google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

انقلاب النيجر شهادة وفاة للإيكواس وفرنسا

شعوب الإيكواس ترفض التدخل العسكرى وتدعم الانقلاب

 


الوضع فى النيجر يزداد تعقيداً ، فى ظل إصرار مجموعة " الإيكواس " على قرارها بضرورة ، الإفراج عن محمد بازوم الرئيس الشرعى للبلاد ، وإلا ستضطر المجموعة ، ووفقاً لبنود تأسيسها للتدخل العسكرى فى النيجر ، لتحرير رئيس البلاد من الإقامة الجبرية ، وإعادة السلطة الشرعية للبلاد ، بينما يرفض المجلس العسكرى الإنقلابى فى النيجر ، أى تهديدات من قبل الأيكواس أو غيرها ، مؤكداً أن الإرادة الشعبية  هى التى تحرك المجلس العسكرى ، للتخلص من حكم بازوم الذى ترك لفرنسا وأمريكا نهب ثروات بلادهم .



انقلاب النيجر شهادة وفاة للإيكواس وفرنسا



 

ومع تصاعد نبرة التدخل العسكرى فى النيجر من قبل مجموعة الإيكواس ، خرجت كلا من حكومتى بوركينا فاسو ومالى ، لتؤكدان دعمهما الكامل للمجلس العسكرى الإنقلابى بالنيجر ، وأكدت الدولتان ،  أن أى تدخل عسكرى فى النيجر ، كأنه تعدى عليهما ، وأن جيشهما سوف يحارب فى جانب المجلس العسكري الإنقلابى ، وبدأت بالفعل تتحرك تشكيلات عسكرية من الدولتين ، وتستعد للانضمام للجيش النيجري ، حال بدء التدخل العسكرى من جانب الأيكواس ، ووصلت الأحداث إلى سماح المجلس العسكرى الانقلابى بالنيجر ، لقوات بوركينا ومالى التواجد على أرض النيجر.



وهذا الفريق ، يلقى مساندة واضحة ، وإن كانت غير معلنة من روسيا والجزائر ، حيث أن الأخيرة رفضت طلباً من الحكومة الفرنسية ، بفتح مجالها الجوى أمام الطائرات الفرنسية ، لتأديب المجلس العسكرى الإنقلابى ، لاسيما عقب إصرار المجلس العسكرى على طرد السفير الفرنسى بعد رفضه عقد جلسه دعا إليها الانقلابيون ،  والمطالبة بطرد السفيرة الأمريكية أيضاً  ، بجانب إصرار الإنقلابين  على مغادرة الجنود الفرنسيين أراضى النيجر  ، الذى يصل عددهم إلى 1500 ، الذين تواجدوا على أرض النيجر بدعوى محاربة الإرهاب.


 

ولكن الرئيس الفرنسى ، ماكرون ، خرج بتصريحات لوكالات الأنباء العالمية ، أكد من خلالها رفض فرنسا لقرار طرد السفير الفرنسى ، لأنه صادر من سلطة غير شرعية ، وأن فرنسا لا تعترف إلا بقرارات الرئيس الشرعى للبلاد ، محمد بازوم ، المحتجز تحت الإقامة الجبرية ، وأعلن ماكرون ، أن القوات الفرنسية متواجدة على حدود النيجر من أجل محاربة الإرهاب ، وأمر رحيلها من عدمه بيد الحكومة الفرنسية فقط ، ويرى المراقبون أن قرار الجزائر مساندة الإنقلابيين وإن جاء سراً ، أمر طبيعى فى ظل نظرة الجزائر لفرنسا بأنها دولة مستعمرة ، ظلت لسنوات عديدة تنهب الثروات الجزائرية ، بخلاف تسببها فى استشهاد أكثر من مليون جزائرى.


 

 شهادة وفاة لمجموعة الإيكواس.


 

مجموعة الإيكواس ، هى منظمة سياسية اقتصادية ، تم تأسيسها خلال عام 1975 ، تضم 15 دولة بغرب أفريقيا ، والتى تم تأسيسها بغرض حفظ السلام بالغرب الأفريقى ، ومن بين بنود تأسيس المجموعة ، التدخل العسكرى فى أى دولة يحدث بها انقلاب على السلطة الشرعية بالبلاد , ومحاولة إعادة الهدوء الأمنى والاستقرار للدول التى تتعرض لفوضى أمنية ، وسبق للمجموعة التدخل العسكرى أكثر من مرة ، فخلال عام 2003 تدخلت عسكرياً فى ليبيريا وساحل العاج ، و2012 بغينيا بيساو و2013 فى مالى ، و2017 فى غامبيا ، ولكن المجموعة عجزت عن التدخل العسكرى ، فى السنوات الأخيرة ، لإجهاض الانقلابات العسكرية فى مالى وبوركينا فاسو وغينيا.



انقلاب النيجر شهادة وفاة للإيكواس وفرنسا




ويبدو أن الملف بدولة النيجر يمثل الكثير لمجموعة الإيكواس ، والتى ترى أن نجاح الانقلاب بالنيجر ، والتخلص من السلطة الشرعية ، يعد بمثابة شهادة وفاة للمجموعة ، وربما تكتب قضية النيجر نهايتها دون رجعة ، لاسيما بعد نجاح الانقلاب العسكرى فى مالى وبوركينا فاسو وغينيا ، فى القفز على السلطة الشرعية بتلك البلاد ، دون أن يكون هناك دور للمجموعة لإجهاض تلك الانقلابات ، التى تحقق النجاح الانقلاب تلو الآخر، وهى أمور تضعف من قوة المجموعة ، وتنسف قراراتها وقوانينها ، و نجاح هذا الانقلاب ،  سوف يفتح الطريق على مصرعية للمزيد من الانقلابات العسكرية بمنطقة غرب أفريقيا ، وتتحول لفوضى أمنية ، تسمح بتمدد العناصر والجماعات الإرهابية ، بشكل أكبر وأقوى.


 

الظهير الشعبى والقرار الأمريكى


 

مجموعة الإيكواس بالفعل أمام تحدى صعب ، خاصةً وأن مالى وبوركينا فاسو وغينيا معلقة عضويتهم بالمجموعة ، بجانب موريتانيا التى طلبت تعليق عضويتها ، مما جعل قضية النيجر معركة وجود بالنسبة للأيكواس ، والتى أصدرت أكثر من مهلة زمنية لقيادات الانقلاب ، بضرورة إعادة محمد بازوم للسلطة ، والالتزام بالشرعية ، مع العلم أن قوات المجموعة بدأت تتأهب على الحدود النيجيرية ، لتوجيه الضربة العسكرية للنيجر ، وهو توجه قابلته شعوب دول الأيكواس ، سواء فى نيجيريا أو السنغال أو غانا وغيرها ، بالرفض التام ، وتصاعدت نبرة الاعتراض الشعبى ، لدرجة أن المئات من المواطنين بعدد من دول الإيكواس ، خرجوا للشوارع ، لإعلان رفضهم لأى تدخل عسكرى فى النيجر ، حيث تنظر شعوب دول المجموعة إلى ما حدث بالنيجر، بأنها ثورة للتخلص من المستعمر الفرنسى ، الذى ظل لعقود من الزمان يحكم قبضته على دول المنطقة ، بدعوى محاربة الإرهاب ونشر الأمن والاستقرار ، وهو فى حقيقة الأمر حسب رأيهم مستعمر جاء لنهب ثروات بلادهم واستنزافها اقتصادياً.



و ترى شعوب دول مجموعة الإيكواس ، أن ملف مكافحة الإرهاب ، الذى يمثل القاعدة للتواجد الفرنسى أو الأمريكى فى دول غرب أفريقيا ، لم يحقق المرجو منه ، فى ظل تمدد الجماعات الإرهابية ، وتزايد العمليات المسلحة من قبل تلك الجماعات ، وزاد من هذا الإحساس ما أعلنه مؤخراً عبر وسائل الإعلام ، المجلس الانقلابى بالنيجر ، بأن فرنسا تعمدت إطلاق سراح الجهاديين المقبوض عليهم لديها ، من أجل زيادة الأعمال الإرهابية والمسلحة بالمنطقة ولاسيما بالنيجر ، لنشر الفوضى الأمنية وعدم الاستقرار ، وهو الأمر الذى حاولت فرنسا نفيه أكثر من مرة ، أضف إلى ذلك أن شعوب دول الأيكواس .


 

موقف الولايات المتحدة أيضاً ، فى ملف انقلاب النيجر ، يعطل أى تدخل عسكرى فى الوقت الراهن ، حيث أعلنت الولايات المتحدة ، أنها تميل للتهدئة والحل السلمى ، وتستبعد استخدام القوة ولو بشكل مؤقت ، على أمل أن تنجح المفاوضات فى حل الأزمة ، وإعادة الشرعية المتمثلة فى الرئيس المنتخب محمد بازوم ، من هذا المنطلق ،  كثفت مسئولون بالولايات المتحدة وحلفائها  من مفاوضاتهم مع قيادات الانقلاب بالنيجر ، للخروج من الأزمة بحل سلمى ، وهو أمر يرفضه قيادات الانقلاب ، وأصروا على موقفهم ، وردوا على محاولات أمريكا ، بالمطالبة بطرد السفيرة الأمريكية من النيجر ، فالولايات المتحدة على علم كامل ، بأن جميع الأطراف خاسرة ، فى حال اللجوء للقوة والتدخل العسكرى فى ملف النيجر.


 

فرؤية الولايات المتحدة مبنية على محاور عدة ، أهمها على الإطلاق ، تحرك قوات عسكرية من مالى وبوركينا فاسو للانضمام  للمجلس العسكرى الانقلابى بالنيجر ،  بهدف الحرب بين صفوفه ، إذا وصلت الأمور للتدخل العسكرى ، والذى أصبح أمر مطروح فى ظل الاستعدادات التى يقوم بها الجيش النيجيرى ، والذى يعتبر من أقوى جيوش مجموعة الأيكواس ، يصل تعداده إلى 23 ألف جندى ، وتخشى الولايات المتحدة ، أن تستغل روسيا التدخل العسكرى ، فى تقديم الدعم العسكرى والمادى للانقلاب العسكرى وحلفاءه ، مما سيؤدى إلى تحويل المنطقة لمواجهات مسلحة من الصعب السيطرة عليها ، الأمر الذى يهدد المصالح العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة بالمنطقة.


 

شهادة وفاة لفرنسا فى القارة السمراء



قضية النيجر بالنسبة لفرنسا ، مسألة حياة أو موت ، بالنظر إلى أن التواجد الفرنسى بالقارة السمراء ، خلال السنوات الست الأخيرة ، تقلص بصورة ملحوظة ، أزعجت الحكومة الفرنسية ، التى ترى أن أى ملف تخسره فى أى دولة أفريقية ، ينعكس بشكل سلبى على الاقتصاد الفرنسى ، والذى اعتمد على ثروات الدول الأفريقية التى سيطرت عليها فرنسا لعقود طويلة ، والنيجر بالذات تمثل أهمية قصوى لاقتصاد الدولة الفرنسية ، ويكفى أنها تعتمد على اليورانيوم النيجرى ، لانتاج 35% من الطاقة النووية والكهرباء ، بخلاف الذهب والمعادن النفيسة التى سيطرت عليها فرنسا ، بمشاركة الولايات المتحدة بالطبع .


 

انقلاب النيجر شهادة وفاة لفرنسا بأفريقيا
ماكرون



ويعتبر نجاح الانقلاب العسكرى للنيجر ، كما هو شهادة وفاة لمجموعة الأيكواس ، شهادة وفاة أيضاً للتواجد الفرنسى داخل القارة السمراء ، بعدما أصبحت النيجر التى هى الملاذ الأخير لفرنسا عقب الانقلابات العسكرية الأخيرة ، التى كتبت نهاية تواجدها بدول الانقلاب ، وعلى رأسها مالى وبوركينا فاسو ، واتهم المراقبون والمحللون ، الجانب الفرنسى ، بأنه السبب الرئيسى فى وضعه الصعب داخل القارة السمراء ، حيث لم تستغل فرنسا تواجدها بدول القارة لفترات طويلة ، فلم  تظهر خلالها أى اهتمام بالملف الانسانى والاجتماعى ، وتركت الدول تعانى من الفقر وعدم الإعمار ، ولا تبحث إلا عن مصالحها الاقتصادية فقط ، ونهب ثروات دول القارة ، فكان من الطبيعى أن تظل نظرة شعوب القارة السمراء لفرنسا بأنها دولة مستعمرة فقط لا أكثر ولا أقل من ذلك.    

 

  

 

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف