بقلم - فاهم أفندى
" أطفال ترضع متفجرات " عبارة غريبة ، يعاقب عليها من قبل مؤسسات حماية الطفل في العالم ، ولكن للأسف الشديد تلك المؤسسات تركت من ينتهك حقوق الطفل بتصريحات وأخبار صحفية ، ما أنزل الله بها من سلطان ، دون أن تقوم حتى بتوجيه أى لوم لهم ، لأنها بصراحة ومن غير لف ودوران ، تأتى على هوى بعض تلك المؤسسات .
وبصراحة
أكبر جماعة الإخوان الإرهابية ، جماعة بالفعل مدهشة ، لدى كتائبها الإعلامية خيال أوسع من كرش الحوت الأزرق نفسه ، صباح كل
يوم لابد أن تكتشف على أحد مواقعها الإلكترونية أو الصفحات التابعة لها بمواقع
التواصل الاجتماعي ، وحتى المراصد الخاصة بها ، افتكاسه جديدة ، عندما تقرأها ،
تشعر وكأنك دخلت فيلم هندى بسينما ولاد الأية ، وما عليك إلا أن تعيش أحداث الفيلم
وتسرح بخيالك في وقائعه وتصدق كل ما تشاهده ، وإلا ستكون رجل منقلب على الفكر الهندى
الإخوانى.
وأنا
هنا لا علاقة لى بالنظام الذى يحكم مصر ، أو أقف بجانب فريق على حساب آخر ، ولكن
ما عليك إلا أن تقرأ وتكذب كل ما أكتبه ، حتى تتأكد أنت وغيرك من صحته بالعودة
لمصادره ، فلكل انسان عقل يستطيع أن يميز الأمور ويعرف ما هو الصالح منها ، الذى
يستطيع عقل الانسان أن يهضمه ويستوعبه ، والطالح مما يصيب العقول بالهوس الفكرى.
فقد
فوجئت كما فوجئ غيرى من المتابعين لما تتناوله المواقع والمراصد المختلفة التابعة
لجماعة " يا فيها يا أخفيها " ، بتقرير غريب نشرته مؤسسة يطلقون عليها
" مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان " تدار حسب أقوال العاملين بها من بريطانيا
، بس أيه علاقة بريطانيا بسيناء ، أنا بصراحة مش عارف ، ومن يقرأ ما يتناوله هذا
الموقع ، لا يحتاج لأى جهد في التفكير ، حتى يدرك أن كتائب الإخوان هى التى أنشأته
وتديره لبث أفكارها الهندية ، فالأمر واضح وضوح الشمس في هذه الأيام الحارقة .
حيث
قالت "مؤسسة سيناء لحقوق
الإنسان" ، بالحرف الواحد في تقرير مطول لها ، منشور على صفحتها الرئيسية ، أنه خلال الفترة من عام 2013 وحتى عام 2022 الماضى
، أى خلال 9 سنوات كاملة ، تم رصد مجموعة
كبيرة من الأطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ12 عاماً ، يعنى منهم أطفال من سن 6 أو 7
أو 8 أو حتى أصغر من ذلك هم طبعاً أعلم ،
تم تجنيدهم للعمل لصالح الجيش في سيناء ، إلى هنا وممكن الواحد مننا يصدق ، أنه
بالفعل تم تجنيد هؤلاء الأطفال ، عشان طفل يناول الظابط أو العسكرى كوباية مايه
عشان يشرب مثلاً ، أو حتى يروح يجبلهم عيش من الفرن عشان يتغدوا ، أو يلم الزبالة
من حولين المعكسر ، أو يعملهم شوية شاى في الخمسينه يظبطوا المزاج ، وأمور فى هذا الاتجاه ممكن يستوعبها ويصدقها العقل البشرى ، ويبلعها
كما يقولون .
ولكن
أن تصل الأمور إلى الادعاء ، أن هؤلاء الأطفال جندهم الجيش ، حتى يتم تكليفهم ، بالتجسس
على عناصر التنظيمات الإرهابية والمسلحة في سيناء ، ومش كده بس ، لأ وتكليفهم بالقيام بأعمال تمشيط للطرق
والأماكن المؤدية للكمائن والمعسكرات للبحث عن المتفجرات والعبوات الناسفة ، ووسعت
على الآخر معاهم ، بأن هؤلاء الأطفال يقوموا بتفكيك العبوات الناسفة أو القنابل
عقب اكتشافها ، أظاهر والله أعلم أنهم أطفال انشتين ، وعند ولادتهم أمهاتهن لم
ترضعهن لبناً كما تقول الطبيعة البشرية ، ولكن على ما يبدو أنهم رضعوا متفجرات
ومادة " tnt
" وبدل من ذهابهم للحضانة مثلاً ، كانوا يلتحقوا بمعسكرات الجيش ، حتى يتم
تعليمهم كيفية اكتشاف العبوات الناسفة وتفكيكها ، بصراحة حاجة تجنن العقل.
ولما المؤسسة ، أو كتائب الإخوان المسيطرة عليها ، شعروا أن تجنيد أطفال
دون الـ12 عاماً ، مع الأعمال المكلفين بها عقب تجنيدهم ، وسعت منهم حبتين ،
حاولوا تصحيح أحداث هذا الفيلم الهندى بتغيير فى السيناريو ، ووضع مشاهد جديدة
للتعديل من أحداثه ، حتى يصدقه المتفرج ، فلكل شطحه كما يقولون حدود ، ولكن للأسف
الشديد معالجة السيناريو فضحت أغراضهم أكثر وأكثر
حيث حاولوا معالجة هذا السيناريو الهابط ، بالتأكيد بأن ما يسمى "ولاية سيناء"، التابعة
لتنظيم " الدولة الإسلامية " في شمال سيناء، قتلت بعض الأطفال الذين تم
تجنيدهم للعمل لصالح الجيش ، وكان من بين
القتلى حسب كلام المؤسسة والله ما كلامى ، شاب يبلغ من العمر 17 عاماً ، قتل أمام والده بمشرط ، ثم ترك رأسه عند معبر
للسكك الحديدية في قريته ، طيب هو الأطفال دول مع بداية التقرير أعمارهم كانت دون
الـ12 عاماً ، أزاى فجأة أصبحوا شباب ووصلوا لسن الـ17عاماً ، طبعاً لازم نصدق
لأنه في النهاية فيلم هندى ، والأفلام الهندى كما هو معروف ، ممكن يحصل فيها العجب
، ومجبر أنك تصدق ، وإلا تبقه شخص خارج عن الملة.
ورجعت
المؤسسة العبقرية ، تقول ، إنه بموجب القانون الدولي، الحكومات ملزمة بعدم تجنيد
الأطفال دون سن 15 عاماً ، وأن هذا التجنيد من قبل حكومة أو جماعات مسلحة ، مدرج
كجريمة حرب في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ، و إنها تدعو حكومة
السيسي إلى الوقف الفوري لتجنيد واستخدام الأطفال دون سن 18 عاما ، واستخدامهم كمقاتلين
أو في أدوار الدعم العسكري التي تعرض حياتهم للخطر
بصراحة
أنتم هتجننوا الواحد معاكم ، هم أطفال
أعمارهم دون الـ12 عاماً ، أم دون الـ15 عاماً أم الـ18 عاماً ، ولا هو كوكتيل
وخلاص ، وحادى بادى واختار اللى أنت عايزه براحتك ، أمر غريب وأساليب عفا عليها
الزمن لا تقود لشئ ، إلا أمر واحد ، أن جماعة " يا فيها يا أخفيها " من
يوم ما الشعب المصرى ، كشف حقيقتهم ، وتأكد أنهم لا يبحثون إلا عن مصلحة الجماعة
فقط ، وهم فقدوا عقولهم ، واختاروا طريق الأفلام الهندى لعل وعسى .