صور له من كل جانب ، واختباره تحت ميكروسكوب الذكاء السياسى ،
للتأكد أنه بالفعل سعد زغلول نفسه ، وليس شبيهه فقط .
وبإجماع كل طوائف الشعب المصرى ، اكتسح الانتخابات ،
ونال سعد زغلول السلطة ، وانتشر الأهالى فى جميع الميادين ، يجوبون شوارع
المحافظات ، وأصواتهم تتعالى " سعد سعد يحي سعد " ، وأخذ الرئيس الجديد
يباشر مهام منصبه ، يشكل حكومته ، ويعقد الاجتماعات ، ويحضر المؤتمرات ، ويصدر
القرارات ، ويضع التصور الكامل ، لقيادة سفينة الوطن اقتصادياً وسياسياً
واجتماعياً ، وبات الأهالى يخلدون لنومهم فى هدوء ، فى ظل وجود حاكم مثل سعد زغلول
على رأس السلطة.
وانتفض فاهم أفندى من نومه على صرخة واحدة " سعد
سعد يحى سعد " ، وعاد وألقى بجسده المنهك ، وسهم نظراته يخترق سقف الحجرة ،
وأخذ شريط التساؤلات يدور فى ذهنه ، هل سيخرج علينا من يعارض سياسات وقرارات
الرئيس سعد زغلول ؟ وهل هناك إجماع كامل من الشعب المصرى بكل طوائفه عليه ؟ ولن
تحدث أى مناوشات تهدد استقرار وأمن بلدنا ، وقبل أن يتحول طوفان الأسئلة إلى سلاسل
تقيد عقله وتفكيره ، التقط هاتفه ، حيث
صديق عمره محروس البقال ، ابن الخميس عاماً ، المثقف بفضل الصحف التى ما زال مواظب
ومتمسك بقراءتها ، ليتابع كل ما هو جديد.
أقبل محروس البقال على صديقه فاهم أفندى ، مالك بس يا
فاهم ، وشك مخطوف كده ليه ، فيه أيه يا جدع ،,, قلقان يا أخي ، قلقان يا محروس على
بلدنا ، خايف يطلع علينا حد يعكر عيشتنا ويهدد استقرارنا ، ويطالب بإسقاط رئيسنا
" سعد باشا زغلول " ، أحنا ما صدقنا يامحروس لقينه رئيس زيه ، ولا أنت
أيه رأيك يا محروس.
محروس التقط كوب الشاى ، وقبل أن يرشف رشفته ، أعاده مرة
أخرى لمكانه ، يصحبه تنهيده اهتزت لها الجدران ، ومال بظهره رافع كتفيه ، شوف يا
فاهم يا أخويا ، اللى ما يشفش من الغربال يبقه أعمى ، أنت عارف زى من عارف ومصر
كلها عارفه ، اللى ما يتسموا ، مبيعجبهمش
العجب ولا الصيام فى رجب ، أنا مش عارف والله يا فاهم أزاى دى جماعة بتتكلم
باسم الدين ، دى لازم يسموها جماعة " يا فيها يا أخفيها " المهم عندهم
مصلحة الجماعة وبس ، ولا يفرق معاهم حاجة تانى خالص حتى لو البلد ولعت على راس
اللى فيها .
أنت مفكر يا فاهم ، أن شوية الاعلاميين التابعين للجماعة
دول ، أيام حكم الرئيس السيسى ، كانوا نازلين شتيمة فى البلد ومؤسساتها وجيشها
وشرطتها ، وكم الاشاعات اللى طلعوها عن البلد ، عشان خاطر كانوا كارهين الرئيس السيسى
مثلاً ، لأ يا حبيبى أصحى ، الناس دى يا أبوالمفاهيم مش مهم عندهم الرئيس مين
متفرقش والله ، السيسى زى سعد وسعد هو السيسى ، الكرسى يا حبيبى هو اللى يهمهم وبس
، السلطة يا فاهم هيه اللى تهمهم ، أنت فاكر يا جدع عملوا أيه بعد ثورة 30 يونيه ،
كانوا هيولعوا البلد كلها.
وأديك شفت يا عمنا ، يدوب وصلوا للحكم ، ولسه معداش سنه
وحدة ، وتحس يا أخى أن مصر عندهم عاملة زى دكر البط المحمر اللى اتحطت قدام مجموعة
مكلتش بقالها أسبوع ، يا راجل دول نهشوا لحم البلد فى أقل من سنه ، وداقوا طعم
السلطة خلاص ، وهيفضلوا يقوموا ويناموا ويحلموا يرجعوا تانى ، حتى لو على جثث
الشعب المصرى كله ، كله عندهم متاح للعودة للحكم ، يعنى مفيش مانع من سفك الدم
وتعطيل المؤسسات الحيوية بالبلد ، وأنت عارف الباقى بقه ، هى دى الحقيقة يا فاهم
واللى يقول عكس كده يبقه بيضحك على نفسه والناس .
معنى كلامك ده يا محروس ، أن أحنا الأيام اللى جاية ،
هنلاقى كمية هاشتاجات ملهاش عدد على السوشيال ميديا ، بعبارة واحدة " أرحل يا
سعد " وطبعاً صفحات بالجملة ، تدعو للتظاهر بالميادين والشوارع ، لإسقاط نظام سعد زغلول ، ورفع شعارات " من نوعية
" الشعب يريد اسقاط النظام " و" لا لسعد زغلول " ، واتهام
رئيسناً سعد زغلول بأنه وصل للحكم عن طريق الانقلاب المدنى .
لأ ومش كده وبس يا فاهم يا أخويا ، خد عندك بقه
، اشعاعات للركب ، عن اضطهاد سعد وحكومته للمصريين ، وأكله هو ونظامه حقوق
الفقراء ، والإهمال بالمستشفيات الصحية ، وتخفيض دعم التموين ، ومشروعات السكن
الوهمية ، وسرقة أموال الشعب ، و......
وإلى هنا هم فاهم أفندى صارخاً فى وجه صديقه ، خلاص خلاص
، فهمت قصدك ، يعنى من الآخر كده زى ما قال رئيسنا سعد " مفيش فايدة "